ماذا لو فتح عينيه.. وطلقني!

177

صفحة تُعنى بالمشكلات الأسرية التي تصل المجلة عن طريق البريد الإلكتروني أو أرقام هواتف المجلة نضعها أمام مجموعة من المتخصصين بقضايا الأسرة والمجتمع لإيجاد حلول لها.
المشكلة…
عرضت الأخت (ح.و) في رسالتها التي بعثتها إلى صفحة (افتح قلبك) مشكلتها الزوجية الملغومة بالقلق والحيرة، أملاً في وجودِ حلٍ من الأستاذة المختصة، إذ تقول فيها:
أنا امرأة قارب عمري الخمسين عاماً، لم أكمل دراستي، حظي من الجمال قليل للغاية، لذا لم يتقدم أحد لخطبتي. لكن فجأة تقدم شاب عن طريق امرأة وسيطة، شاب في الثالثة والثلاثين من عمره ولم يسبق له الزواج، يعمل مع والده في شركته الخاصة. كان يبدو وسيماً للغاية، لذلك سألت نفسي: “إذن لماذا يتقدم لمن لا تمتلك شيئاً؟” لكني فوجئت حين علمت أنه فقد بصره في حادث منذ خمسة أعوام، وأنه أجرى العديد من العمليات خارج العراق، لكن دون فائدة.
جلست أندب حظي وأبكي، لكن جدتي (رحمها الله) قالت لي: لعل في هذا الضرير حياة يملؤها العبير، اجلسي معه أولاً، ثم قرري، وبالفعل جلست معه، كان رائعاً، خفيف الظل، يأسر القلب في ثوانٍ معدودات، لذا فقد تمت خطبتنا وتزوجنا خلال شهرين. الحقيقة أنني -في البداية- كنت خائفة للغاية من هواجس عديدة، أولها ما رواه لي عن نفسه قبل إصابته في الحادث، وكيف أنه كان دائم السهر، يعشق الجميلات، ولا يحب المسؤولية. والسبب الآخر أنه ربما يحملني ما لا أطيق من أعباء خاصة به. لكني بعد مرور مدة على زواجنا أحببته كثيراً، لكن الذي أرعبني حقاً هو سماعي خبراً من أهله بأن المستشفى الذي أجرى فيه عمليته الأخيرة خارج العراق، أخبر أهله بأن هناك علاجاً لحالته، ونجاح عمليته بنسبة أكثر من تسعين في المئة، ويرجع نظره. مشكلتي التي جعلتني أهجر النوم، وفي قلق وتفكير مستمرين، فهل سيرجع إلى سهراته والجميلات ويطلقني؟ هل سيتزوج فتاة جميلة أصغر مني ويطلقني؟ انصحوني ماذا أفعل، لأنني أشعر بأن لا حياة لي بعده، أنتظر ردكم على رسالتي بفارغ الصبر.

الحل…
د.شيماء العباسي، اختصاص علوم نفسية وتربوية، أجابت على المشكلة قائلة:
سيدتي الفاضلة.. أهلاً بك في مجلتكِ وصفحة (افتح قلبك)، ونشكر ثقتك العالية بنا. أولاً لا تنسي أنه ارتبط بك وأنت في عمر أكبر منه بكثير، ولو شاء أن يرتبط بفتاة أصغر منه لتزوج، إذ أن فقدان بصره ليس بعائق كبير لكي تمتنع الفتيات عن الارتباط به. لهذا أقول لك ألا تصعبي الأمور وتعقديها أكثر من اللازم، فهو قد اختارك وارتبط بك. وثانياً لا تتوقعي السوء قبل وقوعه، لأنك ذكرت في رسالتك أنه انسان محترم وودود وقد يتمسك بك أكثر من قبل أن يرى النور. وثالثاً لا تنكدي عليه ولا تفسدي عليه فرحة أنه ممكن أن يرى، فقد يجري العملية ولا يرى، فلا تستبقي الأمور. ولنفترض أنه حصل ما تخافين منه، ضعي في بالك أنك لن تخسري شيئاً، بل على العكس، لأنك عشتِ تجربة الزواج، وأحياناً تفشل هذه التجربة بالطلاق. وأقول لك أنك لن تخسري شيئاً، بل إنه سوف يعوضك بالمال الذي سيجعلك لا تحتاجين إلى الآخرين.
كل هذه هي مجرد احتمالات، لكن الأهم من هذا كله، وأنا على يقين -وبحسب قولك- إنه من عائلة محترمة وذو أخلاق عالية، ولهذا فإنه -بإذن الله- لن يتخلى عنك، حتى إن ارتبط بزوجة من عمره، لأن ابن الأصول لا يتخلى عمن وقفت معه وقت الشدة. لهذا لا تفكري كثيراً واتركي الأمر لله وحده، فهو أرحم بعباده وادعي لزوجك بالشفاء التام، واعلمي أن من يمر بتجربة قاسية تجعله يفكر كثيراً في أي عمل يقوم به ولا يظلم الآخرين. أخيراً سيدتي الفاضلة..
أتمنى من الله أن ينور قلبك ويهدئ سرك ويسكن الطمأنينة في قلبك وحياتك وبيتك.