الإسهال عند الأطفال.. المسبِّبات وطرق الوقاية والعلاج

975

#خليك_بالبيت

هبة الزيدي /

يُعرّف الإسهال (Diarrhea) على أنّه إخراج البراز على شكل ماء أو بشكلٍ متكرر إلى حد يفوق الوضع الطبيعي.
ويعد الإسهال من الأمراض الشائعة لدى الأطفال ويسبب سنوياً نسبة وفيات مقلقة في بعض مناطق العالم، وتشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية WHO إلى نسبة إصابة تصل إلى (1.7) مليار حالة سنوياً، وتزداد هذه النسبة في فصل الصيف خاصة، وتتراوح شدة الإصابات بين البسيطة إلى الشديدة.
“مجلة الشبكة العراقية” استضافت الدكتور زيد عواد مخلف (طبيب اختصاص بورد عراقي طب أسرة ـ تدريسي في كلية عُمان الطبية – سلطنة عمان ـ تدريسي في كلية الطب- جامعة الفلوجة)، ليوضح لنا مسببات الإسهال وكيفية علاجه والوقاية منه.
يعدّ الإسهال ثاني أهم سبب من أسباب الوفيات للأطفال دون الخمس سنوات من العمر، إذ يودي بحياة أكثر من (750000) طفل سنوياً، ولكن في الوقت نفسه يمكن الوقاية منه وعلاجه بسهولة، ومن أهم أسباب الوفاة الجفاف الشديد المصاحب للإسهال، ويكون الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية أو من خلل في المناعة هم الأكثر تعرضاً لمخاطر الإسهال المهددة للحياة.
المسبِّبات
• الفايروسات ومنها الفايروس الدوار (Rota virus)
• الجراثيم ومنها جرثومة السالمونبلا
• الطفيليات ومنها طفيلي الجارديا والأنتاميبا
• التسمم الغذائي
• سوء التغذية
• أمراض مزمنة أخرى كمرض حساسية الحنطة (Celiac disease)
• استخدام بعض الأدوية
إنّ الإسهال يمثّل عادة أحد أعراض الإصابة بنوع من أنواع العدوى في الجهاز المعوي ويمكن أن تسبّبها طائفة متنوعة من الجراثيم أو الفيروسات أو الطفيليات. وتنتشر العدوى، عادة، عن طريق الأغذية أو مياه الشرب الملوّثة أو من شخص إلى آخر بسبب تدني مستوى النظافة الشخصية.
من جانب آخر، يعاني الأطفال الذين يتوفون بسبب الإسهال، في غالب الأحيان، من سوء تغذية دفينة تجعلهم أكثر عرضة لذلك المرض من غيرهم. كما تسهم كل نوبة إسهال، بدورها، في تفاقم حالتهم التغذوية، والمعروف أيضاً أنّ الإسهال من أهمّ أسباب سوء تغذية الأطفال دون سن الخامسة.
في البلدان النامية، ومنها العراق، يُصاب الأطفال دون سن الثالثة، في المتوسط، بثلاث نوبات من الإسهال كل عام. والمعروف أنّ كل نوبة تحرم الطفل من التغذية اللازمة لنموّه. ونتيجة لذلك يُعدّ الإسهال من الأسباب الرئيسة لسوء التغذية، وفي المقابل يواجه الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، أكثر من غيرهم، مخاطر الإصابة بالإسهال.
الأعراض
تتراوح أعراض الإصابة بالإسهال لدى الأطفال باختلاف الأسباب، وبصورة عامة تظهر لدى الأطفال أعراض أولية تشمل الحمى، الغثيان، التقيؤ والنحول العام، وفي حال الإصابة بفيروس مسبِّب للإسهال مثل الفايروس العَجَلي (الدوار)، تظهر أعراض بسيطة مثل الخروج المائي الخفيف المترافق مع مغص بسيط وارتفاع بسيط في درجة الحرارة، لكن في بعض الأحيان يصاحب الإسهال خروج بعض الدم والمادة المخاطية، ما يدل على أن السبب يعود لطفيلي مثل الأنتاميبا أو بكتيريا مثل بكتيريا الشيكيلا (Shigella) .
من الأمراض الخطيرة المسبِّبة للإسهال مرض الكوليرا الذي يسبب عادة موجات من الوباء التي تظهر عادة في فصل الصيف ويحتاج إلى التصرف السريع لتعويض فقدان السوائل بالمحاليل الوريدية.
العلاج
الخطوة الرئيسة والمهمة في علاج الإسهال، بغض النظر عن المسبب، هي تعويض السوائل المفقودة ويتم ذلك باستخدام المواد المنزلية مثل الإكثار من شرب الماء، تناول الشوربات، الألبان وبعض الفواكه المحتوية على الأملاح الضرورية مثل الموز. من جانب آخر يعد محلول الإرواء الفموي ORS المحسوب حسب وزن الطفل ونسبة الجفاف ركناً أساسياً في عملية العلاج. ويمنع منعاً باتاً استخدام المضادات الحيوية بصورة عشوائية وبدون سبب مبرر.
تضاف إلى ذلك العلاجات الخاصة بكل نوع من المسببات كالمضادات البكتيرية أو الطفيلية في حال كان المسبب بكتيرياً أو طفيلياً.
الوقاية
من الصعوبة بمكان الحيلولة دون الإصابة بحالات الإسهال لدى الأطفال، لكن يمكن اتخاذ بعض الإجراءات التي قد تقلل حدة الإصابة وتحول دون تكرارها، ومن هذه الإجراءات:
* الحرص على غسل يدي الطفل بشكلٍ متكرر ومستمر، ولاسيما قبل تناول الطعام وبعد الذهاب إلى المرحاض، وذلك لمنع انتقال العدوى التي عادةً ما تنتقل من شخص إلى آخر، وبين الأطفال خاصة، وعادةً ما تصل إلى الطفل نتيجة وضعه أصابعه في فمه، أو قضمه لأظافره، أو غير ذلك من التصرفات التي يضع فيها الطفل يده في فمه.
* الحرص على نظافة أسطح الحمّامات.
* غسل الفواكه والخُضر جيداً قبل تناولها. وضع اللحوم في الثلاجة إلى حين طهوها، فضلاً عن ضرورة الحرص على عدم بقاء لونها وردياً أو زهرياً عند طبخها.
* تنظيف أسطح المطبخ التي لامست اللحوم النيئة بشكلٍ جيد، ولاسيما الدجاج.
* تجنّب تناول الماء من المسطحات العامة، مثل البحيرات وغيرها.
* إبعاد أماكن أكل الحيوانات الأليفة عن الأماكن التي يتناول الأطفال فيها طعامهم ويشمل ذلك عامة الناس أيضاً، وكذلك يُنصح بعدم غسل الحيوانات الأليفة على المغاسل التي تُستخدم لتحضير الأطعمة.
* الالتزام بإكمال الجدول التلقيحي للأطفال للوقاية من بعض الأمراض المسببة للإسهال مثل لقاح الفيروس العجلي ولقاح الحصبة.