الأركيلة والنساء ظاهرة لافتة تغزو المجتمع

1٬382

هبة الزيدي /

تختلف مستويات تقبل المجتمع العربي لتدخين الفتاة “الأركيلة” من مدينة إلى أخرى، وعلى الرغم من الانفتاح الذي يشهده المجتمع العراقي، لم تزل هناك اراء تعترض على تدخين المرأة في المقاهي، ويراها بعض الناس من السلبيات التي تشوِّه صورة المرأة.
هذا التنوع المختلف في الآراء تحوّل إلى جدل ساخن حول نظرية تدخين المرأة الأركيلة أو السيجارة في المقاهي العامة بشكل كبير وأبدوا رأيهم في هذا الموضوع.
نسمع رأي (خالد محمد)، صاحب مقهى، قائلاً: أنا شخصياً لا أحبذ فكرة تدخين النساء (الأركيلة)، إلا أنه على الرغم من ذلك يدر على محلنا بالربح الوفير، وكانت هذه الظاهرة، منذ سنوات عدة، تتم من قبل الرجال الذين يذهبون إلى الأماكن المغلقة، لكن في الآونة الأخيرة أصبحت الفتيات يقمن بتدخينها في المقاهي الراقية والمفتوحة.
ويضيف (علي) أن الفتاة تفقد أهم ما تتميز به المرأة من حياء وجمال وأن هذه المواد لها آثار كبيرة مدمرة لجمال الفتاة وصحتها مثل تغير لون أسنانها وظهور علامات الشيخوخة مبكراً، إن ازدياد تدخين الأركيلة في المقاهي أصبح ظاهرة واضحة تنمو بكثرة في هذه الأيام ، وتعتبر مضرة لكلا الجنسين.
إنوثة في مهب الريح
تحدث (أبو حسين) رجل أعمال قائلاً: دخلت أحد المقاهي وفوجئت بفتاة تطلب من الكابتن أركيلة، ولكن أدهشني عبق دخانها، هل يعقل أن هذه الأنوثة تفعل ما لا يفعله الرجال، حيث تعتبر هذه الظاهرة في مجتمعنا الشرقي مرفوضة تماماً عرفياً ودينياً.
تدخلت فتيات، ضمن هذا الجدل الساخن، ليدافعن عن حقهن في “المساواة”. وأثار البعض الحرية الشخصية وعدم التدخل في الأحكام على الآخرين لمجرد استخدامهم للأركيلة او السيجارة.
عادة سيئة
تقول (هـ) بنبرة هادئة: أدخن كل يوم اركيلة، لكن دون علم أهلي، وأدرك تماماً أنها عادة سيئة جداً ومرفوضة اجتماعياً، لكني اعتبرها بالنسبة لي موضة مثل كل البنات.
قاطعتها (د)، طالبة في إحدى الجامعات، إن تدخيني للأركيلة متعة وإحساس جميل ورائحتها الفواحة عندما تكون بنكهة الليمون والنعناع أو التفاح، وأعتبرها عادة مكتسبة من صديقات السوء أو هروباً من الواقع الأليم.
وكشف بحث أجرته الجامعة الألمانية الأردنية مطلع العام الجاري أن ساعة واحدة من تدخين الشيشة تعادل تدخين 200 سيجارة وأنها تحتوي على مواد مسرطنة.

مشاكل نفسية
تختلف عنهم في هذه القضية (ن)، مطلقة تعمل موظفة في شركة، وتعيش في بيت العائلة، تعاني من مشكلة نفسية، فراتبها الشهري لا يسد حاجتها سوى مصروفها والمواصلات، وثمن علب السجائر، في اعتقادها تلجأ للتدخين لتخفف من معاناتها التي تمر بها.
تعيش سيدة عجوز وحيدة في بيتها، لا تجد أنيساً لها في وحدتها، غير تدخين السجائر الواحدة تلو الأخرى، وتتابع: دخانها المتصاعد في الهواء، والمكان الفسيح والهواء النقي يمحوان آثار تدخينها، وتقول العجوز: منذ صغري وأنا مع الكثير من النساء نمارس التدخين، ولا ترى ضرراً فيها.
يقول أستاذ اختصاص في علم النفس إن ظاهرة تدخين النساء تعبر بشكل واضح وصريح عن المشكلات الاجتماعية التي تعاني منها المرأة العراقية بسبب ضغط الأهل والأقارب او حالة التعب النفسي او تقليد الآخرين، وبعض هذه المشكلات وصلت إلى المحاكم وتسببت بالطلاق، كما نراها الآن بشكل واضح في الجامعات العراقية، يجب متابعة هذه الظاهرة باهتمام كبير.
وتزداد مخاطر التدخين المباشر وسط النساء، بسبب انتشار الظاهرة التي تدوم لفترات طوال تستمر أكثر من أربع ساعات في أماكن ضيقة تتجمع فيها المدخنات وغير المدخنات وبينهن من ترضع رضيعها أو تصطحب أطفالها بمشهد دائم ومتكرر تألفه الصغيرات.