رسوم زيارة المريض !

82

خضير الحميري
في البداية أعلن انحيازي التام لهذا الإجراء، وأرى أنه تأخر كثيراً. ومع دفع الرسم، لابد من تحديد عدد الزائرين في كل مرة بما لا يزيد عن ثلاثة، أو منعها كلياً في بعض الحالات الحرجة. لديّ الكثير من الحجج والمسوغات التي تجعلني أتبنى هذا الموقف، أذكر مثلاً يوم زرت أحد الأقارب في مستشفى مرجان في الحلة، وكان في حالة صحية صعبة جداً، حيث وجدت عشرات الوجوه التي أعرفها تفترش الحديقة الداخلية للمستشفى، وقد مدوا (الفرش) على شكل مربع كبير، وهناك من جلب (الجولة) لتخدير الشاي وتوزيعه مع مكعبات الماء على الزائرين بين فترة وأخرى. قلت مع نفسي: الحمد لله أنهم جلسوا هنا في الحديقة ولم يتكردسوا في غرفة المريض.
ذهبت بصحبة أحدهم للسلام على المريض، وحين دخلت الغرفة عرفت أن من شاهدتهم في الحديقة هم العنصر الرجالي فقط، أما العنصر النسائي فقد افترش أرضية الغرفة التي يتوسطها المريض. وصلت بصعوبة إلى سرير المريض، الذي همست في أذنه متمنياً له السلامة من المرض الذي ألم به، والمرض الذي (يحيط) به معاً..!
حين خرجت من الغرفة، كنت أنوي مغادرة المستشفى مباشرة، رغم تشبث الأقارب بالبقاء لتناول الغداء (الدلفري). خمنت أن عديد من في الغرفة يقارب العشرين، ومن هم خارجها بحدود الثلاثين رجلاً، بلا أدنى مبالغة، (فالمريض عزيز وفضله كبير).
وبحساب (الرسم) الذي فرض مؤخراً كان عليهم أن يدفعوا مئتين وخمسين ألف دينار لليوم الواحد (لأن الحفلة استمرت لسبعة أيام)، ويمكن أن يضاف إليها مبلغ مماثل لقاء استغلال الحديقة، ونصب الديوان، وشفط الأوكسجين من غرفة المريض!
مع هذا الإجراء.. ولكن بإضافات أخرى ضرورية، منها: عدم اصطحاب الأطفال، عدم الكلام الكثير مع المريض، عدم (تبويس) المريض، عدم أخذ (السِلفيات) مع المريض، عدم (الدعفسة) بطبلة المريض، ألا يتحول الزائر إلى خبير في تشخيص الأمراض، أن يكون وقت الزيارة ساعة واحدة فقط بدون أوقات إضافية.. أو ضربات جزاء!