حظيت بتكريم محلي وعربي الطفلة لانيا.. أصغر فارسة تحرز بطولة العراق في سباق الخيل

120

أربيل/ خالد إبراهيم/

طفلة موهوبة مولعة بركوب الخيل، على الرغم من صغر سنها، إلا أنها تمكنت من المشاركة في السباقات الخاصة بالخيل، وأصبحت أول طفلة تفوز بسباقات الخيل في العراق والخليج، تأثرت بوالدها الذي كان يمتلك عدداً من الخيول، ولم يكن يمانع عندما تطلب منه السماح لها بركوب الخيل، ولهذا نما في قلبها حب كبير للخيل منذ أن كان عمرها خمس سنوات، حتى أن أباها منحها حصاناً كهدية لها لإدراكه بحبها للخيل.
وبعد أن تعلمت طرق وتكنيك ركوب الخيل، حصلت على هدية من الملا مصطفى مسعود بارزاني، هو حصان اسمه (جسمو)، وكان حصاناً جميلاً جداً أحبته لانيا حباً كبيراً جداً. ومن خلاله ازداد حبها لركوب الخيل. لكن للأسف بعد فترة توفي الحصان (جسمو)، وحينها دخلت في دوامة حزن كبيرة، وبكت عليه بمرارة وتأثرت كثيراً بموته، إذ كانت متعلقة به بشكل لا يوصف.
آنذاك أثارت أصغر فارسة في إقليم كردستان، لانيا فاخر، حالة من الحزن الشديد والتعاطف معها على منصات التواصل الاجتماعي، ببكائها بحرقة كبيرة على موت حصانها.
الإصرار والاستمرارية
أصرت لانيا على مواصلة تدريباتها في ركوب الخيل رغم موت حصانها المحبب، عن ذلك تقول إن “موت حصاني (جسمو) لم يوقفني عن هوايتي وحبي لركوب الخيل، لذا بدأت من جديد واستمررت بالتعلم والتدرب أكثر على ركوب الخيل، وبعدها جاءت دعوتي من قبل الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم فسافرت الى دبي، حيث أهداني خيول. لذا شاركت في سباقات عدة من بينها سباق القدرة والتحمل وسباق السرعة، وفي كل السباقات التي شاركت فيها حصلت على المركز الأول، ولله الحمد، وهذه كانت فرحة كبيرة وتقدماً كبيراً لي، وبعدها دعاني للمرة الثانية الشيخ آل مكتوم في قاعة كبيرة حضرها قرابة ٤٠٠ شخص من بينهم وزراء ومسؤولون وكبار الشخصيات، حيث جرى عرض الفيديو الخاص بي وأنا أشارك في سباق وعرض ركوب الخيل.
اكتشاف الموهبة
يقول (فاخر رسول محمد)، والد الطفلة الموهوبة لانيا: “في الحقيقة أن كل طفل لديه موهبة خاصة به، لكن على الأهل قراءة هذه الموهبة التي يحملها، وبالنسبة الى لانيا فقد كانت منذ طفولتها تحب ركوب الخيل.” وذكر فاخر أن “لديه خمسة أطفال، لكن لانيا فقط هي التي كانت تحب ركوب الخيل، وانا في الحقيقة ساعدتها في تحقيق رغبتها وحبها لركوب الخيل، بدأت بركوب الخيل منذ أن كان عمرها خمس سنوات، وحصلت على حصان كهدية، وهذا الحصان كان دافعاً لها للتقدم بتدريباتها في ركوب الخيل، وأنا أمارس يومياً ركوب الخيل، وفي بعض الأحيان مع ابنتي نمارس ركوب الخيل قرابة ٣٠ كيلومتراً أو أكثر في بعض الأحيان، وأحياناً نخرج في التاسعة صباحاً ونعود عند الرابعة او الخامسة مساءً.”
الهدية
يوضح والد الطفلة لانيا أن “الهدية دائماً محببة وقريبة من النفس عند كل شخص، وبالأخص عند الطفل، وبالنسبة الى حصان لانيا الذي مات كان هدية لابنتي من قبل السيد ملا مصطفى مسعود البارزاني، الذي عندما شاهد أن لانيا لديها حب وإمكانية في ركوب الخيل أهداها هذا الحصان، خلال إحدى البطولات التي شاركت فيها، وعندما توفي الحصان تأثرت كثيراً.” لذا فإنه حاول التخفيف من حزنها وتأثرها على حصانها، فكان يذهب بها الى مراكز تدريب الخيول لكي تنسى، وألا تتأثر بموت هذا الحصان، وقد حرص على اصطحابها الى التنزه والخروج لكي تنسى، وعندما ظهر فيديو بكائها تأثر الجميع به، ابنتي في الحقيقة لديها موهبة فريدة، كما أنها متكلمة ومتحدثة بطلاقة، ومتمكنة في ركوب الخيل.
أضاف والد لانيا: “بعد ذهابنا الى الإمارات أهداها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عشرة خيول، كلها مميزة وفريدة، شاركت بها ابنتي في السباقات الخاصة بالخيول، وسباقات القدرة والتحمل، وهي سباقات مميزة ومحببة، ولاسيما في الإمارات، كذلك شاركت لانيا في سباق القدرة والتحمل لمسافة ٤٠ كيلو متراً في الموصل، الذي شارك فيه ٦٥ فارساً، بمشاركة كل المحافظات العراقية، وفي هذا السباق حصلت لانيا على المركز الأول، بعدها شاركت في سباقين آخرين وحصلت أيضاً على المركز الأول فيهما، وبعد هذه السباقات دعاها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الى الإمارات، وقد فرحنا كثيراً بهذه الدعوة الكريمة.”