زهور علاء: لا أخشى من تمثيل دور الأم

200

حوار / محسن إبراهيم/

عبر (رحلة حمدان) طرقت زهور علاء أبواب الفن، لتشارك بعدها الفنان قاسم الملاك في مسرحية (سواها شدهان)، ومن ثم عالم الدراما، حتى حطت الرحال في دمشق.

تألقت في (الدهانة) مع كاظم القريشي بدور (وصال) الذي مثل لها بوابة العبور، بما تركه من أثر رسخ في ذاكرة الجمهور.
أكدت مراراً أنها تبحث عن النوع في تجسيد أدوارها، وترفض أن تكون ممثلة استهلاكية. تعشق التحدي ولا تخشى أن تجسد أي دور، فالمهم هو ما تتركه تلك الشخصية التي تؤديها من أثر في ذاكرة الجمهور. نجمة الدراما العراقية زهور علاء حلت ضيفة على مجلة “الشبكة العراقية” فكان معها هذا الحوار.
*تنوعت أدوارك بين التراجيديا والكوميديا، لماذا هذه الانتقالات؟ وما تأثيرها في صقل شخصيتك الفنية؟
ــ على الفنان الحقيقي أن يتقمص كل الشخصيات، ويفترض أن يؤدي مختلف الأدوار، سواء الكوميدية أو التراجيدية، ثم أن معظم الأدوار التي أسندت لي هي من النوع التراجيدي، لكن لا أحبذ أن يتقوقع الفنان في مجال واحد، والكوميديا فن صعب جداً، خذ على سبيل المثال عمل (غائب في بلاد العجائب)، تجد أن غالبية من اشتركوا في هذا العمل هم ليسوا ممثلين كوميديين، لكن العمل وصل الى قلوب الجمهور بصورة جيدة.
عوامل النجاح
*في أحد الادوار خضت تجربة المعايشة في المستشفى، هل تعيشين الشخصية أولاً قبل أن تجسديها؟
ــ بالتأكيد، أنا أدرس الشخصية جيداً قبل أن أقدمها، إذ إن على الممثل أن يكون على استعداد لفهم الشخصية التي يجسدها، وعوامل النجاح تعتمد على إتقانه لها، بالنسبة لي أقرأ السيناريو أكثر من مرة وأبحث في مكامن الشخصية، ومدى ارتباطها بالشخصيات الأخرى داخل العمل.
*كيف تفسيرين غيابك الطويل عن الوسط؟ هل هو مراجعة للذات أم أنه عدم القبول بأدوار سطحية؟
-نعم، ربما يكون ذلك مراجعة للذات ولما قدمت من أعمال، فضلاً عن اختيار الأدوار المناسبة التي تناسب شخصيتي الفنية التي عرفها الجمهور. لكني لم أغب طويلاً، فقد كانت لي أعمال في العام 2018 لصالح قناة العراقية ومازلت مستمرة.
*اي من أعمالك تعتقدين أنه رسخ في ذاكرة الجمهور أكثر من غيره؟
ــ الأعمال التي رسخت في ذهن الجمهور كثيرة ومتعددة، وأنا دائماً حذرة في اختياراتي، الأدوار بالنسبة للمثل ليست بالكم، بل يجب أن يكون النوع حاضراً في كل الاختيارات.
التسويق مشكلتنا
*ما الطرق التي توصل الفنان العراقي الى الساحة العربية؟
ــ كل مقومات النجاح متوفرة، وكل صفات النجم موجودة في الفنان العراقي، سواء في مجال التمثيل أو التأليف أو الإخراج، لكن مشكلتنا الوحيدة هي أننا نعاني من ضعف التسويق، وللأسف فنحن حتى الآن لا توجد لدينا طرق صحيحة لتسويق الفنان العراقي، ما جعله حبيس المحلية وأثر على انتشاره عربياً.
*في (بنات صالح) جسدت دور الأم، ألا تخشين من أن يضعك المخرجون في هذا القالب؟
-بالعكس، فأنا لا أخشى مثل هذه الأدوار، لأني أم في الأساس، والشخصيات التي يجسدها الفنان هي التي تحكم في ذلك، كذلك الجمهور هو من يفعل، القوالب متعددة، فتارة ترى الفنان في دور الحبيب او الحبيبة وتارة أخرى في دور الأخ والأخت، ودور الأم هو قالب من هذه القوالب، ولا يمكن للفنان أن يحبس نفسه داخل قالب واحد طوال مسيرته الفنية.
*هل من الممكن أن يكون الجمال جواز مرور إلى الشهرة؟
-الجمال في بعض الأحيان قد يكون جوازاً الى الشهرة، لكن ذلك لا يكتمل دون موهبة أو دراسة وحضور، الموهبة هي الأساس، والأمور الاخرى تبقى مكملة لتلك الموهبة.
*كيف ترين المنافسة الرمضانية في وجود هذا الكم الكبير من الأعمال والنجوم؟
-هذه الخطوة الجميلة كان الجميع في انتظارها، إذ إن التنافس في العمل سيخلق جواً درامياً صحيحاً، وستظهر مواهب جديدة، فضلاً عن أن تعدد المواضيع في الأعمال سيترك مساحة جيدة للكاتب وللمخرج وللمثل لأن يبدعوا، لكن أتمنى أن تكون هذه الخطوة بالمستوى المطلوب الذي يليق بالدراما العراقية.
*أي الشخصيات في أعمالك كانت الأقرب وشديدة الشبه بزهور علاء؟
-كل شخصية جسدتها كان فيها جزء من حياتي، وربما لو جمعت كل الشخصيات ستظهر لك زهور الإنسانة، ولحد الآن لم تقدم لي شخصية في عمل ما تمثل حياتي أو قريبة منها.
شريط سينمائي
*يقال إنك تحبين التحدي، أي التحديات كانت الأصعب في حياتك؟
-الحياة هي عبارة عن تحدٍّ كبير، سواء في مجال العمل أو في مجال الأسرة، وكل يوم يمر في حياتنا هو مواجهة لتلك التحديات التي تتفاوت في شدتها وأهميتها، المهم هو كيف نواجه تلك التحديات وكيف نتجاوزها؟
*لو عرض أمامك شريط سينمائي عن حياتك، أي المشاهد تفضلين حذفها؟
-شريط الحياة السينمائي يحوي الكثير من اللقطات، ربما لا يحتفظ هذا الشريط بلحظات الفرح، لأنها لحظات آنية تختفي بسرعة، لكنه يحتفظ بلقطات الحزن والألم والفراق. اللقطة التي أتمنى أن أحذفها من شريط حياتي هي لحظة فراق أبي.
*ماذا يعني لك العمر؟
-العمر حقيقة لا يمكن نكرانها، بالنسبة لي أحب أن أعيش كل مراحل
عمري في كل
أوقاتها.