الحب ستة أنواع منها مايقتله الزواج!
د.قاسم حسين صالح/
لا اظن موضوعا انسانيا شغل الفلاسفة والعلماء والباحثين مثل موضوع الحب، فعنه تحدث فلاسفة عرب (ابن حزم مثالا) ويونان وأوربيون.. وما اتفقوا على تعريف له.
واستخدم علماء الأعصاب والهرمونات تقنيات (التكنولوجيا) لتحديد أنواع الهرمونات والأماكن المسؤولة عن الحب في الدماغ.. فاكتشفوا أشياء وبقت أخرى أسرارا.
هل الحب واحد؟
ومع أن علماء النفس هم أفضل من حاول فهم (الحب)، لكنهم لم يتفقوا أيضا ولك أن تقرأ كتاب (فن الحب) لأيرك فروم وكتاب (سيكولوجيا العلاقات الجنسية) لـ(ثيودو رايك) وما كتبه فرويد عن الجنس. حتى نحن، كأفراد، لا نتفق.. فلقد سألنا ثلاث نساء عن الحب فأجابت الأولى: )وليش اكو احلى من الحب(، واجابت الثانية: )حلو.. بس يشلع الكلب ويشيب الراس(، فيما قالت الثالثة: )اللي يريد راحة نفسه.. يبعد عنّه ويغني له(. واتفقن الثلاث على أن الحب هو الحب..(يعني نوع واحد)، وهو الفهم الخاطئ والشائع بين الناس.
للحب ستة أنواع!..ستقول: معقولة؟!. فنجيبك: نعم.. مبتدئين أولها بالعشق وآخرها بالحب الكامل، وما بينهما: الحب الرومانسي، الحب الناجم عن العشرة والرفقة، الحب الفارغ، والحب الافتتاني.
العشق يقتله الزواج
لنبدأ بالعشق..الذي لو جمعت ما نظم عنه الشعراء وما كتب عنه في القصص والروايات لكانت بالأطنان، والذي لو سألت عنه من هو غارق في الحب لأجابك متباهيا: (أنا عاشق!). وما لا نحب أن نعرف حقيقته هو أنه يحكمه قانونان، الأول: الحب في العشق يتضاءل تدريجيا بتقدم الزمن، والثاني: علاقة العشق بالزواج كعلاقة (الحية بالبطنج)..أعني أن العشق يقتله الزواج!.
في فيلم جميل بعنوان (ساهد في سياتيل) يرى بطل الفيلم فتاة في محطة قطار فيقع في حبها، وهذا هو الحب الافتتاني..الوقوع في حب الآخر من أول نظرة، وكأن قلبك يقول لك:(هذه هي التي أبحث عنها العمر كله). وهذا النوع من الحب.. لا يدوم في الغالب، لأن الدافع فيه يكون جنسيا وأن الشغف فيه يضعف او ينطفئ بتكرار اشباع الرغبة الجسدية.
نظرية مثلث الحب
هنا علينا أن لا نخلط بين الحب والاعجاب، فالاعجاب يتضمن التقدير الايجابي والاحترام للآخر وشيئا” من العاطفة، أما الحب فهو العاطفة كلها مصحوبة بالتقدير والاحترام. والأهم أن الحب يختلف نوعيا” عن الاعجاب.. فأنت قد تعجب بشخص ولكنك لا تسعى الى الزواج منه، فيما يكون الهدف من الحب هو الزواج.
في رأيّ.. أن أفضل نظرية سيكولوجية في الحب هي نظرية مثلث الحب وفيها يرى أن للحب ثلاثة مكونات، هي:
الحميمية: وتعني الجانب الانفعالي للحب، وتتضمن الاحساس بالقرب والارتباط الوثيق بالشخص الذي تحبه وتكلمه عن خصوصياتك وتبوح له بأسرارك، (يعني انفعالاتك من تشوف حبيبك).
والعاطفة: أي تلك الحالة من الشغف التي توقد فيك مشاعرك الرومانسية والتجاذب الجسدي والرغبة الجنسية.
ثم الالتزام: وهذا يمثل العنصر العقلاني المتحكّم بالعلاقة على المدى القريب واتخاذ القرار بقبولها من حيث المبدأ، والالتزام برعاية المحبوب والاهتمام به على المدى البعيد. ومن دون الاعتراف بحب الآخر وقرار الالتزام بالعلاقة معه، فأن الحب لا يكون مكتملا حتى لو توفر العاملان السابقان..الحميمية والعاطفة اللذان يتوافران في الحب الناجم عن العشرة والصداقة.
شرط الحب الناجح
وعلى وفق هذه النظرية فأن شرط الحب الناجح هو الذي تتوافر فيه هذه العناصر الثلاثة..الحميمية والعاطفة والالتزام. لكنني لاحظت وجود حالات كثيرة بين الأزواج والزوجات.. الحب بينهم من النوع الفارغ: (يعني لا حميمية موجودة..لاعواطف موجودة..لا مشاعر لا انفعالات.. كلها ماكو.. بس التزام موجود. الزوج يكد ويكدح وقائم بواجبه حسب الأصول، والزوجة تغسل وتنظف وتطبخ حسب الأصول.. أما المشاعر والعواطف والغزل.. فقد قرأوا عليها السلام!.. مثل برميل مي ونشف) وهذا هو الحب الفارغ.
ويبقى الحب الرومانسي.. وهذا له حكاية تستحق أن نجعله يغرّد بها في مقالة قد يفاجئكم عنوانها!