الأمومة المتأخرة وتضاؤل فرص الإنجاب
ترجمة: ثريا جواد /
يرغب كثير من النساء بعد الزواج في أن يصبحن حوامل، ليحظين بطفل يملأ حياتهن، ولكن في كثير من الأحيان يتأخر الحمل لأسباب كثيرة وتصبح فرص الإنجاب ضئيلة لاسيما حين تصل المرأة الى سن الأربعين، وتكون هذه الخيارات صعبة بالنسبة لها.
مجموعات عمرية
تقرير جديد أصدره مكتب الإحصاء الوطني ONS الخاص بالأمومة في بريطانيا وويلز حدد الأدوار المتغيرة للمرأة، وأن هناك الكثير من النساء يصبحن حوامل بعد سن الأربعين. كما أظهر التقرير أن معدلات حمل المراهقات استمرت في الانخفاض منذ عام 2017، ولأول مرة فإن عدد النساء اللائي يصبحن حوامل في سن الثلاثين أكثر من 20%، والشيء الأكثر لفتاً للانتباه يتعلق بالحمل للمرأة بعد سن الأربعين وهي المجموعة العمرية الوحيدة التي ترتفع فيها معدلات الحمل للسنة الثانية على التوالي وهذا يعكس تحولاً دراماتيكياً طويل الأمد.
أرقام ومعلومات
الأرقام تعطينا القليل من المعلومات حول السياقات الاجتماعية والعلائقية وحتى الإنجابية الأوسع نطاقاً التي تصبح فيها النساء حوامل بعد سن الأربعين، وكيف يمكن مقارنة تجاربهن بالحمل مع تجارب النساء الأصغر سنّاً. هذا ما ذكره مشروع بحث جديد قائم على مقابلة مجموعة من النساء في معهد صحة المرأة في جامعة كوليدج بلندن، يستكشف قصص الحياة ومشاعر النساء الحوامل في الأربعينات من العمر وآرائهن. وبينما ما يزال المشروع في مراحله الأولى، فقد قدم بالفعل بعض الأفكار الرئيسة حول سبب زيادة عدد النساء اللائي ينجبن أطفالاً بعد سن الأربعين، وكيف يشعرن تجاه الأمومة اللاحقة.
عوامل أخرى
يشير تقرير مكتب الإحصاءات الوطنية ONS إلى وجود عدد من العوامل الدافعة للأمومة المتأخرة، بما في ذلك زيادة مشاركة المرأة في التعليم العالي والقوى العاملة، والتكاليف المتزايدة للإنجاب والسكن، ولكنْ هناك عامل واحد لم يرد ذكره على الإطلاق، الذي بينته العديد من النساء باعتباره العامل الرئيس والحاسم في توقيت حملهن الا وهو ظروف علاقتهن.
ذكرت بعض النساء اللائي أصبحن أمهات بعد سن الأربعين، أنهن بدلاً من تأخير الأمومة بشكل متعمد، كنَّ يحاولن ببساطة استيفاء الشروط اللازمة لذلك، كنّ سعيدات بإنجاب أطفال في وقت مبكر، وكان البعض منهن في فترة طلاق. وتروي أخريات قصصاً عن شركائهنّ الذين لم يلتزموا بما فيه الكفاية أو الذين لم يريدوا (بعد) أطفالاً. وتشكو كثيرات من صعوبة العثور على الشريك المناسب في عصر التعارف عن طريق الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.
أنماط الخصوبة
تبين لنا هذه الروايات والقصص من قبل النساء أنه على الرغم من أن الأمومة المتأخرة غالباً ما تناقش بشكل حصري من حيث خيارات المرأة والأدوار المتغيرة في المجتمع، فمن الأهمية النظر في كيفية تأثير خيارات الرجال وديناميات العلاقة المتغيرة على أنماط الخصوبة.
إن تعرض النساء لتراجع الخصوبة المرتبط بالعمر وزيادة المخاطر الإنجابية مع تقدمهن في السن يجعل هذه الاعتبارات وثيقة الصلة بالنسبة لمن جاوزنَ الأربعين من العمر. إن عدم وجود مثل هذه المعلومات يحجب حقيقة أن كثيرات في هذه الفئة العمرية يواجهن صعوبات خطيرة في الحمل وقد يعانين مضاعفات في حمل أطفالهن المطلوبين بشدة، وأن الكثير من النساء سيبقين قسرياً – للأسف الشديد – بلا أطفال.
الفرصة الأخيرة
تحدثت إحدى النساء الأكبر سناً عن نضالها الطويل من أجل الحمل: جميع هؤلاء النساء تقريباً ممتنّات للغاية لأطفالهن “المعجزة”، “المذهلين”، أطفال “الفرصة الأخيرة”، بينما يشعرن في الوقت نفسه بالقلق الشديد إزاء خطر مؤقت، ولكني أعتقد أن الحمل هو حالة جيدة جداً، وتضيف: لا تواجه النساء الأكبر سناً مخاطر متزايدة لفقدان الحمل والمضاعفات الطبية بما في ذلك سكري الحمل وتسمم الحمل، ونحن محظوظات لأننا نعيش في وقت تتاح فيه للمرأة خيارات وخيارات إنجابية أكبر من أي وقت مضى.
عن الغارديان