الابتزاز العاطفي كيف تميزه وتضع حداً له
ترجمة: آلاء فائق/
هل تشعر بالاختناق والاستنزاف بعلاقتك؟ هل تشعر أن الكثير من الطلبات توجه اليك، فقط لإبقاء الأمور تسير على ما يرام؟ إذا كان الأمر كذلك، فربما أنت واقع تحت تأثير الابتزاز العاطفي.
الشخص الذي يبتزك عاطفيا يمكن أن يكون أحد الوالدين، أحد الأخوة أو الأقرباء، أحد الأصدقاء، الزوج أو الزوجة، زميلك بالدراسة أو في العمل، أَو حتى طفلك المدلل
تلجأ العديد من الزوجات لابتزاز الزوج عاطفيا لتلبية طلباتهن تحت تأثير قوي باستخدام الأحاسيس والمشاعر، وجميعنا قد تعرضنا لهذا النوع من الضغوط التي يستخدمها الطفل أيضاً لكسب اهتمام أمه وجذب انتباهها له.
أن تكون عرضة للابتزاز العاطفي هو كما لو أنك تتعرض للتسمم البطيء، تعلم كيف تميزه وكيف تضع حداً له.
التقنية المعتادة التي يستخدمها مثل هؤلاء الناس هي ما يوصف بكلمة «فوغ، Fog “ وتعني الضباب بالعربية، هذا الوصف الخاص بالابتزاز العاطفي أطلقته العالمة النفسية الأميركية سوزان فورود، صاحبة الكتاب الذي يحمل الاسم ذاته والذي حقق مبيعات كبيرة. إلا أن مختصر كلمة «فوغ» هنا لا يعني الضباب بل شيئا آخر: «الخوف، الالتزام، الذنب Fear, obligation, guilt وهي مشاعر يحاول الشخص المبتزّ إثارتها فينا، “الشعور بالخوف بأننا لن نتوافق معه، والشعور بالالتزام لتنفيذ مطالبه، والشعور بالذنب بأننا لن نتمكن من تحقيق ذلك”.
مقاومة الابتزاز العاطفي
مقاومة الابتزاز العاطفي مسألة صعبة جدا، خاصة لو أنبثق من خضم صلات وعلاقات وثيقة. وقد يستغرق الابتزاز وقتا طويلا، طالما سمح الشخص الضحيّة به، خوفا من فقدان العلاقة والأمان أو المكانة المرموقة الني يتمتع بها. المبتز يتغذى على انعدام الأمان. والكثير من الناس الطيبين يفقدون السيطرة على حياتهم بأكملها من خلال هذا التلاعب الخبيث.
النساء أكثر عرضة للابتزاز
كونجان راستوجي امرأة شابة، متزوجة من رجل مستبد. برغم كونها متعلمة، إلا أنها ليس لديها مؤهلات مهنية. كانت كلما اخذتها الجرأة للتحدث بواقع حالها لزوجها، كان يستدعي والدها المريض ويشكو له افتقارها للقيم. كانت كونجان تتحدث ببطء لأنها بصراحة لم تكن تريد أن تؤلم والدها المريض المسن.
تبقى علاقات الآلاف من الناس غير صحية، فقط لأن الشخص الضحية غير قادر على قول “لا”، والشخص المناور يستمر باستغلال هذا الضعف. إذا ما تفحصنا الموضوع عن كثب، سنرى أننا جميعنا قد مارسنا الابتزاز العاطفي وبمكر منذ طفولتنا.
وأننا جميعنا قد انتابتنا نوبات غضب للحصول فقط على لعبة بعيدة المنال، أو ملابس لم يتمكن الاهل من شرائها لنا، فيقعوا ضحية لابتزازنا العاطفي ويغرقون في تدليلنا من خلال ربطهم بين حبهم وتقديرهم لنا للحصول على اعلى الدرجات بالدراسة.
عواطف سامة
تقول إيرما باتيغ، مدربة، ومعالجة نفسية «العواطف السامة كالخوف، والشعور بالذنب والخجل تجعلنا عرضة للتلاعب العاطفي. النساء قد يكن أكثر تأثرا بذلك، لا سيما ونحن نعيش في مجتمعات ذكورية تضعف فيها مواقف المرأة ولا تعطيها القدرة على تقوية ارادتها على مر أجيال كاملة. وعندما نكون ضعفاء، سنكون أكثر عرضة للابتزاز العاطفي”.
التغلب على الابتزاز العاطفي
تقول شيرين، شابة هندية: «عندما تزوجت وعشت مع زوجي في بيت أهله، أردت أن يلقبني أهله بالكنة المطيعة، فانحنيت بتواضع أمام كل الإملاءات التي تفرضها عائلة الزوج الهندية على الكنة. ومع ذلك كله، وجدتهم ينزعجون مني لمحض مسائل بسيطة. كانوا يقيدون حركتي ويعبسون علي إذا ما رغبت بالخروج من دون موافقتهم، وكثيرا ما يلوموني اذا وجدوا اي عدم توافق معهم بالبيت. عندما راجعت نفسي داخليا وجدت أنني لم افعل شيئا يستوجب أزعاجهم، وسريعا ما ادركت اساءة معاملتهم لي. فطلبت المشورة “.
عن موقع /لايف بوزتف