آن صلاح لـ (الشبكة):ينبغي أن يكون الكتاب أهم من مساحيق التجميل لدى الإعلامية!

1٬379

 أحمد سميسم _ عدسة: صفاء علوان /

هي “ابنة الصحافة” المثابرة التي انطلقت منها كمحررة في القسم السياسي بعد تخرجها في كلية الإعلام قسم الصحافة، حبها لمهنتها وطموحها دفعاها الى اقتحام الإعلام المرئي رغم رفض أسرتها خوضها غمار هذه المعترك.

تمكنت خلال بضع سنوات من إثبات جدارتها أمام الكاميرا فعملت مراسلة إخبارية في قناة العراقية الإخبارية، وأيضاً خاضت التحدي في تجربة المراسلة الحربية في التغطيات العسكرية في الموصل، ومن ثم مقدمة برامج منوعة، تؤمن بأن المرأة مهما بلغت من الجمال فذلك لن يغنيها عن المطلب الأهم وهو الثقافة العامة وسعة المدارك الفكرية.

“الشبكة” التقت الكاتبة والإعلامية “آن صلاح” فكان معها هذا الحوار:

ابنة الورق والمطابع

* هجرتِ الصحافة واقتحمتِ الإعلام المرئي .. هل كنت تبحثين عن الشهرة والأضواء أم ماذا؟

– بصراحة لم يكن الأمر مخططاً له، فتخصصي الأكاديمي هو الصحافة وأحب قلمي أكثر من لساني، لذا كنت ومازلت أحب العمل الصحفي وأجد نفسي في الكتابة أكثر من الشاشة، وأفضّل ان أكون صحفية بقلم حاد أكثر من كوني إعلامية بوجه حسن، وأجد أن أرقى مجالات الإعلام هو مجال الصحافة، فأنا بنت الجريدة والورق والمطابع اكثر من كوني بنت الكاميرا والصورة. أما دخولي للإعلام المرئي فإن القدر ساقني اليه دون تخطيط او بحث عن شهرة وأضواء، غير أن القاعدة الفكرية وكمّ المعرفة والاطلاع اللذين أكسبتني إياهما الصحافة المكتوبة كانا خير مهارة للانطلاق لأخوض من خلالهما عوالم الإعلام الأخرى.

* كيف كان لقاؤك مع (الكاميرا) وأنت تجلسين أمامها لأول مرة ؟

– كان لقاءً خجولاً، الكاميرا مرعبة ولها رهبة. واجهتُ مخاوفي بأن أقف قبالتها أمام الملأ وسط الشارع وأمام المارة وهم ينظرون إلي وأنا أحمل المايك. تخيلت للحظة أني وإياها لوحدنا وأنني أقف أمام المرآة لأقول ما أريد.

* تارة نشاهدكِ في البرامج السياسية كالتغطيات وغيرها، وأخرى في البرامج المنوعة .. ما سبب هذه الانتقالات؟

– في البداية عملت كمراسلة في قناة العراقية الإخبارية، وقناة إخبارية كهذه تتطلب تقارير سياسية واقتصادية وأخرى قد تكون اجتماعية او حتى إنسانية وخدمية، يتبع ذلك بعض التغطيات التي قد تحتاجها القناة وفقا لمجريات الأحداث. وبوصفها قناة اخبارية، فقد كان وجودي في عالم السياسة أقرب فضلاً عن أنني أصلاً كنت على مدى سنين أعمل كمحررة أخبار في القسم السياسي بجريدة الصباح، لذا فأنا أطالع بشكل مستمر الأخبار كعمل يومي، أما البرامج فقد ظهرت فيها بعد انتقالي لقناة العراقية العامة عبر برنامج “صباح العراقية.”

الموهبة قبل الشهادة

* أنت حاصلة على شهادة البكالوريوس في الإعلام .. هل قادتك شهادتك الى فضاءات العمل الإعلامي أم أن الموهبة سبقت ذلك؟

– بداية كانت الموهبة، فأنا أحب العمل في الإعلام قبل اختياري للتخصص، وقفت بوجه أسرتي لأخوض غمار هذا المجال لاسيما وأن الفكرة المجتمعية السائدة حول دخول المرأة في الوسط الإعلامي فكرة سيئة نوعاً ما. لذا فقد واجهت رفض أسرتي منذ قررت دخول كلية الإعلام واخترت الصحافة بالذات لحبي للكتابة والقلم ثم دعمت موهبتي أكاديمياً وبعدها الخبرة والممارسة محاولة بذلك امتلاك أضلع النجاح.

* عملتِ كمراسلة حربية، كيف كانت التجربة؟ وما حصدت منها؟

– كانت من أجمل التجارب التي مرت في حياتي، لم أخطط للأمر كسبق إعلامي بل كانت فكرتي في خوض هذه التجربة هي أننا نعيش مرحلة مهمة وعصيبة وكان لا بد لي، كامرأة عراقية، أن اشارك فيها حيث خرجت نساؤنا لمواجهة الإرهاب من كل الأبواب، هناك من حملت السلاح وأخرى ساعدت بأعمال إنسانية وإغاثية، أما أنا فاخترت أن أوثق الأمر إعلامياً.
أوبرا مَثلي

* المنافسة شرسة داخل أسوار المؤسسات الإعلامية، لاسيما للمرأة، كيف تعاملتِ مع هذا الموضوع؟

* قد تستغرب إن قلت لك إني لا أخوض منافسة مع أحد، بل أخوضها مع نفسي. أحيانا عندما أركز في شيء ما لا أؤمن بأن هناك قمة في العمل الإعلامي أو ما يسمى برقم (واحد) في الشاشة، لكل منا شخصيته ولديه ما يقدمه للمشاهد، قد أكون محبوبة لدى البعض في حقل وقد لا ألاقي قبولاً في آخر، لكن في النهاية أعتقد أن المساحة واسعة وتسع الجميع ممن لديه شيء يقدمه وليس الفارغ الذي لا يحمل رسالة ولا بصمة.

* أين يتّجه طموحك الإعلامي؟

– نحو برنامج تلفزيوني شامل، كبرنامج المقدمة الأميركية الشهيرة (أوبرا وينفري) مثلاً، أناقش فيه قضايا سياسية مرة وفنية مرة أخرى، واجتماعية واقتصادية وثقافية وخدمية، طبعاً تطبيق الفكرة في الإعلام العراقي قد يبدو صعباً، لكن من يدري!!!

* ما رأيك بالمرأة التي تربط مستقبلها بظل رجل ؟

– أكره هذا النوع من النساء، حياتنا نعيشها مرة واحدة، لا يملك أحد الحق في مسك زمامها غيرنا. كيف من الممكن أن يستغني أي شخص عن حياته وقراراته وجهاته وأحلامه وطموحه ورؤاه ليكون شخصاً ثانوياً في حياته؟؟!

* كيف تصفين حياتك العاطفية ؟

– راضية عنها، محظوظة أنا فيما يخص ذلك.

* الى جانب عملكِ الإعلامي .. هل لديك اهتمامات اخرى؟

– أحب الموسيقى كثيراً خصوصا الكلاسيكية منها، أغني بصوت مرتفع أيضا رغم أن صوتي نشاز! أما هوايتي المفضلة فهي التسوق بجنون، كما أحب ارتياد الصالونات لتغيير إطلالاتي بين فترة وأخرى، أدلل نفسي كثيراً.

* أرى أن معظم الإعلاميات يشغلهن “هوس” التجميل، والموضة، والأزياء، وهذا حقهن طبعاً، لكن ليس على حساب المعرفة وكأنما أصبحت مساحيق التجميل أهم من الكتب والثقافة العامة، بماذا تعلقين؟

– المشاهد يريد ان يرى وجهاً حسناً يستقبل منه الرسالة الإعلامية، لذا فالاعتناء بالشكل والمظهر يعتبر أداة من أدوات عملنا، بل حتى عمليات التجميل أنا لست ضدها إن كانت من أجل أن تبدو بشكل أجمل ولكي تحب شكلك أكثر فلا بأس في اختيار ما يناسبك، لكني ضد تغيير الملامح والأشكال بشكل يجعلنا نسخاً متشابهة بذات شكل الأنف والشفاه والوجنات ولون العين. أما مرحلة الهوس فهي مرفوضة في كل الأمور سواء في التجميل او غيره وكل هذا ومهما بلغت المرأة في جمالها لن يغني عن المطلب الأهم وهو الثقافة العامة وسعة المدارك الفكرية فالمشاهد سيرفض الجميلة بعد ان يمل شكلها.

* هنالك فرقٌ شاسعٌ بين مقدمة البرامج والإعلامية، حدثيني عن هذه الإشكالية؟

– تقديم البرامج جزئية صغيرة من العمل الإعلامي، فالمراسل إعلامي ومحرر الإخبار إعلامي والمذيع الإخباري إعلامي ورئيس التحرير ومدير التحرير والمصور.. إلى آخره، كل واحد من هؤلاء هو جزئية من العمل الإعلامي، أعتقد أن هذا هو الفرق.

* لو كان بإمكانك أن تغيري شيئاً واحداً فقط في حياتك فماذا ستغيرين؟

– وفاة والدتي، أفتقدها في كل شيء.

* متى تكره “آن” الرجل، وما الذي يجذبها فيه؟

– أكره الرجل إن كان كاذباً أو سطحياً أو ضعيفاً بدون موقف، أما ما يجذبني فهو عمق التفكير أحبه ذكياً وحنوناً.

* حاسة الذوق لدى البعض لاتتعدى الطعام كيف تتعاملين مع هؤلاء؟

– التجاهل فن، أعتبر نفسي فنانة في فن التجاهل خصوصاً عندما يتعلق الأمر بعديمي الذوق!

* في لحظة الضعف نتحدث للغرباء، وبعد زوال الغمّة نكتشف أننا قلنا أكثر مما يجب.. أمر ما تحدثتِ به لشخص وندمت؟

– لا أذكر موقفاً كهذا، لكنني قرأت مرة أن النساء نوعان: امراة تندم وامرأة تتباهى بأنها لا تندم، أعتقد أنني من النوع الثاني.

* أكبر صدمة تلقيتها في حياتك العملية ؟

– كنتُ أعمل في إحدى الصحف وتعرض لي رئيس التحرير في وقتها، كان يتعرض لجميع الزميلات في الحقيقة، الصدمة كانت هي أنني حين قررت ألا أسكت وألا أرضخ لابتزازه فجاء القرار من الإدارة بطردي وطمطمة فضحيته والحمد لله لم أترك حقي.

* أجمل هدية أفرحتكِ ومازلتِ محتفظة بها لحد لآن؟

– الهدايا التي تقدمها لي أخواتي الصغيرات من أعمالهن اليدوية.

* كذبة ندمت عليها ؟

– عادة أنا لا أكذب، لكني كنت أكذب أحيانا وأنا أتنصل من محاسبة والدي وتشديده في بعض الأمور .. لكنني ندمت!