المخاض الم وصدمة وفرحة في النهاية

888

ترجمة: ثريا جواد – عن الغارديان /

تعاني الأمهات بنحو عام من آلام ما يسمى (المخاض) وبطريقة مؤلمة وصعبة في الأوقات التي تسبق الولادة (المعجزة). تحدثت مجموعة من النساء من جميع أنحاء العالم أوشكن على الولادة قائلات إنها قصص موضوعية ومؤلمة ومدهشة في الوقت نفسه، والمخاض صدمة وأمل لكل الأمهات..
ها هنا نستمع إلى قصصهن المختلفة ومعاناتهن والحديث عن تجربتهن كجزء من مشروع مستمر لتقديم العون والمساعدة لباقي الأمهات.
حديثو الولادة
تقول ريتشيل: الولادة هي (المعجزة) أليس كذلك؟ ينمو شخص آخر بداخلك ثم يخرج من جسمك ويعيش حياته الخاصة، وتضيع قصص ميلادنا عندما يتم وضع الأطفال حديثي الولادة بين أيدينا، ليس هناك وقت لنلقي نظرة إلى الوراء.. فكما هو صدمة هو أمل ومثير للاهتمام أيضاً، فلماذا لا نفسح مساحة أكبر للحديث عن المخاض، وتتابع ريتشيل: «ذهبت إلى الحمام وأخذت بعض حبوب الباراسيتامول المسكنة وعدت للفراش، بعد مدّة وجيزة لاحظت نزول الدم، فقررت أنا وزوجي «ديف» أنه من الأفضل الاتصال بالمستشفى والقابلة التي قالت إنه من الأفضل القدوم لإجراء الفحص، وعلى أساسه يكون قرار الولادة. كان الألم يصيبني كل 3-5 دقائق ويدوم 45 ثانية ومع هذا الوضع، كما تقول، نسيت أن الولادات الأولى تتطلب 24 ساعة، وتستدرك ريتشيل: «كانت الساعة السادسة والنصف صباحاً حين وصلنا المشفى، وبعد فحصي أعلنت الممرضات حالة ولادة بعد نزول المادة المخاطية للرحم. فبدت لي غرفة الولادة بسريرها مريحة جداً للنظر، مقارنة بفوضى عمال البناء في المنزل، فاقترحت القابلة أن ننتظر قليلاً من الوقت الإضافي وكان هذا ما أردت سماعه».
عملية قيصرية
سيما (42 عاماً) من لندن قالت: لقد اخترت إجراء عملية قيصرية ، ما أثار إزعاج ممرضة التوليد، فحتى اللحظة الأخيرة حاولوا إقناعي بالولادة الطبيعية، لقد استأت من ذلك لأنهم جعلوني أشعر أنني لا أستطيع اتخاذ قرارات بشأن جسدي، وقد كنت وما زلت أشعر بالصدمة عند ولادتي الأولى قبل ثلاث سنوات، شعرتُ برعب شديد وبعد انتظار 12 ساعة مرهقة، نُقلتُ إلى غرفة العمليات لإجراء عملية قيصرية طارئة، لم أتحدث إلى أي شخص كثيراً عما حدث، لأنه ما يزال يزعجني. لقد مررت بتجربة مروعة في المرة الأولى ولم أستطع تكرارها، وكنت متلهفة لمعرفة ميلاد طفلي الذي لم يولد بعد وفي الليلة التي سبقت دخولنا المستشفى أخبرت ابنتي بأنها ستقابل أخاها أو أختها في اليوم التالي واجتاحتني حالة من التوتر والذعر، فقد شعرت أن يدي الخبير الاستشاري تتجول بداخلي لقد كان إحساساً غريباً، لكنه لم يصبني بأذى، وبعد 15 دقيقة، ولدت ابنتي آمي واينهاوس، طلبت رؤيتها وكانت مغطاة بالدم والسوائل وما تزال متصلة بالحبل السري، أخذت أنفاسها الأولى ودخلت في بكاء هائل، وما تزال لدي ندبة خرجت منها ابنتي. هذا لا يزعجني، أشعر أن هذا جزء من حياتي وجزء من جسدي، وهذا ما قمت به.
لن أنجب مرة أخرى!
تقول أنيتا (38عاماً) من غانا: أمي كانت معي عندما جاءتني آلام المخاض في منتصف الليل، وبدأت أشعر بألم شديد أخبرتني أمي بعدم الصراخ لتوفير طاقتي أثناء الولادة، لقد ساعدتني على الهدوء مع التنفس العميق، وكان ذلك صعباً لأنني شعرت بأن شخصاً ما كان يقطع معدتي بسكين، وتماماً كما بدأت في الضغط، أخبرتني القابلة إنها يجب أن تذهب بي إلى مكان ما ولكنها لم توضّح الى أين، كنت في حيرة من أمري وأدركت أنني على وشك الولادة – لم أفهم سبب اضطرارها لتركي وحدي، لكنني لم أستطع التحدث بسبب الألم. وبعد بضع دقائق، اضطررت إلى الصراخ على حارس خارج الغرفة لاستدعائها لأنني لم أستطع الصمود مدة أطول، وعندما عادت ساعدتني بقوة وحينها وُلدت الطفلة، أعطتني القابلة إياها وأنا متحمسة للغاية، وكانت ابنتي تحدق في وجهي، وصل زوجي من أكرا في ذلك المساء. كانت طفلته الأولى ولم يستطع تمالك نفسه، كان يلمسها بحماس شديد على وجهها لدرجة أنني اضطررت إلى تحذيره، “يا صديقي لا تلمسها هكذا” وأخبرت زوجي أنني لن أنجب مرة أخرى. لكن هذا قد تغير مع مرور الوقت وأنا الآن أتوقع قدوم طفلي الثالث الشهر المقبل.
من الجدير بالذكر أن انيتا تدعمها منظمة WaCHAG ، وهي منظمة تعمل على الحد من وفيات الأمهات في غانا.
طفلنا كان ميتاً
جيسيكا ساوثمبتون (32 عاماً) هي الأخرى تروي تفاصيل مخاضها المؤلم إذ قالت: لقد كان إدراكاً هادئاً وبطيئاً لم تستطع القابلة سماع دقات قلب صغيري، جلست هناك أنظر إلى وجه زوجي ولا أعرف ماذا أفعل، ثم نُقلنا إلى غرفة خاصة للعائلات التي تعاني من فقدان طفل، وأعطتني القابلة قرصاً لبدء عملية تحريض المخاض وكان علينا أن نذهب إلى المنزل وننتظر يومين، أخذت 5 جولات من التلقيح الاصطناعي للوصول إلى هناك وكنت في إجازة أمومة عندما استيقظت من غفوة وأدركت أن الطفل لم يكن يتحرك. عندما شعرت بقدميه وضغطت عليهما، إذ عادة ما شعرت بركلة سريعة وأدركت انني ما زلت أحمل ابننا ليو. كان ما يزال يحفر في أضلاعه ويقطع الطريق، لكنني شعرت أنه قد مات، الكل كان يواسيني وكان كل شيء مجهولاً وثمة الكثير من الخوف في نفسي، عودتي إلى المستشفى بمثابة راحة وتعاطيت الكثير من الأدوية المستخدمة التي تحث على الولادة الحية وبعد 12 ساعة من العمل، ولد ابني (ليو) وذهب معه كل خوفي، كنت أظنّ أنه مات، لكنه معنا وهو آمن الآن.. أخبرت أمي بأنني اشعر بسعادة غامرة وفرحة لا توصف وأحد الأشياء التي كنت أتطلع إليها هي التقاط الصور معه.