الشريكة السرية حق رجولي أم انانية وجحود؟
آمنة عبد النبي/
يُقال بأنّ عاطفة الزوج المنكسرة، كالخلايا النائمة لانّها تظل على موعد مع القفز المُقلق خارج اطار الحياة الزوجية لاستعادة صحوتها الجنسية والعاطفية المتأخرة؟ لكن هل حقاً ان شعلة المودة والتأجج الروحي الذي كان يحرق بالأمس القريب الأخضر واليابس في الجيوب والقلوب سيتحول مع الأيام الى كواليس باردة ينزوي خلف عزلتها الموحشة زوجان يتحاوران بلغة الصمت المطبق والاشارة والرسميات المملّة.
فراق ولقاء
حرب خاسرة وجدل زوجي عقيم حسمه اخيراً بزوجة ثانية اعتبرها نقطة التحول المهمة في حياته، يقول (مصطفى زبون 35 سنة) مكملاً اعترافه الصريح جداً: ضقت ذرعاً من برودة عواطف زوجتي وجهلها بابسط احتياجاتي كرجل طوال سنوات زواجي المشؤوم والتي بت العن حظي فيها ألف مرة فلقد مللت افهامها مسؤوليتها كزوجة وامراة وانثى، ولطالما كنت اخرج معها بعد كل نزاع وانا اقول بداخل نفسي هذه المرة ستتعظ وتتنبه لحقيقية الصمت الذي بدأ ياكل حياتنا، ولكن من دون جدوى مع تلك الزوجة العنيدة وحتى عندما ولد طفلي الأولى وبعده الثاني والثالث لم افقد الأمل، وقلت عسى ان يتغير الحال ولكن اسمعت لو ناديت حياً، بل هل تصدقيني اذا قلت لكي بان وجود الأطفال زاد الطين بلة كما يقولون اذ عمدت الى الاهتمام بالأطفال وجعلت حجتها بهم، فاصبح البيت بمرور السنوات اشبه بفندق يجمع زوجين على الورق. والغريب ان اي خلاف بيننا سواء كنت انا السبب فيه أم هي تجدينها مباشرة تنام في غرفة وانا في غرفة واعتقد ان هذا السبب والأسباب الأخرى كفيلة بدفع اي رجل نحو التفكير باتجاه امراة أخرى وهو ماحدث فعلا حينما التقيت بفتاة صدفة وارتبطنا بعلاقة لمدة ثلاث سنوات كنت اشعر بها برغم بعدها بانها هي الزوجة والحبيبة والصديقة لدرجة جعلتني قبل ثلاثة اشهر اقوم بالتحضير وتهيئة الأجواء الخاصة بي وبعائلتي كي اتزوجها رسمياً، واذا ما واجهت معارضة من قبل اهلي وزوجتي وهذا شيء متوقع فساضعهم أمام الأمر الواقع واتزوجها.
انانية وظلم
ظلم كبير للزوجة حتى لو كانت مقصرة أو قاصرة الفهم فلو كان الزوج هو المتسبب بما يدعيه المتحدث قبلي فهل ياترى ستطلب الزوجة التفريق أو هل تفكر بشخص غيره طبعا هذا محال. رد نسوي لايقل حدة عمن سبقه جاء بين طيات غضب الزوجة (صبيحة علوان 37 سنة) قائلة: اغلبهم ناكرو جميل وعشرة وزاد وملح كما يقال فهل من المعقول بان اي خلاف بين زوج وزوجة يبيح للرجل ان يتجه للأخريات، علماً ان تلك الحجة هي ذريعة لهجر الزوج لزوجته والتمتع بحياته بعد ان مل حياة الزوجة المسكينة والمنشغلة ببيته وأطفاله وهم المعيشة.
وتضيف صبيحة: أنا أرى ان في هذا ظلما كبيرا للزوجة حتى لو كانت مقصرة او قاصرة الفهم وانا اقرب مثال على ذلك فلقد سئمت من تحجج زوجي باهماله واهتمامي بالأطفال فقط، تلك الحجج التي اصبح يأخذها كل سنة ذريعة للاتباط بغيري واخر واحدة كان سيتزوجها بالفعل لولا حدوث عارض علماً انه سرق مجوهراتي واشترى بثمنها مهراً لتلك اللعينة وحينما انتهى الموضوع لم اهتم لاجل ان ابقى حريصة على اطفالي المساكين، أما هو فتباً له ولايهمني سواء تزوج أم عشق أم حتى ذهب للجحيم.
عذر وحيرة
لست الأولى ولا الاخيرة التي ترتبط برجل متزوج ولكن مشكلة هذا الشخص هو انه لايزال بين نارين نار قدرته على مواجهة أهله ونار مواجهة زوجته اللاابالية، كان ذلك جواب الأنسة (ميساء حسين 29 سنة) حينما قالت: منذ سنة وانا مخطوبة شفوياً لرجل متزوج ولا أنكر حبه لي وحبي له حيث تعلقنا ببعضنا علما ان طريقة ارتباطنا وتعارفنا بدأت من ناحيته، فهو الذي كان يشكو اتساع فجوة الاختلاف بينه وبين زوجته التي له منها ثلاث فتيات والتي جاء اقترانه بها تلبية لرغبة أهله، اقتنعت مع الأيام بكلامه وعذرته ووجدت فيه الصدر الحنون والقلب الذي افتقده من سنوات فاتفقنا على الزواج، وقدمت له من ناحية موافقة أهلي تنازلات كثيرة مع أنني واثقة من نيته الجادة للارتباط بي، وكل شيء يسير بطريقة سليمة وليست لدي مشكلة من وجود زوجته فلست الأولى ولا الأخيرة التي ترتبط برجل متزوج. لكن مشكلة هذا الشخص هو انه لايزال بين نارين نار، قدرته على مواجهة أهله وزوجته والتي الان وبعد علمها بالارتباط بي ونيته الجادة للزواج بي ادركت بانها خاسرة وتحتار ماذا تفعل للتفريق بيننا وعلى الرغم من ان انتظاري طال والكل يعلم بانني الزوجة المفضلة والحقيقية وهو شيء لايشعرني بالحرج فبحث الرجل عن الحب والحنان خارج اطار بيته هو دليل وعلامة على انه فاقد لتلك الأشياء العاطفية الروحية والجسدية ولولا ذلك الفقدان فانه لايضطر الى البحث عن عشيقة أو زوجة ثانية.
تفكك وفراغ
المتخصص الاجتماعي (حيدر كاظم) اعتبر ان القضية مسؤولية الجميع ولكل حالة اسبابها ودوافعها حتماً حينما قال رأيه: غالبية الرجال الازواج في مجتمعاتنا ليس أمامهم خيار سوى البحث عن حنان وفردوس مفقود حينما يشعرون بان الزوجة والشريكة التي كانت تعج بالحياة والرومانسية والدلع في فترة الخطوبة تحولت الى زوجة لاتحمل أي معنى من معاني الزوجة والانثى وهي هنا لاتترك خياراً امام الزوج سوى البحث عن حبه المفقود وحنانه المتبخر خارج الاطار الزوجي. وللاسف فأن الكثيرات في مجتمعاتنا النسوية لايدركن قيمة الغذاء الروحي وخصوصية الفراش الزوجي والجسدي، انما يعتبرن القضية حاجة وقتية وباهمية محدودة، علما ان غالبية التفككات الزوجية والفراغات الزوجية حتى من ناحية المرأة وليس الرجل فقط تجدين ان سببها هو الجهل المطلق احياناُ باهمية ذلك الجانب واذا ما ارادوا اكتشاف السبب فسيكون بعد فوات الاوان أو دخول طرف ثالث على الخط للاسف. وهنا أدعو كل زوجين يعانيان من تلك الحالة الى أن يجلسا جلسة مفتوحة وضمن مكاشفة نفسية وروحية صادقة مدعومة بالاعتراف من كلا الطرفين بالتقصير والخطأ والعتاب وذلك لافراغ محتوى تلك العقد عن ذهنيهما وفتح صفحة جديدة بمواثيق وعهود صادقة ومن دون تلك المكاشفة والمصارحة النفسية لن يصلا الى أي نتيجة، بل ستوسع رقعة الخلاف وقد تفضي مع الأيام في نهاية المطاف الى الطلاق أو البحث عن أخرى ستتربع بمرور الأيام على قلب الزوج.