السفرات الصيفية… سياحة واستجمام

455

ترجمة وإعداد : آلاء الطائي عن موقع اوركيد انترناشنال سكول /

تتجلى أهمية السفرة الصيفية بكونها تمثل فرصة ذهبية لطلبة المدارس لبناء أنفسهم روحياً وثقافياً وأخلاقياً، وتجدد قواهم الذهنية لمواصلة الدراسة في العام القادم بثقة أكبر.
تثني كلّ الدراسات النفسية على أهمية السفرة للراحة النفسية، وأن فوائدها جمّة، فمن الصعب أن يعمل العقل البشري بدون راحة وبدون ترفيه، لذا فإن الإجازة الصيفية مطلوبة للفصل بين العمل أو التعليم والعودة للعمل والتعليم مرة أخرى. الشعوب المتقدمة تولي أهمية كبيرة للعطلة الصيفية، لذا نجدهم يستثمرون العطلة الصيفية في الراحة والاستجمام ليبدعوا في عملهم ودراستهم بعدها. كما تبرز أهميتها في تعزيز علاقات قوية مع أفراد عائلتك وأطفالك، كما أن من الممتع دائماً التخطيط للعطلات العائلية، للتخلص من التوتر والضغط، ومساعدتك في تكوين ذكريات مع أفراد عائلتك.
ذكريات العطلات الصيفية تبقى في البال مدى الحياة
يؤكد العديد من خبراء الاجتماع على أهمية العائلة كمحور سعادة لكل إنسان، فمن خلالها نتمكن من القيام بالعديد من الاعمال اثناء العطل الرسمية أو الاحتفال بحفلة تخرج لأحد الأبناء او احتفال بعيد ميلاد، وما إلى ذلك. بعد كل شيء، الأسرة هي وحدة واحدة لجعل حياتك تبدو سعيدة ورائعة. من أجمل الذكريات العائلية التقاط الصور ومقاطع الفيديو مع أفراد العائلة. ستكون هذه الذكريات فريدة إذا قامت العائلة ببعض الأنشطة كالغناء والرقص معاً.
كما يرغب كل طفل في الحصول على ذكريات وتجارب لا تُنسى خلال العطلة الصيفية، وينعم الأبوان خلال العطلة بذكريات جميلة يعتزون بها طوال حياتهم ويخبرون أطفالهم بقصتها يوما ما، سردك لأطفالك ذكرياتك عن العطل الصيفية هو أحد الطرق الجيدة للتواصل مع أطفالك ومنحهم أحلى ذكريات العمر.
تمضية وقت ممتع مع عائلتك
خلال العطلات العائلية المعتادة، او عطلات نهاية الأسبوع القصيرة، يقوم الجميع بأنشطتهم بشكل منفصل بعضهم عن بعض، اما في رحلة العطلة الصيفية فنشاطات الأسرة تكون مشتركة عادة، فيقضي الآباء اوقاتاً ممتعة مع أطفالهم، إذ تساعدهم أجواء العطلة الصيفية على الخروج في مغامرة أو نشاط مناسبين للعائلة، ما يساعد أفراد الأسرة على التقارب والتواصل فيما بينهم.
تخلصنا من التوتر
إن تمتعك بعطلة صيفية مع أفراد عائلتك يساعدك وأفراد أسرتك في التخلص من التوتر والشد العصبي اللذين تعانون منهما في حياتكم اليومية. فالعطلة الصيفية فرصة ممتازة لأفراد الأسرة للاستمتاع والاسترخاء مع العائلة. كما يمكنك اختيار الوجهة السياحية أو الأنشطة التي يمكن لجميع أفراد عائلتك الاستمتاع بها.
تحفزك على زيادة إنتاجيتك
أحد أهم الأسباب التي تجبر الأمريكان على عدم الاستمتاع برحلة هو عدم قدرتهم على أخذ إجازة من العمل. لكن الأبحاث تظهر باستمرار أن أخذ إجازة صيفية يمكن بعدها أن تجعلك أكثر إنتاجية في العمل.
في الواقع، تظهر العديد من الدراسات أن الاستخفاف بالعطلة والانغماس بالعمل المستمر يمكن أن يعرقل حياتك المهنية عن طريق التسبب في الإجهاد والإرهاق والمرض والاكتئاب. كل هذا يمكن أن يضعف بشكل كبير مقدرتك على التركيز والإبداع وإكمال المهام، بالتالي، قد تتعطل كامل مسيرتك المهنية، وقد يجري تجاوزك في العلاوات والترقيات في مجال عملك.
توسيع الوعي الاجتماعي للأطفال
عندما يسافر الأطفال خارج بلدهم يتسع فهمهم للعالم. فسيرون كيف يعيش الناس في مجتمعات أخرى، التي قد يصعب عليهم فهمها من الناحية النظرية، ويكتشفون عالماً مختلفاً عن عالمهم ويتعلمون أن الناس يختبرون الحياة بطرق مختلفة. يساعد السفر الأطفال أيضاً في فهم أنه على الرغم من أن الناس قد يبدون ويعيشون مختلفين، لكننا أيضاً متشابهون في نواح كثيرة.
يعلّم السفر الأطفال أيضاً التعاطف والرحمة. لا يدرك العديد من الأطفال كم هم محظوظون بوجود بيت يؤويهم ، ولقمة تسد رمقهم. إذا اصطحبتهم الى بلد أقل نمواً، فيمكنهم أن يروا مباشرة أنه لا ضرورة من امتلاك بعض التقنيات المتطورة، يمكن أن يساعد ذلك في تشجيع الامتنان لما لديهم والتعاطف مع محنة الآخرين.
في استطلاع رأي للمعلمين أجرته جمعية سفر الطلاب والشباب (SYTA) ، أفاد غالبية المعلمين أن الطلاب الذين سافروا أبدوا تسامحاً وحساسية متزايدة تجاه الآخرين. ووجدت الدراسة أيضاً أن الأطفال الذين سافروا كانوا أكثر ميلاً لأن يكونوا منفتحين ولديهم تعبير أفضل عن النفس من الأطفال الذين لم يسافروا.
يمنح السفر الأطفال فرصاً للتفاعل مع الآخرين الذين يختلفون عنهم ، ما يعزز مهاراتهم الاجتماعية والشخصية. هذه المهارات ليست مهمة فقط للحياة، ولكن أيضاً للتنقل في مساحة العمل العالمية والمتعددة الثقافات التي سيدخلونها عندما يكبرون.