2020

934

د. علي الشلاه شاعر بابلي /

عام آخر يمر على ذاكرة الوطن فيشعل الجراحات كلها ويعيد طرح الأسئلة المُرّة التي طالما تجنبها المشهد الإقليمي في رؤيته للعراق.
هل يمكن لنا بعد كل هذه المآسي أن نرى مشروعاً وطنياً تكاملياً عراقياً عربياً إسلامياً في مفتتح عقد جديد من الألفية الثالثة؟ أم سيظل الوطن العراقي جريحاً يترنح وكل يريد سحبه باتجاهه، ومتى سيدرك الجميع أن هناك ثوابت عراقية لايمكن القفز عليها أو محاولة تغييرها، وأن محاولة العودة إلى عراق ماقبل ٢٠٠٣ مستحيلة وساذجة وأن العراقيين خرجوا للعالم بهويتهم الحقيقية، وأن مافعلته سايكس بيكو بخرائط المنطقة باق لكن بطعم مختلف، فهو وطني غير قومي، وأن الهويات الأخرى قد رسمت خارطة العراق الديمغرافية ولا يمكن خفض ذلك دون انقلاب اقتصادي إيجابي يؤدي إلى متنفس مريح يسمح بتوقفات تأملية وتنويرية وثقافية.
ومهما تكن الأحداث التي ختمت العام عراقياً فإن كل مايجري سببه محاولة عرقلة الانبعاث الاقتصادي العراقي التي تقوم بها دول عربية شغلت الدور العراقي المختفي منذ أشعلت الدكتاتورية حروبها غير المبررة وغير الشريفة عام ١٩٨٠. لذا فإن محاولات العراق القفز على الحواجز منذ الاتفاقية العراقية – الروسية مروراً بالاتفاقية العراقية – الصينية تواجه بهجمات إقليمية دولية بادوات محلية للعودة إلى المربع الأول.
إن النظرة المتأملة مع مطلع عام ٢٠٢٠ تعيد التأكيد على ضرورة البحث عن الحل في الجوانب الاقتصادية الثقافية ولاسيما بعد الاخفاقات السياسية المتكررة.
كل عام والعراق بخير.