العلاج بالكتابة فضفضة نفسيّة
د.حميد يونس اختصاصي الطب النفسي والعصبي /
لا شك في أننا جميعاً نمر بيوميات حادة وأوقات عصيبة من جراء الالتزامات والضغوط التي تحيط حياتنا من كل جانب، ناهيك عن التجارب السيئة والحوادث المريرة التي تصادفنا في تقاطعات القدر. وقطعاً يبذل كل واحد منا جهده لتجاوز المشكلة وإعادة التوازن الى حياته، لذا تساعدنا الكتابة العلاجية في تجاوز لحظات عصيبة لمواقف معينة عشناها وشعرنا خلالها بالقلق والاضطراب، مواقف تعرضنا لها سابقاً كان لها تأثير على حياتنا الحالية، ولاسيما إذا كنا نعاني من ضعف الثقة بالنفس وقلة تقدير الذات.
مثلاً، اكتب عن (ماذا حدث) و(كيف كان رد فعلك تجاه موقف معين) و (كيف كان يوم عيد ميلادك)، وغيرها من الأمور السطحية، ولكن بعد مدة من الممارسة ستجد أن المواضيع التي تكتب عنها ستصبح عميقة جداً، ولها أبعاد أخرى أكثر من كونها تفريغاً لما يجول في خاطرك.
إن الكتابة بعمق، واتخاذها كطريقة علاجية، تتطلب منك وقتاً لكي تستطيع أن تفصح عن كل مشاعرك وتجعلها على الدفتر، فاليوم الأول ستكون الرؤية سطحية، لكنك لو عدت الى نفس الموقف لاحقاً، فسوف تلاحظ أنك ستكتب عنه بعمق أكبر، إذ ستدخل أكثر إلى ذاتك. لذلك خذ وقتك ولا تستعجل وحاول أن تتقبل كل المشاعر التي سوف تحس بها وقت الكتابة، لأن بعض الأمور ستشعرك -من خلال الكتابة عنها- بكثير من الغضب أو الحزن أو الاستياء.
وهنا، سأشارككم بعض المواضيع التي يمكن أن تكون بداية للكتابة العلاجية:
* اكتب عن مواقف مررت بها.
* عن امتنانك لشخص معين أو لموقف ما.
* عن قائمة مهامك وأهدافك الأسبوعية والشهرية.
* عن طموحاتك.
* عن مخاوفك تجاه أمر معين وكيف ستواجهه.
* عن علاقاتك وكيفية تأثيرها عليك بشكل إيجابي أو سلبي.
* ناقش اقتباساً أعجبك وأعطِ رأيك فيه.
* لخص ما قرأته بالأمس.