التوائم مفارقات وطرائف توقعهم في الإحراج

636

جبار بجاي/

في رحم أمهما اجتمعا يتغذيان من ذات الحبل السري، وما إن خرجا من رحمها حتى التصقا في الحياة فأينما حل أحدهما وجد الآخر، مشتركان بكل شيء تماماً كاشتراكهما في الهوايات والخصائص الشخصية.
يرتباطان نفسياً ببعضهما ،ليس فقط في التشابه الشكلي حيث يرتديان ذات الملابس والألوان بل يوجد بينهما ارتباط نفسي شديد وتوارد خواطر عجيب..أنهما التوأمان.
توائم وحكايات
مفارقات كثيرة يمر بها الكثير من الأشقاء التوائم للشبه الكبير وإصرارهم غالباً على ارتداء ماركة موحدة من الملابس مايجعلهم عرضة للكثير من المواقف التي يقع فيها الأصدقاء والأقارب وحتى الأهل أحياناً لعدم التفريق بينهم.
فالتوائم حسن وحسين وعقيل وخليل ومحمد وحيدر وعبد الله وعباس لكل منهم قصص وحكايات كثيرة جاءت نتيجة التشابه بينه وبين شقيقه، ووصل قسم من تلك المواقف الى عقوبات إدارية كما حصل لمحمد الذي تمت معاقبته من قبل دائرته بسبب شقيقه حيدر لتركه الدوام.
يقول حسين رحم لـ “الشبكة العراقية “،إن ” التشابه كبير بيني وبين شقيقي حسن ومنذ طفولتنا كان صعباً التمييز بيننا حتى من قبل الوالدين، وذات مرة حصل حادث مروري وتم نقل المصابين الى المستشفى الذي كنت أعمل فيه ممرضا، وشاء القدر أن يكون بينهم قريباً لي وحين حضر أقاربي الى المستشفى أوصوني الاهتمام بالمصاب لكن ما أن غادروا المستشفى بعد انتهاء الزيارة صادفوا شقيقي حسن في الطريق فانهالوا عليه بالكلام القاسي لأنه ترك المريض وغادر قبلهم.”
مواقف طريفة
أما شقيقه الطالب الجامعي حسن فيقول: “تعودنا أنا وشقيقي حسين أن تكون ملابسنا متشابهة منذ طفولتنا مما يزيد صعوبة التفريق بيننا وهذا يضعنا في مواقف طريفة دائماً، أما في الجامعة فالمفارقات كثيرة، إذ غالباً ما يأتي شقيقي حسين ويحاول عمداً مشاكسة بعض الطالبات، وذات مرة طلبن منه التقاط صور لهن لاعتقادهن أنا المعني ولأنه تأخر في أن يبعث صورهنّ زعلنَّ وانهال عليّ العتب لحين تم كشف الحقيقة.”
ولا يختلف التوأمان عبد الله وعباس عن غيرهما، فحياتهما فيها الكثير من المواقف حتى أن معلمتهما طلبت أن تكون ملابس أحدهما مختلفة عن الثاني أو أن يكتب اسم كل منهما وبخط واضح على قميصه للتمييز بينهما.
يقول والدهما صادق هادي إن ” عبد الله وعباس بينهما شبه كبير حتى في الملابس وتسريحة الشعر والصوت فكل منهما نسخة للثاني تماماً.”
وأضاف ” كعائلة عانينا كثيراً ألا أننا أعتدنا على حالة التشابه وأستطعنا التمييز بينهما من خلال علامات لا يستطيع شخص آخر ملاحظتها أو تشخيصها بسهولة، فهما يتشابهان كثيراً، سوى أن عبد الله يتصف بشراسته وكثرة الحركة بينما يتصف عباس بالهدوء.”
عقوبة
وللتوائم حكايات أخرى ومفارقات طريفة منها ما تسبب بعقوبة إدارية الى أحد الاشقاء الموظفين كما حصل لمحمد الذي عاقبته دائرته بسبب شقيقه حيدر.
ويقول محمد وهو موظف في إحدى الدوائر إن “المدير خرج في مهمة خارج الدائرة وصادف أن شاهد أخي حيدر في الطريق و لما عاد أصدر أمراً بمعاقبتي لخروجي من دون إذن وكانت العقوبة قطع راتب لثلاثة أيام بسبب ترك العمل.”
وأضاف ” في اليوم التالي أحضرت الشهود وذهبت الى الادارة وجئت بشقيقي حيدر شاهداً أيضا للدلالة على الشبه بيننا وشرحت ذلك للمدير الذي فوجئ بالشبه الشديد بيننا ورفع العقوبة وهو يضحك.”
وللتوأمين عقيل وخليل خلف حسن حكايات ومواقف طريفة يقول عنها عقيل ” ذات مرة وفي أيام طفولتي غادرت المنزل خائفاً من والدي بعد أن تشاجرت مع إحدى شقيقاتي لكن عند المساء هلكني الجوع فطلبت من شقيقي خليل أن يعطيني قميصه وفعلا ارتديت القميص وذهبت الى البيت وجلست مع والدي لتناول طعام العشاء من دون أن يشك بأني صاحب المشكلة .”
ولخليل قصص ومفارقات كثيرة أطرفها كما يقول “ذهبت في أحد الأيام الى الحلاق، وما ان دخلت عليه حتى أصيب بالدهشة عندما رأى شعري طويلاً وهو الذي قام بحلاقته يوم أمس، فتعجب وقال بدهشة: من أين جاءك كل هذا الشعر وأنا بنفسي قمت بحلاقتك يوم أمس، فمازحته قائلا: “وضعت لشعري سماداً كيماوياً الليلة الماضية.” فضحك وقال ” كل شيء ممكن إلاّ تسميد الشعر فهذا لم اصدقه عندها اخبرته بالحقيقة .”
نسخة مكررة
تقول فوزية عبد الستار مدرسة وأم لتوأمين: من المفارقات العجيبة لبناتي أنني كلما عاقبت إحداهما وجدت الأخرى تبكي وتتألم لبكاء توأمها، والغريب أن كل واحدة منهما عندما كانت تريد “طلبا” توسط أختها التوأم، فغالباً ما تقضيان أغلب الوقت مع بعضهما.
وتضيف قائلة:” أنهما أصبحتا نسخة مكررة؛ فما تحبه أو تكرهه إحداهما في الطعام ينطبق على الأخرى، حتى أنني كنت ألاحظ عليهما الاتفاق في الاستيقاظ والنوم حتى وإن كانتا في مكانين مختلفين”.
والأعجب من ذلك، كما تقول والدتهما، أنهما كانتا تعترضان عند شراء بعض الملابس “المختلفة” لكل منهما فكانتا تحبذان الملابس المتشابهة وكانتا تفخران بذلك.