التكنولوجيا واقتصاد المستقبل

40

ضرغام محمد علي

تشهد سوق التكنولوجيا حول العالم نمواً متزايداً في حجم الاستثمارات، وتوجه رؤوس الأموال نحوها كبديل مستقبلي للتقاليد التجارية الكلاسيك. إذ باتت الاستثمارات التكنولوجية في قمة التعامل العالمي، فأعلى الشركات قيمة في العالم (أبل) هي شركة تكنولوجيا لوحية تتجاوز قيمتها السوقية تريليون دولار، كما يتحول العديد من شركات الأجهزة الكهربائية نحو سوق المعلومات التي باتت تحكم التعاملات العالمية.

التحويل المالي
أصبحت منصات التحويل المالي وأنظمتها العمود الفقري للاقتصاد العالمي، وأضحى مقياس التزام الدول بشفافية التحويل المالي، عبرها، مؤشراً على الالتزام بالتعامل المالي النظيف، بما لا يسمح للأنشطة المشبوهة، كغسل الأموال، وتمويل الإرهاب، والتجارة المحظورة، بالمرور عبر فلترة هذه الأنظمة التي باتت الرقابة عليها جزءاً من الالتزامات المالية للدول تجاه المؤسسات الدولية.
محركات البحث ومواقع التواصل
الشركات التي أسست انطلاقاً من مواقع التواصل الاجتماعي باتت تشكل اليوم أرقاماً فلكية مؤثرة في الاقتصاد العالمي، إذ أصبحت تقييمات مواقع التواصل بعشرات مليارات الدولارات، مثل ما حصل في صفقة بيع منصة (تويتر)، التي تحولت لاحقاً إلى منصة (X). إضافة إلى عشرات الاستثمارات في شركات التواصل عبر الإنترنت، المحتكرة سابقاً من الولايات المتحدة، لحين دخول منصة التيك توك الصينية كمنافس مهم استطاع استقطب مليار مشترك، لتعلن شركات التواصل الأميركية الحرب الباردة ضدها، عبر تشجيع حظرها في العديد من البلدات.
التوسع في سوق التكنولوجيا
الاستثمارات التكنولوجية تتزايد وترتفع قيمة ابتكاراتها، من أنظمة التشغيل (كالأنرويد والأو أس) وغيرها، وتقنيات حماية المعلومات ومواقع الاتصالات غير التقليدية (كالواتس أب والفايبر) ومواقع التواصل المتخصصة (كالزوم واللنكد ان)، التي باتت قبلة النخب المهنية حول العالم، إذ تدر أرباحاً واستثمارات بمليارات الدولارات، متفوقة على التجارة التقليدية، ومنافسة قوية لشركات الاتصالات.
مراكز البحوث والملكية الفكرية
شكلت هذه الشركات مراكز وأقساماً بحثية وتطويرية أنتجت منتجات جديدة لها (ضمن حزمة الخدمات المقدمة منها)، التي يقاس مدى نجاحها بعدد مستخدميها وبما تستقطبه من المعلنين، وتتسابق الشركات المعلوماتية في ابتكار الخدمات والاستفادة من الذكاء الصناعي لطرح منتجات جديدة غير تقليدية ترفع قيمتها السوقية.
المنصات العربية
اقتصرت الاستثمارات العربية في سوق الرقمنة والتكنولوجيا على منصات البث التلفزيوني التي تسوق الإنتاج الفني والرياضي والثقافي والغنائي بشكل حصري أو تكافلي، بالمشاركة بين منصات أخرى، لتقديم محتوى خاص يستقطب جمهوراً ويدر أرباحاً تتباين حسب عدد المستخدمين وحجم المنافسة، لكنها لاتزال أقل بكثير من سوق التكنولوجيا العالمي.
أمان التعاملات
أما التعاملات الإلكترونية، ولاسيما المالية منها، فلاتزال تعاني من مخاطر كبيرة في ظل تزايد أعداد وتقنيات الاحتيال الإلكتروني والقرصنة والسرقة الممنهجة للمنتجات الفكرية بشكل كبير مع التقدم التكنولوجي، ما دفع بلدان عدة إلى سن تشريعات صارمة لحماية حقوق الملكية الفكرية وسلامة التعامل التكنولوجي.