انتقال الكواكب البطيئة

200

علي البكري- باحث فلكي /

نعيش هذه الأيام فترة زمنية مختلفة على الصعيد الفلكي، إذ انتقلت ثلاثة كواكب بطيئة الحركة في فترة زمنية متقاربة، وهذا يعد مؤشراً جديداً في إيقاع البنية الكونية، إذ يمثل هذا الانتقال ظروفاً كونية جديدة على صعيد الطبيعة والمناخ والاقتصاد والسياسة والدين والتكنولوجيا. وحتى عادات وتقاليد المجتمعات سوف يصيبها التغير تدريجياً، فوجود بلوتو في الدلو من يوم (24-3—2023) الذي سيمكث (20) سنة يعني أن العالم يذهب باتجاه التطور التقني السريع، ويتحول هذا العالم إلى مجتمع إلكتروني رقمي خلال هذه الفترة الأكثر ابتعاداً عن قيم الروح والإنسانية أيضاً، مع انتقال كوكب زحل يوم 7-3-2023 إلى برج الحوت، وماذا يعني وجود زحل في برج الحوت؟
إذ يعد برج الحوت المنزلة الفلكية الأخيرة في (الزودياك) الفلكي، التي تعنى بشؤون النهايات والطبيعة والسجون وأماكن العزلة كدور العجزة والمنفى والمعتقلات السرية والمصحات النفسية والمستشفيات العليا. كما تعني تكوينياً قوة المياه وتأثيرها، كالسيول الجارفة والتسونامي والتقلبات الجوية والرطوبة. كذلك علينا توقع تغيرات كبيرة على صعيد الحياة العالمية، بما يعني أن هناك مناخاً سياسياً دولياً جديداً يكثر فيه الانحلال والتزمت، كما يعزز هذا الوجود العودة إلى الهدوء في الجانب الفني، وأيضاً العودة إلى الزراعة الطبيعية.
الكثير من المتغيرات النفسية المرتبطة بالوهم والخيال سيكون لها صدى، إذ يظهر الكثير من القصص الخيالية والاستغراق في الخيال العلمي حول المخلوقات الفضائية. وما يحيط بهذه القصص هو بداية لترويج مفاهيم وقيم دينية جديدة خلال هذه السنتين. مع انتقال كوكب المريخ إلى برج السرطان ذي الطبيعة المائية في 25-3-2023. أبرز التوقعات التي قد ترافقنا على الصعيد التكويني الطبيعي هي وجود كوكب المريخ في مجموعة السرطان المائي، الذي له تأثير تكويني على كل ما ينتمي إلى الطبيعة المائية، حيث تشير الساعة التكوينية إلى تغيرات مناخية، فعند وجود المريخ في برج السرطان يرتبط ذلك بالتقلبات الجوية المفاجئة، إذ سوف يشكل كوكب المريخ زاوية 60 درجة مع كوكب زحل، وهنا سنشهد تغيرات مناخية واضحة، منها عودة قوة الطبيعة في نموها، وسقوط الأمطار والرطوبة والرياح، وقد نشهد شتاء أطول أو ربيعاً أكثر أمطاراً، فقوة الطبيعة المائية هي التي ستفرض إيقاعها. .