وزارة النفط.. خطط لاستثمار حقول الغاز قطر للطاقة تستحوذ على 50 % من مشروع الطاقة الشمسية في العراق

83

عباس عبد الرحمن

وقعت شركة قطر للطاقة اتفاقية مع شركة توتال إنرجيز استحوذت بموجبها على 50 % من مشروع الطاقة الشمسية التابع لمشروع نمو الغاز المتكامل في العراق، وبموجب الاتفاقية، التي تخضع لموافقة الجهات المعنية، ستحتفظ شركة توتال إنيرجيز بالنسبة المتبقية (50%) من المشروع.

من المقرر أن يشمل المشروع، الذي سيكون أحد أكبر المشاريع في العالم، على مليوني لوحة شمسية ثنائية الوجه وعالية الكفاءة تكون مثبتة على أجهزة تعقب أحادية المحور، ليكون قادراً، عند اكتماله، على توفير ما يصل إلى 1.25 غيغاوات (في الذروة) من الكهرباء المنتجة من الطاقة الشمسية لشبكة الكهرباء في البصرة، وفق بيان للشركة.
مراحل التطوير
سيجري تطوير المشروع على مراحل بين عامي 2025 و2027، حيث سيكون بإمكانه تزويد الكهرباء لنحو 350 ألف منزل في منطقة البصرة.
وقال وزير الدولة القطري لشؤون الطاقة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لقطر للطاقة، المهندس سعد بن شريده الكعبي: “يسعدني أن نبرم هذه الاتفاقية للشراكة في مشروع مهم للغاية بالنسبة لقطاع الطاقة العراقي، ونتطلع إلى العمل مع شريكتنا الستراتيجية توتال إنرجيز لإنجاحه.”
وكانت (قطر للطاقة) قد أعلنت في حزيران 2023 انضمامها إلى تحالف سيقوم بتنفيذ مشروع نمو الغاز المتكامل في العراق بتملكها حصة تبلغ 25%، إلى جانب شركة توتال إنرجيز(45%) وشركة نفط البصرة (30%).
ويتضمن مشروع نمو الغاز المتكامل تصميم وإنشاء مرافق لتطوير موارد العراق الطبيعية، إضافة إلى استعادة كميات كبيرة من الغاز في منطقة البصرة وتزويده إلى محطات توليد الطاقة بدلاً من حرقه.
الغاز المتكامل
وضع العراق، ضمن خططه لاستثمار الغاز، خطة من ثلاثة محاور، الأول هو استثمار الغاز المصاحب للعمليات النفطية، الذي يشكل النسبة الأكبر في الثروة الغازية للعراق، والمحور الآخر للحقول الغازية، مثل الغاز الحر الموجود في باطن الأرض، أما الثالث فهو من ضمن خطط الوزارة، لاستثمار الغاز من الرقع أو المواقع الاستكشافية، ولاسيما في المنطقة الغربية وفي محافظة نينوى، وفي محافظات أخرى، لكن التركيز الأكبر يكون في المنطقة الغربية للعراق، أي في محافظة الأنبار .
يقول عزت صابر إسماعيل، وكيل الوزارة لشؤون الغاز، لمجلة “الشبكة العراقية” : “بالنسبة لإنتاج العراق الآن، فإن الكميات المستثمرة في الغاز، وصلت إلى نحو 3200 مقمق.” والمقمق هو اختصار لـ (مليون قدم مكعب قياسي في اليوم).
يضيف الوكيل: أن “نسبة الاستثمار الحالية من الغاز المتاح للاستثمار بحدود 67 % ، ومن المؤمل أن تصل إلى 70 % في نهاية العام.”
وعن أبرز مشاريع الغاز المصاحب، يذكر إسماعيل أن “أهم مشروع هو غاز البصرة، يعني غاز الشركة التي تأسست بعد عام 2010 وتندرج نحو الشراكة بين الشركة الحكومية التي تمثل شركة غاز الجنوب وبين شركتي شل ومتسوبيشي اللتين تعملان على استثمار الغاز في عدد من الحقول بمحافظة البصرة.”
يشير وكيل الوزارة إلى أن “نسبة الاستثمار لهذه الشركة وصلت إلى حدود 1000 مليون قدم مكعب قياسي في اليوم، ومن المؤمل أن تضيف كميات أخرى خلال النصف الثاني من العام 2025 بعد تشغيل المعمل أو المحطة الثانية، التي تعمل بطاقة 200 مليون قدم قياسي مكعب باليوم، وسوف تستثمر الغاز المحروق وتحويله إلى طاقة من حقول (الرميلة، الزبير، غرب القرنة 1)، وستضيف هذه كميات جديدة إلى الإنتاج الوطني.” مشيراً إلى أن “المرحلة الأولى، التي تمثل مشروع غاز البصرة، دُشنت بتاريخ 21/5/ 2023، ما يعني أيضاً بحدود 200 مليون قدم مكعب قياسي في اليوم، وهي طاقة المحطة التي جرى نصبها.”
المشاريع المهمة
يكمل إسماعيل حديثه: “من المشاريع المهمة، استثمار غاز الحلفاية في محافظة ميسان بطاقة 200 مليون قدم مكعب قياسي في اليوم، لاستثمار الغاز المصاحب المحروق من الحقل، وبالتأكيد جرى البدء بتشغيل تجريبي للمشروع في 21/6/2024 وأنتج الغاز الجاف والغاز السائل بنسبة إنجاز 100% .”
ويشير إلى أن “مشروع استثمار غاز حقلي الناصرية والغراف في محافظة ذي قار هو بطاقة 200 مليون قدم مكعب قياسي في اليوم لاستثمار الغاز المصاحب في الحقلين المذكورين، ومن المؤمل أن ينجز المشروع بنهاية العام 2026 حيث سيجهز شبكة الغاز الوطنية بالغاز الجاف.” مبيناً أن “نسبة الإنجاز للمشروع اليوم بحدود 70 % والشركة المنفذة هي شركة (بيكر هيوز) العالمية.”
الرقعة الاستكشافية 9
ويوضح إسماعيل أن “المشروع الآخر هو مشروع استثمار غاز حقل الفيحاء بطاقة 130 مليون قدم مكعب قياسي في اليوم، ضمن الرقعة الاستكشافية التاسعة في محافظة البصرة، وتاريخ تنفيذ المشروع كان في كانون الثاني 2024 ونسبة الإنجاز وصلت إلى 90 %.
وكذلك مشروع غاز أرطاوي المركزي، وهو واحد من المشاريع التي جرى التعاقد عليها مع شركة توتال، ويستهدف استثمار الغاز المصاحب من حقول غرب القرنة 2 ومجنون والصبّة واللحيس والطوبة وأرطاوي بطاقة 600 مقمق يومياً على مرحلتين، كل مرحلة 300 مقمق، وبالتأكيد يعد هذا من المشاريع المهمة التي تعاقدت عليها الوزارة مع شركة توتال العالمية.”
وعن مشروع استثمار حقل غاز ابن عمر بطاقة 250 مقمقاً كمرحلة أولى، والمرحلة الثانية بطاقة 150 مقمقاً يقول: إن “الإنتاج المتوقع بهذه الكميات التي ذكرناها بعد توقيع العقد بتاريخ 7/1/2024 بين شركة غاز الجنوب وشركة غاز الحلفاية لاستثمار الغاز، من خلال إنشاء وحدة معالجة الغاز الجاف للمرحلتين، وجرى التوقيع النهائي في الأيام الماضية، لتباشر الشركة استثمار الغاز من هذا الحقل، ومن المؤمل أن ينجز العمل في العام 2027.”
مشاريع الغاز الحر
وتحدث عن مشاريع الغاز الحر بالقول: “مشروع غاز المنصورية بطاقة 300 مقمق، وتم التوقيع النهائي على هذا العقد بين شركتي نفط الوسط وائتلاف شركة جيل الصينية وشركة بترو عراق، ليكون جاهزا في العام 2027.”
وأشار إلى أن “مشاريع استثمار الغاز الحر تشمل مشروع مجمع غاز عكاز بطاقة 400 مقمق، ليقوم بتزويد محطة كهرباء الأنبار الغازية، علماً أنه جرى استثمار بحدود 35 إلى 50 مقمقاً في اليوم بالجهد الوطني، وأعلن عنه في العام الماضي، ومن المؤمل أن يضيف في المرحلة الأولى 100 مقمق باليوم من الحقل في مطلع العام 2026.”
حقول جولات التراخيص
وفيما يتعلق بحقول جولات التراخيص الخامسة التي وقعت عقودها بتاريخ 21/2/2023، يذكر: ،من المؤمل أن تضيف بحدود 100إلى 1000 مليون قدم مكعب قياسي في اليوم، وأن يبدأ الانتاج في عام 2028 من حقول رقعة نفطخانة وحقلي انجانة وخشم الأحمر، وحقلي قمر وكلابات، وحقول خضر الماي والسندباد والحويزة، وهذه بالنسبة للمشاريع القائمة.”
جهود لإبرام العقود
يذكر الوكيل أن “الوزارة الآن تبذل جهودها المكثفة في التواصل مع الشركات العالمية من أجل إبرام العقود لتطوير الحقول والرقع والمواقع الغازية، أو التي نتوقع أن تكون فيها تراكيب هايدروكاربونية داخل الأرض، فهناك توقعات تشير، على سبيل المثال في هذا الموقع، إلى أن الغاز سيكون أكثر من النفط، أو على العكس، أو يكون غازاً فقط. وبالتالي فإن الوزارة ستعمل خلال المرحلة المقبلة على إبرام العقود مع الشركات العالمية لتحويل هذه الرقع والمواقع إلى حقول منتجة للغاز، وبذلك ستضيف كميات جديدة إلى الإنتاج الوطني، علماً أن العراق بدأ بتصدير كميات جيدة من الغاز السائل (غاز الطبخ) أو الغاز المستخدم للسيارات من الكميات الفائضة عن حاجته.