مكتبات كردستان.. بين وفرة الكُتب وشحّة الرواد !

264

أربيل / كولر غالب الداوودي/
للمكتبات أهمية في التأثير على ثقافة المجتمع، إذ إنها تسهم في إثراء الوعي، لما لها من دور في التقدم الحضاري والثقافي، إذ إنها تعد كنزاً للمعلومات وحفظ تراث الأمم وتاريخها، وما قدمه علماؤها للحضارة الإنسانية. لهذا آثرنا القيام بجولة في رحابها لمعرفة العناوين المطلوبة من روادها.
كتب بلغات عدة
في محافظات إقليم كردستان الكثير من المكتبات التي تضم العديد من الكتب باللغات العربية والكردية والإنكليزية. يقول (نافع خوشناو)، صاحب مكتبة (أمزون)، وهي من المكتبات المميزة في أربيل بحجمها وتنوع مصادرها، إن “الإقليم تأثر بموجة النزوح إليه من مختلف محافظات العراق، واستقطابه رجال الأعمال، فأصبح يضم عرباً من داخل العراق وآخرين من دول أخرى، مثل سوريا ولبنان وغيرها من الدول، إضافة إلى المواطنين الأكراد من أهل البلاد، كذلك أجانب وعراقيين مغتربين حضروا للدراسة فيه، أو ليسجلوا أولادهم في مدارسه، فأصبح هناك مزيج من الجنسيات.” مضيفاً: “لذلك حرصنا على أن تحتوي مكتبتنا على كتب بلغات عدة، أولاها الكتب باللغة الإنكليزية، ومن ثم اللغة العربية، وأخيراً باللغة الكردية.” موضحاً أن مكتبتهم تأسست عام 2002، قرب قلعة أربيل، ثم نقلت بعد توسعها إلى موقع آخر في أربيل، وسميت باسم (مكتبة أمزون)، منذ العام 2011.” مبيّناً أن “أربيل تضم عدداً كبيراً من المكتبات، منها مخصصة للكتب الإنكليزية وأخرى لكتب الأطفال أو الكتب العربية مثل مكتبة (أربيلا)، إضافة إلى مكتبات متعددة صغيرة الحجم في القلعة في بناء مخصص لها يسمى سوق المكتبات، تحتوي على كتب قديمة وجديدة بجميع اللغات، فضلاً عن وجود سوق آخر مخصص للمكتبات الدينية وكتب التراث.”
طلابُ الجامعات
ولفت (خوشناو) في حديثه إلى أن “الجيل الجديد من سكان الإقليم لم يتعلموا اللغة العربية، لذا تقتصر طلباتهم على الكتب الكردية أو الإنكليزية، كذلك بالنسبة للطلاب الذين يدرسون في المدارس الأهلية، وتتراوح أعمارهم ما بين 12 – 20 سنة، الذين تكون دراستهم باللغة الإنكليزية، إضافة إلى زوار الإقليم من الخارج، وبعضهم من طلاب الجامعات، الذين يتوافدون لاقتناء الكتب بسبب رخص أسعارها مقارنة بالأسعار الموجودة خارج العراق. أما عن الكتب الثقافية والعلمية، فإن عدداً من كبار السن هم من يطلبون هذا النوع من الكتب.” وعبر في ختام حديثه عن امتعاضه بسبب تراجع إقبال الناس على شراء الكتب، عازياً سبب ذلك إلى الظروف الاقتصادية، مستثنياً الباحثين والأدباء والأكاديميين الذين دائماً ما يكونون بحاجة إلى مصادر جديدة.
مصادر غنية
جولتنا أوصلتنا إلى مكتبة (تفسير)، وهي من أكبر المكتبات في العراق، وتقع في عاصمة الإقليم، تضم بين رفوفها (165) ألف كتاب، تحدث صاحبها (عمر عثمان عمر) لمجلة “الشبكة العراقية” قائلاً: إن “هذه المكتبة تضم كتباً بلغات مختلفة، يقبل القراء عليها من العرب والأكراد، لكن غالبية زبائننا من العرب، وذلك لما نوفره من مصادر غنية في المجالات كافة، ثقافية وأدبية وعلمية واجتماعية وإسلامية، إضافة إلى المصادر القديمة وكتب السيرة والمذكرات واللغات.” مبيّناً أن الإقبال على الكتب شهد انخفاضاً ملحوظاً بسبب الأوضاع الاقتصادية، مضيفاً: “فعندما تتأخر رواتب موظفي الإقليم، تتوقف حركة الشراء، ولا تتحرك إلا بعد إطلاقها.”
(متنبي) أربيل
قرب قلعة أربيل التأريخية، ما إن تسأل عن سوق الكتب، سيدلك مواطنو المدينة على مجمع يضم أكثر من (17) مكتبة، تشبه إلى حد كبير مكتبات شارع المتنبي في بغداد، تحدثنا مع أحد أصحاب هذه المكتبات، وهو (راوند حكيم)، صاحب مكتبة (تباين)، الذي أشار في بداية حديثه إلى تدني الإقبال على شراء وقراءة الكتب منذ أكثر من (10) سنوات، وأن هذه السنوات تعد الأسوأ بينها، عازياً سبب ذلك إلى الوضع الاقتصادي وارتباط مبيعاتهم مع صرف رواتب الموظفين، التي ما إن تتأخر حتى يصبح السوق راكداً. موضحاً أن “غالبية الذين يأتون لشراء الكتب باللغة الكردية هم من شريحة الشباب، تضاف إليهم نسبة قليلة من الأجانب وزوار الإقليم، كما أن الطلب الأكبر يكون على كتب الروايات العالمية والقصص التي ينشرها كتّاب عالميون.”