الغيرة قد تدفع للانتقام!

540

ترجمة: آلاء فائق /

الشعور بالغيرة قد ينتابنا جميعاً، وقد نحس به في كل مكان من حولنا. فثمة غيرة ما بين الأقارب والمنافسين والمحبين، وثمة غيرة تتولد بين زملاء العمل. من الطبيعي أن نشعر بالغيرة أحياناً، فنحن جميعاً بشر، لكن علينا عدم المبالغة فيها، للحيلولة دون تدمير كياننا الشخصي، الذي قد يدفعنا للانتقام من زملاء العمل الناجحين، إذ يولد التعامل غير الصحيح مع الغيرة في مكان العمل انخفاضاً في سقف الإنتاجية وتصبح البيئة غير صحية.
أسباب الغيرة
هناك جملة أمور تقود إلى نشوب نار الغيرة بين الموظفين، لكن صاحب العمل النبيه يعرف كيف يتفادى نشوبها ومنها:
الترقيات
على الرغم من أن الترقيات جزء ضروري في أية بيئة عمل، لكن عندما يشعر العمال أن مديرهم تجاهلهم بالترقيات وخصَّ بها من هم أقل تأهيلاً منهم، فهنا لا تتولد أجواء غيرة ففط، بل ستصبح أجواء العمل ثقيلة لا تطاق. فإذا توجب على المدير ترقية أحد موظفيه ممن لديه خلفية عمل مشابهة لبقية زملائه، فعليه تفادي إشعال مشاعر الغيرة لديهم من خلال شرحه لمؤهلات زميلهم –المرقّى- مع اقتراحه طرقاً تمكن موظفيه من زيادة فرصهم بالترقيات مستقبلاً، كالحصول على مزيد من التدريب أو زجهم في مهام أكثر صعوبة.
المحاباة
لدى أصحاب العمل دائماً موظفون معينون يشعرون بالراحة معهم ويجمعهم بهم المزيد من القواسم المشتركة. فرغم أنك قد تحب موظفاً أكثر من غيره، لكن يتوجب عليك معاملة جميع الموظفين بمساواة وتجنب سياسية الكيل بمكيالين. خذ بآرائهم جميعاَ، بدل الاعتماد على فئة مختارة منهم كل مرة لإرشادك. يمكنك بسهولة منع نشوب الغيرة بجعلهم جميعاً يشعرون بأن أفكارهم هي موضع تقدير واعجاب لديك.
قلة العمل الجماعي
غالباً ما ينمو الاستياء والغيرة عندما يتلقى فريق من الموظفين معاملة خاصة دون غيرهم. فقد تضطر مجموعة من الموظفين باستمرار للبقاء إلى وقت متأخر، بينما يُسمح لمجموعة أخرى بالمغادرة في الوقت المحدد. إن تأكيد الحاجة للعمل الجماعي يرفع سقف الإنتاجية، ولاسيما عندما يعمل الجميع كفريق واحد بدلاً من توجيه أصابع الاتهام ومحاولة تفوق بعضهم على بعض.
ضرورة فهم أرباب العمل للغيرة
تعد القدرة على فهم وتفسير المشاعر، ولاسيما المشاعر “السلبية”، مهارة بالغة الأهمية في مجموعة أدوات القائد. ويعد تجاهل قادة العمل للحسد والغيرة أمراً محفوفاً بالمخاطر، إذ يلعبان دوراً مهماً في سلوك أعضاء الفريق وجودة العمل وتفاعلات الزملاء.
الغيرة تعزز السلوكيات الهدامة
تظهر الأبحاث أنه عندما يشعر الناس بالغيرة، فإنهم يكونون أقل استعداداً لمشاركة المعلومات ويصبحون أكثر عرضة للانخراط في التخريب والسلوكيات الاجتماعية الهدامة. فتجدهم غالباً ما يمتنعون عن مساعدة الآخرين ويكونون أقل انفتاحاً مع الفريق وينسحبون من عملهم، ما يؤدي إلى انخفاض الأداء.
تحدث الغيرة والحسد عندما يكون هناك تصور بعدم المساواة بين الموظفين، أو عندما يشعر الناس بالحاجة إلى التنافس على الموارد. على المستوى الفردي، أظهرت الدراسات أن أولئك الذين يتمتعون بتقدير أكبر لذاتهم هم أكثر عرضة لاستخدام الغيرة والحسد كقوتين تحفيزيتين، لكن الأشخاص الذين يعانون عصابية أعلى يعتبرون الغيرة أمراً مرهقاً ويسعون للتخفيف من مشاعر عقدة النقص لديهم من خلال تقويض مكانة الأفراد الآخرين في المؤسسة.
الغيرة المهنية هي عاطفة طبيعية وجزء من كينونة الإنسان، لكن عندما تبرز رأسها القبيح في مكان العمل، يمكن أن تكون العواقب وخيمة، وبينما يتفق علماء النفس على أن مشاعر الحسد والغيرة مختلفة، إلا أنها مرتبطة ارتباطاً وثيقاً من حيث كيفية رؤية الناس لتجاربهم في مكان العمل وكيفية إدراكها وتأطيرها.
تقييم النظم
تحدث جميع المشاعر داخل السياق التنظيمي وتتأثر بثقافة الشركة. على عكس الغضب، لا توجد طريقة مقبولة اجتماعياً للاعتراف بغيرة وحسد الآخرين. أن يعترف المرء بأنه يشعر بالغيرة يعني أنه كشف عن مشاعر عميقة بالدونية. داخل مكان العمل، يمكننا خلق بيئة تدعم الاستجواب النشط وتتيح مساحة للكشف عن مشاعر عدم الكفاءة.
كما تساعد أنظمة إدارة وتقييم الأداء العادلة والإجراءات الموحدة في تقليل الغيرة. غالباً ما نفترض خطأً أن المنافسة تزيد من الدافع. في الواقع ، يمكن أن تعزز الغيرة المشاعر السلبية، إذ تولد بيئة عمل خائفة وخجولة. يمكن أن يساعد ضمان التخصيص العادل للموارد وتنفيذ نظام يدعم تعاون الموظفين والعمل الجماعي في تقليل الحسد وثقافة الغيرة.
طرق بسيطة
الطريقة الأولى للتعامل مع الغيرة في مكان العمل هي تشخيصها، فلا يمكنك محاربة شيء غير مرئي أو أنك لا تعرف حتى أنه موجود.
ركِّز على قدراتك
إذا كنت تشعر بالغيرة من زملائك في العمل، ركز على نفسك وتوقف عن مقارنة نفسك بهم، لتفادي غيرتك نحوهم ارتقِ بذاتك وطور مهاراتك في العمل لمنافستهم، أما إذا كان زملاؤك يشعرون بالغيرة نحوك، فمن الأفضل تجاوز غيرتهم للحيلولة دون خلق أجواء مشحونة. كلنا مختلفون وكلنا لدينا نقاط ضعف وقوة، فلا داعي للغيرة من نجاح الآخرين، فقط ركز على تطوير ذاتك، لتكون بنفس مستواهم، لا بل حتى أعلى منهم.
تجنَّب التباهي
تجنب التباهي والتفاخر بنفسك وبنجاحاتك أمام الآخرين، كما لا تُعر بالاً للأشخاص الذين يتفاخرون بنجاحاتهم أمامك. انظر لنجاحك على كونه جزءاً من نجاح مؤسستك ولا تنظر إليه من زاوية شخصية فردية.
تفادَ التخطيط العدائي
لا تدع الغيرة تأخذك إلى نقطة تجعلك تخطط فيها بالنيل من الآخرين، أما إذا أدركت أن شخصاً ما يشعر بالغيرة نحوك ويضمر لك سراً نوايا لجعلك تفشل في عملك، فثق بأنه شخص سلبي يحمل افكاراً سامة، وعليك تجنبه لراحة بالك.
الغيرة تشوِّه علاقات العمل
الغيرة في مكان العمل هي عاطفة إنسانية تنشأ عندما يشعر زملاء العمل بالغيرة من زميلهم المتميز، فتتولد لديهم أفكار بعدم الأمان أو القلق بشأن أهميته وقيمته في المؤسسة. الغيرة في مكان العمل تخلق ضغطاً على العلاقات وتسبب المشاكل. قد يساند المدير أحد عماله على حساب آخر، ما يؤدي إلى النميمة في المكتب والتخريب، وحتى التنمر.