مسرحة الشعائر الحسينية في (موكب أبو مهيدي)

86

رجاء حسين
تصوير / علي الغرباوي

بدأت بعض الأعمال المسرحية الإقدام على مسرحة طقوس وشعائر القضية الحسينية ونقلها وتقديمها على المسرح، فكانت مسرحية (طريق البصيرة) لماجد دردندش. وها هو عمل (موكب أبو مهيدي) يتجسد أيضاً مسرحياً، إذ وظف الشعيرة والزيارة الأربعينية في المسرح، لإضاءتها وتقديمها بطريقة مختلفة،

إذ إن المسرح يكيف الأشياء والأفكار ويسلط الضوء المكبر عليها، ويقدم الطرح والقصة بجمالية فنية مغايرة في تقديم المعاني وعمق الحوارات والمشاهد والتفاصيل، ففي المسرح تنتخب الحكايات والأفعال من السرديات الكبيرة إلى السرديات المختزلة الموظفة بتقنية مسرحية، فشاهدنا سردية الشهيد الشاب مهيدي، وسردية الأم والأب، وسردية الإرهابي، وغيرها من السرديات في العرض المسرحي..
وقد شهد مسرح المنصور في ساحة الاحتفالات هذا العرض المسرحي الحسيني الجماهيري للمخرج غانم حميد، وهو من بطولة طه علوان وعواطف السلمان، وقصة أمير علي الحسون، أما السيناريو والحوار فكان لعلي صبري وبإشراف موسيقي لنصرت بدر.
وقد تحدث كادر المسرحية لمجلة “الشبكة العراقية” في الكواليس قبل العرض المسرحي، إذ بدأ المخرج غانم حميد بقوله: “اعتاد الجمهور على العروض الحسينية، من طقوس وتشابيه في الشوارع والمواكب كل عاشوراء وفي أربعينية الإمام الحسين عليه السلام، أما في المسرح فإن عملنا (موكب أبو مهيدي) هو عرض ضمن جمالية ممسرحة، فنحن نقول كلمتنا عبر قراءة وفكر وفلسفة وطرح القضية الحسينية، فالحوار وقطع الديكور والإضاءة المعبرة والصوت، كلها أدوات في تماس مع الجمهور، وهي متكاملة في إيصال عرضنا للرسالة الحسينية.”
الفنان طه علوان، بطل العمل المسرحي، الذي جسد دور والد الشهيد مهيدي، تحدث عن العمل بقوله إن “عرض (موكب أبو مهيدي) تجربة معاصرة برؤيا جديدة للمتلقي، فهي تعطي أبعاداً إنسانيةً مسرحية فنية لزوار أربعينية الإمام الحسين وقضيته الخالدة عبر التاريخ. أنا أعد ما قدمناه في هذا العرض المسرحي الحسيني إنما هو دراما مسرحية فيها القصة والسرد واللون البصري والسينوغرافيا الموظفة إبداعياً للمتلقي وجمهور المسرح. وقد قدمت أعمالاً كثيرة مع المخرج غانم حميد، آخرها مسرحية (عصفور الشاكرية) للراحل كريم العراقي، إلا أن العمل معه في هذا العرض المسرحي الحسيني أجده جديداً تماماً عما قدمناه معاً في أعمال سابقة.”
عن دورها في هذا العمل المسرحي تحدثت الممثلة عواطف السلمان قائلة: “الإمام الحسين عليه السلام مدرسة كبيرة، ويقيناً إن للمسرح قسطاً منها في تجسيد القضية الحسينية وتقديمها، ففي (موكب أبو مهيدي) قراءة مسرحية لواقعة الطف و(مشية الأربعينية) وارتباطها بمعنى البطولة والشهادة، وهو عمل بصورة حكاية بانوراما مجتمعة لزوار أربعينية الإمام عليه السلام، وماذا يعني الحسين للناس، عبر أداء يقع بين دفء المسرح وألقه وجمهوره، الذي نشترك معه في الفعل ورد الفعل في جميع أعمالنا على المسرح.”