الأقوياء يعرفون كونفوشيوس !

30

جمعة اللامي/

“أشرف واجبات الحكومات، حماية الضعفاء من الأقوياء”
كونفوشيوس

إذا كانت لأوربا “هدية” تقدمها إلى الولايات المتحدة وغيرها، فهي مقولة من مقولات “مونتسكيو” التي نصها :” “يبدأ انهيار الحكومات، مع انهيار المبادئ التي أُسست عليها”.”
خصصت الإدارة الأمريكية 400 مليار دولار، ميزانية عسكرية لعام 2003، في عام الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الذي كان يتجه فيه الرئيس بوش إلى الحسم، وربما بالطريقة ذاتها التي استخدمها أحد الحكام العرب ضد شعبه، وهذه ميزانية تعكس “نظرية القوة” الأميركية. وكان أحد الحكام العرب يمتلك “قوة خاصة” هي “ضعفه القويّ” بين زملائه في قيادة حزبه الحاكم، وضعف هذا “الحزب” غير القوي بين الأحزاب العربية الضعيفة، وضعف “النظام” المعزول بين أنظمة أكثر عزلة. وعبر ذلك “الدكتاتور” المستسلم عن مقدمات “نظريته” هذه عندما قال “إن جمال عبد الناصر لا يمتلك ّأربع عيون تحرسه من الجهات الأربع” ولهذا سقطت تجربته، ويبدو ان هذا الدكتاتور لم يعرف معنى قول الشاعر العربي:
على ضفاف الهوى مرت مواكبهم
الأرض تعرفهم والبحر والفلك
أنَّى استراحوا أراحوا واستفاق هوىً
وكيفما حلَّقت أحلامهم ملكوا
والذين قصدهم الشاعر العربي، هم “الضعفاء” الذين يعرفون حق المعرفة أن قوتهم تكمن في تلاقيهم وتكاتفهم وتآزرهم ووحدتهم، وهم من دون شك، الرجال العرب والنساء العربيات، الذين ملكوا أنفسهم وحبسوها عن الغلط، ومنعوها من الوقوع في الخطيئة.
وأمام الولايات المتحدة، الدولة الأقوى في عالمنا اليوم، أن تتعظ بما جرى لتلك الدكتاتوريات على أيديها، فقوة “أحدهم” استمرت أكثر من ثلاثين سنة، حتى انهارت بأيدي “جبار” آخر. وفي “الثقافة الإسلامية” قول مأثور هذا نصه: ” الظالم جبار، انتقم به، وانتقم منه”. ومن يمتلك ذرة من العقل، ولو كانت أصغر من حبة خردل، يدرك أن 400 مليار دولار، ميزانية عسكرية لسنة واحدة، وأن 35 سنة من الحكم، آيلة إلى السقوط، لأنها عارضت مقولة “كونفوشيوس” التي جعلناها استهلالاً لهذا المقال.
وإذا كانت لأوربا “هدية” تقدمها إلى الولايات المتحدة وغيرها، فهي مقولة من مقولات “مونتسكيو” التي نصها :” يبدأ انهيار الحكومات، مع انهيار المبادئ التي أُسست عليها”.
وكان أحد الحكام العرب قد إنقلب على أُنموذجه في الأخلاق والثقافة، ولكنه هرب في طائرته الرئاسية بعد أيام قليلة على قيام أحد مواطنيه بحرق جسمه في بلدته النائية عن العاصمة، وترك شعبه في مهب الريح.