النقيب وردة عبد الحميد.. زوجي يتفهم طبيعة عملي الصعبة
ثريا جواد /
حاصلة على شهادة بكالوريوس علوم مالية ومصرفية من كلية بغداد للعلوم الاقتصادية، أكملت دراستها في المعهد العالي للتطوير الأمني والإداري حتى تخرجت في سنة 2011 لتصبح الآن آمر السرية الخامسة للفوج الثامن (فوج حماية العتبة الكاظمية المقدسة).
النقيب وردة عبد الحميد واحدة من النساء العراقيات اللواتي أثبتن جدارتهن في حفظ الأمن، وأثبتت وبالدليل القاطع أن الانخراط في العمل العسكري ليس حكراً على الرجال.. “مجلة الشبكة العراقية” التقتها لتبوح بسرّ نجاح النقيب المرأة..
حلم الطفولة
تقول النقيب وردة عبد الحميد (33 عاماً): منذ طفولتي وأنا قوية بين أقراني وأتمتع بشخصية قيادية، وطالما حلمت بالانخراط في السلك العسكري لأكون قائدة في مجال عملي، ولذلك ركزت كل اهتماماتي حول هذا الموضوع وكنت على يقين تام أن يتحقق أملي في يوم ما وأن أحمي بلدي وأكون سبباً في استتباب الأمن من خلال عملي الذي افتخر وأعتز به، وبالفعل تمكنت من ذلك وأصبح الحلم حقيقة من خلال العمل الدؤوب والمثابرة وبفضل تشجيع عائلتي التي أعدّها الداعم الرئيس لي حتى يومنا هذا.
نصف المجتمع
طبيعة وبيئة العمل تحتم عليّ أن أكون قادرة على مواجهتها، وأن أتخذ التدابير اللازمة وبسرعة لمواجهة أية حالة طارئة.
فالمرأة كما هو معروف هي نصف المجتمع، كانت وما زالت عنصراً أساسياً في كل مجالات الحياة ولكن عليها أن تدرك ذلك لتتمكن من صناعة مستقبل مناسب لها ولمن حولها.. شعاري دائماً (كوني قوية وستحققين ذاتك). ولكوني آمر سرية مكونة من 208 منتسبات (فوج حماية العتبة الكاظمية المقدسة) فعملي مع النساء حصراً.
البيت والأسرة
مهمتي صعبة جداً وأنا أحاول بكل إمكاناتي أن أوفق بين عملي في مجال الشرطة وبين واجباتي في البيت، فأنا أم لولد وطباخة ماهرة رغم انشغالي، زوجي والحمد لله يتفهم طبيعة عملي ويشجعني ودائماً ما يدعمني فهو الصديق قبل الزوج منذ دخولي في هذا المجال ولم أجد منه سوى المساعدة في حياتي الخاصة والعملية.
دعم الزملاء
خلال مسيرتي قد نجد البعض من الذين لا يؤمنون ولا يتفهمون طبيعة عمل مشاركة المرأة في المجال العسكري والانخراط في سلك الشرطة وأنها غير قادرة على أداء مهامها بشكل صحيح ولكن بمرور الوقت تغيرت هذه النظرة وباتت المرأة العراقية عنصراً أساسياً وفعالاً في هذا المجال، ودائماً ما يقدم لي الإخوة الزملاء من الضباط النصيحة والمشورة والمساعدة اذا اقتضى الحال فالكل يشجعني بدءاً من العقيد ظافر آمر الفوج الثامن الذي كان وما يزال أباً ومعلماً وقائداً منذ تولّيه آمرية الفوج.
حب العمل
تضيف النقيب (وردة): بدأت عملي الذي أعشقه في العام 2011 برتبة ملازم بعد تخرجي من الدورة الـ21 من المعهد العالي للتطوير الأمني والإداري في وزارة الداخلية في مديرية أحداث بغداد ضمن قسم الإحصاء والجنائية والحركات لمدة ستة أشهر, بعدها انتقلت الى الفوج الثامن (فوج حماية العتبة الكاظمية المقدسة) من مديرية أفواج بغداد التابعة لقيادة شرطة محافظة بغداد. في العام 2014 ترفّعت الى رتبة ملازم أول وبعدها مباشرة أصبحت أول امرأة تصبح آمر لسرية النساء المكونة من 208 منتسبات، نحن مسؤولون كطوق ثانٍ عن حماية وتفتيش الزائرين في مدينة (الكاظمية المقدسة) وتوفير الخدمات لهم والحرص على حمايتهم، وفي العام 2017 ترقيت الى رتبة نقيب وها أنا اليوم، وما زلت والحمد لله، محبة لعملي ولمن حولي.