أخشى الارتباط مجدداً!
المشكلة…
السيدة س.ق بعثت مشكلتها باحثة عن حل يساعدها في تجاوز أزمتها التي تعاني منها منذ سنوات. تقول السيدة س في معرض تفصيل مشكلتها إنها تزوجت شاباً وهي في مقتبل العمر، وأضافت: “كنت سعيدة في بداية حياتي الزوجية، ولدي تصورات وأحلام عن بناء أسرة سعيدة من خلال تعاوني وتفاهمي مع زوجي في إدارة شؤون البيت، لكني فوجئت، بعد مرور أشهر من الزواج، بأن زوجي كان مدمناً على تناول الكحول بإفراط، واعترضت على ذلك كثيراً، وعبثاً حاولت إقناعه بالإقلاع عنها، لكنه ازداد عناداً وتمادى أكثر في الاعتداء علي بالضرب العنيف، ما جعل الحياة معه مستحيلة، ووصلت علاقتنا في النهاية الى الطلاق. وبعد مرور سنوات على الطلاق بقيت أخاف الارتباط من جديد، على الرغم من تقدم العديد من الرجال من مختلف الأعمار لخطبتي، صرت أخشى تكرار التجربة، واجترار المأساة من جديد.” تتساءل السيدة س في نهاية رسالتها “كيف يمكنها تجاوز هذه المشكلة ومسح صور العنف من ذاكرتها؟”
الحل…
الدكتورة في العلوم النفسية، شيماء العباسي، أجابت على رسالة السيدة: في الواقع يمكنني تصور شعورك وحالتك النفسية السيئة بعد خروجك من تجربة زواج فاشلة، لذا فإن عليك أن تخرجي من هذه الأزمة النفسية وأنت اكثر قوة وثقة بنفسك وأكثر نضجاً ووعياً في اختيار شريك الحياة.
ولا شك أن هناك قدراً من المنطق في مخاوفك من الارتباط ثانية بعد تجربة زواج فاشلة، لكن الإنسان يستفيد من تجاربه ويتطور عاطفياً ونفسياً وعقلياً، بشكل أو بآخر، في جوانب مختلفة، ومن بين هذه الجوانب أمور مثل الشعور بالثقة أو الاستقلالية، وأن التطور والنضج الشخصي اللذين يطرآن عليك بعد مرورك بهذه التجربة الفاشلة ينبغي أن يجعلاك أكثر ثقة واستقلالية بعد انتهاء تلك العلاقة، ويكونا دافعين إلى تعويض ذلك وموازنته، ربما لا تكون حالتك على هذه الشاكلة في الواقع، لكن عليك أن تشعري بحريتك واستقلالك وقدرتك على اختيار الشريك بكل ثقة، لأن هذا الاختيار هو الذي يقلل من شعورك بالألم والخوف من خوض التجربة مرة ثانية، فأنت الآن أكثر نضجاً ووعياً وعاطفة، وانا كلي ثقة بأن اختيارك سيكون موفقاً وناجحاً، لذا عليك أن تكوني شجاعة وأن تنسي تلك التجربة بحلوها ومرها، وأن تبدئي من جديد.
واعلمي أن الحياة لاتقف عند مرحلة، ولا عند شخص، ولا عند حد معين، فالحياة أسرع بأحداثها وتجاربها مما تتصورين، ولتكن ثقتك بالله أقوى وأعظم، فالخير فيما اختاره الله لك، فتوجهي نحو الحياة بكل ثقة وقوة وصلابة، وأن يكون اختيارك لشريك حياتك مبنياً على أسس متينة تبدأ بالتوازن المتبادل بينكما لجوانب الحياة المختلفة، الفكرية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والدراسية، وأن لا تقل فترة الخطوبة عن سنة، ليتسنى لك كشف حقيقة شخصيته وسلوكه وطباعه وعاداته -الإيجابية والسلبية- وإخضاعه لتجارب في مواقف حياتيه مختلفة، بعدها تقررين الارتباط به أم لا.
أخيراً سيدتي الفاضلة.. أتمنى لك كل التوفيق والسعادة والراحة في حياتك المقبلة، ومن الله التوفيق.