المرأة العراقية وتحديات الاغتراب

991

إيمان كاظم /

الحياة في الغرب تفتح أمام الإنسان اختيارات كثيرة وصعبة، سواء شخصياً أو عملياً، خصوصاً بالنسبة للفتاة الشرقية.

عندما تهاجر المرأة العربية للغرب تجد نفسها أمام قيم وعادات تختلف عما نشأت عليه في مجتمعاتنا العربية، وهنا عليها أن تختار بين الحرية الواسعة المتاحة في الغرب وبين الإرث الثقافي الذي تمليه عليها النشأة الشرقية.

والحريه لا تأتي إلا مع ثمن باهظ يتعلم منه الإنسان الكثير من الأشياء.

ولا شك أن هناك اختيارات مختلفة في هذا السياق:

بين الانصهار الكامل في نمط الحياة الغربية وبين الانعزال والانكفاء داخل حدود دائرة ضيقة في أوساط المهاجرين في المجتمع الغربي لتشعر المرأة المهاجرة أنها تتوافق مع قيمها وثقافتها.

أو محاولة الاندماج في المجتمع الغربي بدرجات مختلفة، مع الاحتفاظ بقدر من الخصوصية الثقافية والاجتماعية.

وعلاوة على هذه التحديات الثقافية والاجتماعية، هناك تحديات أخرى تواجه المرأة العربية المهاجرة في سعيها لتحقيق طموحاتها العلمية والمهنية.
صحيح أن هنالك فرصاً أوسع للدراسه والعمل في المجتمعات الأوربية والأمريكية، لكن هذه الفرص تتطلب عملاً قاسياً ومستمراً لتحقيق ما تتطلع إليه المرأة، خاصة مع المنافسة الحادة في هذه المجتمعات.

بالاضافة إلى الضغوط الأُسَريّة التي كثيراً ما تطلب من المرأة العربية أن تهتم بفكرة الارتباط والزواج، وهذا بدوره يقف حاجزاً في تحقيق طموحاتهن الشخصية.

وما يحيطني دائماً هو عدم المساواة الحقيقية بين الفتاة والولَد حتى في أكثر البيوت تفتحاً في الغرب. ويترتب على هذا الوضع أشياء كثيرة، كعدم الثقة بالنفس وفقدان الأمل عند الفتيات في تحقيق طموحاتهن .

أعتقد أن على الفتيات العراقيات والشرقيات عموماً أن يحاربن للحصول على أي حق من حقوقهن.

من خلال تجربتي الشخصية عرفت أنه لا أحد يمنحك حقوقك إلا اذا ثابرت لنيلها.

وكامرأة عاملة أشعر أن عليّ دائماً المثابرة في العمل لأثبت للآخرين أن الحقوق التي أطالب بها هي لفائدتي وفائدة الآخرين.

أحاول أن أثبت أن مثل هذه الحقوق تجعلني انسانة قوية ومنتجة وواثقة من نفسها.

لا أشعر أن عليّ أن أثبت نفسي في المجتمع الغربي، ولكني في تحدّ مع نفسي لأكون مثالاً جيداً من النساء العراقيات اللواتي بدأن بالتخلي عن حقوقهن تحت تأثير الظروف أو بدأن بفقدان الأمل.