أسرار مكياج كليوبترا

696

ميساء فاضل/

بدون شك، فإن أيقونة الجمال -بكل مظاهره- كانت تتمثل بالملكة الفرعونية كليوبترا، التي كانت لها أسرارها في استخدام المكياج والعناية بجمالها، ليتعدى الزينة الى استخدامات علاجية أيضاً، إضافة الى أسرار خاصة بها دون غيرها في مكونات غالبية أدوات مكياجها وتصنيعه.
كما كانت الإشاعات عن كليوباترا تتناقل أنها ألفت كتاباً عن أسرارها في الجمال كي تنقله إلى النساء الأخريات، كما اختلف أيضاً في وصف ملامح شكلها وجمالها، فالصور ذات النمط المصري، المحفوظة في تماثيل وحوائط معبد (بدندرة)، مرسومة بشكل تقليدي لها كأية ملكة غامضة لمصر، إذ كانت أوصافها أنها: طويلة، نحيلة، ترتدي شعراً مستعاراً، وتلبس أفضل أنواع الكتان والريشتين، وقرص شمس، وقرون بقرة ورأس أفعى، الذي تتزين به أية ملكة فرعونية تقليدية. أما عن أسرار أدوات زينتها، فالكحل –مثلاً- الذي كانت تستخدمه كان يحتوي أربعة مواد مختلفة من مكونات الرصاص، وذلك لحماية عينيها من الأمراض التي قد تصيب العين، الشائعة في عصرها، لذلك كانت تستخدم الكحل للزينة والاستشفاء والعلاج أيضاً.
أما عن أحمر شفاه كليوبترا، فقد كان المصريون القدماء يصنعون أحمر الشفاه من أعشاب البحر واليود والبرومين باللون الأحمر المائل إلى البنفسجي، الذي كان فيه من المواد السامة الكثير، إلا أن كليوباترا كانت لها طريقتها الخاصة في صنع أحمر شفاهها، وذلك عن طريق طحن الخنافس الحمراء لتكوين صبغة حمراء داكنة جداً، كما أنها كانت تضيف إليها أيضاً النمل، ومادة مستخرجة من أصداف أحد الحيوانات البحرية.. لذلك كانت هذه المواد، بما فيها من السم، تجعل قبلة كليوبترا تشتهر -بعد ذلك- عند كل من يقبلها بأنها “قبلة الموت” بسبب المواد السامة على شفاهها.
في حين كانت أسرار العناية ببشرة كليوبترا تتمثل بأنها تنظف بشرتها دوماً بالعنب عن طريق هرسه وإضافة العسل إليه ودعك البشرة جيداً به، ليمثل ما نسميه اليوم في عالم المكياج بـ “السكراب”، كما أنها كانت تمسح بشرتها بماء الورد الذي لا يفارقها منذ الصبح وحتى الليل..
وبين الحين والحين كانت تغسل وجهها بخلِّ التفاح، لما له من دور في تنشيط الدورة الدموية، أما جسمها فكانت مشهورة بأنها تستحم بالحليب والعسل..
وفيما يخص زينة يدها فإنها كانت تستخدم الحنّاء ذات اللون البني المحمر على أظافرها، وهي ما تعرف اليوم بـ “المانيكير”، ومعروفة فوائد الحناء في تقوية الأظافر وحمايتها..
أما شعر كليوبترا فلم يخل من الاهتمام الشديد به عن طريق الزيوت التي كانت تتمثل بزيت الزيتون والخروع وزيت اللوز، الذي كان يغذي شعرها ويعمل على زيادة لمعانه وكثافته وجماله..
أسرار عطرها
كانت للعطر أهميته لدى المصريين، إذ أنهم يستخدمونه في الطقوس والعلاج..
أما عن أسرار مكونات عطر كليوبترا، فإنه في عام ٢٠١٢ قام البروفيسوران روبرت ريتمان وجيسل فيرستين من جامعة هاواي بعملية تنقيب عن الآثار، فوجدا قارورة عطر، وعند تحليل مكوناتها تبين أنها ترجع للملكة كليوبترا، إذ أن موادها غالية جداً وتدل على أنها تعود إلى ملكة ثرية تعتني بجمالها، أما مكونات عطر كليوبترا هذا، بعد إرساله إلى المختبر والمختصين بالعطور، فإنه كان يحتوي على:
أولاً: زيت الزيتون، وثانياً: القرفة المصنعة من لحاء شجرة الغار الموجودة في سيريلانكا، ثالثاً: الهيل الذي يعود موطنه الى شبه القارة الهندية، والمكون الرابع هو “المر”، وهو نوع من البهار يتم استيراده من شبه الجزيرة العربية، أي أن ثمنه باهظ جداً، وكان دوره في العطر هو إضافة رائحة المسك الرائعة، ليسهم بعد ذلك، مع كل هذه المكونات، في تصنيع عطر كليوبترا المميز فائق الروعة.