المخدرات في بيوتنا.. خرابٌ وهروب!

222

افتح قلبك

صفحة تُعنى بالمشكلات الأسرية التي تصل المجلة عن طريق البريد الإلكتروني أو أرقام هواتف المجلة نضعها أمام مجموعة من المتخصصين بقضايا الأسرة والمجتمع لإيجاد حلول لها.
المشكلة…

عرضت (الأم الحائرة) في رسالتها التي بعثتها إلى صفحة (افتح قلبك)، مشكلتها العائلية الملغومة بالمخاوف والمجهول، إذ تقول:
أنا سيدة متزوجة ولي ثلاثة أبناء، بنتان وولد، أعاني كثيراً من سوء معاملة زوجي معي ومع أبنائي، فهو يضربني ويشتمني لأتفه الأسباب، إلى درجة تكرر فيها خروجي غاضبة من بيتي إلى بيت أهلي، الذي يضم أمي وأخي، إذ أن والدي متوفى. لكني بعد فترة، وبتأثير الضغوط، أعود من أجل أبنائي. لكني في هذه المرة اكتشفت أن الخراب صار أكبر من كونه خلافات عائلية، فقد اكتشفت أن زوجي مدمن مخدرات، وأن إدمانه أوصله إلى الانحراف، إذ أصبح يحضر معه صبية مراهقين إلى البيت، وعندما أسأله عنهم يقول لي “إنهم أصدقائي!”
لم أعد أطيق الحياة معه، وخوفاً على أبنائي من شذوذه قررت الانفصال عنه والعيش في بيت أهلي، حيث وفرت لي أمي غرفتين في الطابق العلوي من البيت لاستقر فيهما مع أبنائي. ولكي لا أكون ثقيلة أو عبئاً على أحد، فقد بدأت أعمل من داخل البيت لأعيل نفسي وأبنائي، وعزلت نفسي تماماً حتى في المأكل والمشرب والمصروف. وأنا على هذا الحال منذ ثلاث سنوات. لكني اكتشفت مؤخراً أن ابني، الذي هو في سن العاشرةِ، كان يذهب إلى والده في البيت ليسأل عنه، وفي مرة حين عاد قال لي إنه رأى –في بيتنا- طفلاً في مثل عمره، أو أكبر منه بقليل، يلبس ملابسي النسائية الخاصة بالنوم ويتجول في البيت أمام الأب، وهنا منعت ابني من الذهاب نهائياً إلى والده خوفاً عليه من الانحراف.
وبعد فترة سمعت أن زوجي قد سجن بسبب الإدمان على المخدرات، إذ جرى إخبار الشرطة عنه من قبل الجيران. لكني فوجئت بعد فترة بزيارة والدة زوجي وأحد إخوته، يطلبون مني العودة إليه، وأنهم قد عالجوه من الإدمان، وأنه عاد طبيعياً وهو نادم على ما قام به من أعمال سيئة. طبعاً رفضت بشدة، لأني لم أعد استطيع أن أتقبله كزوج، ولأن كل تصرفاته السابقة كانت تتراءى لي أمام عيني، لكن ضغط أمه وأخيه على أمي جعلها تحاول إقناعي بالرجوع إليه، وتقول إن لديك ابنتين هما في حاجة إلى أب، الآن ومستقبلاً. أنا مازلت رافضة العودة، إذ لم أعد في حاجة إليه، لأني اعتمدت على نفسي وتركته حفاظاً على أبنائي. فهل أسمع كلام أمي وأعود إليه؟ أم أبقى مصرة على عدم العودة، أنا بانتظار ردكم بفارغ الصبر.
الحل…

د.شيماء العباسي، اختصاص علوم نفسية وتربوية، أجابت على المشكلة قائلة:
أختي الغالية، جُزيتِ خيراً على سنوات الصبر المُرّ مع هذا الرجل، وأشدّ على يدك لكونك إنسانة قوية وشجاعة، أنقذت نفسك وأبناءك من الانحلال الأخلاقي، وأنا مع قرارك الحاسم بعدم الرجوع إلى هذا الزوج، والاعتماد على نفسك في العمل، فعليك الثبات، على الرغم من كل الضغوط، لأن الحياة مع مثل هذا الزوج مستحيلة، حفاظاً عليك وعلى أبنائك، لأن هذا الرجل، بما ابتلي به من إدمان المخدرات وسوء الخلق والفجور، في واد والأخلاق في واد آخر.
لهذه الأسباب أنصحك بعدم الرجوع إليه، فإن الله (عز وجل) شرّع الطلاق لإنهاء الأوضاع التي تؤدي إلى إهدار الحقوق، فالطلاق أحياناً يكون الحل الأمثل لمثل هكذا حالات صعبة. لذا أنصحك عزيزتي صاحبة المشكلة بأن تنظري إلى المستقبل وألا تلتفتي إلى الوراء، بل اعتمدي على نفسك بقوة، وطوِّري عملك، واهتمي بأبنائك، وتابعي دراستهم ومستقبلهم، لأنهم السند الحقيقي لك بعد الله (عز وجل)، وهم مستقبلك الزاهر الذي سوف تتفاخرين بهم أمام الجميع. وأخيراً أتمنى من الله أن يفتح أمامك أبواب الراحة والطمأنينة والخير الوفير، وأن ينور طريقك وطريق أبنائك.. إنه سميع مجيب.