برعاية الوالدين.. مساعدة الأطفال على التعامل مع التغيير والضغوطات

1٬154

ترجمة: آلاء فائق /

نحن نعيش في عالم متغير باستمرار. وتيرة التغيير فيه تكاد تكون أسرع مما كانت عليه في أي وقت مضى، المنتجات والعمليات الجديدة متوفرة باستمرار ومعدل تعرضنا لمعلومات جديدة في تزايد مستمر. بعض من التغيير يمكن أن يكون ساحقاً أحياناً. في بعض الأحيان، نحن قادرون على حماية أطفالنا من الكثير من التغييرات الحاصلة في حياتنا، ولكن في كثير من الأحيان قد لا نتمكن من حمايتهم. إذا كان هذا التغيير ساحقاً بالنسبة لنا، فكيف يكون شعور الأطفال حياله؟ وإن كان هذا التغيير مجرد تغيير يومي “عادي”، فماذا بشأن التغييرات الكبيرة غير المتوقعة؟
التعرض للإجهاد
معظمنا، وخاصة الأطفال، نقدر مستوى “التشابه والرتابة” في حياتنا، لكن هذا لا يعني أننا لا نتقبل الجديد او غير المألوف، مع أن معظم الناس يميلون بطباعهم للمزيد من الرتابة أكثر من التغيير. يحتاج الأطفال لمزيد من الوقت لمعالجة جميع المعلومات التي يتعرضون لها ليقدرون الروتين اليومي والتكرار أو قد يتعرضون للإجهاد. إنهم على يقين أنهم لدى وصولهم لمنازلهم سيحظون برعاية أبويهم. الأم والأب سيهتمون بتحضير وجبة العشاء لهم، فتجتمع الأسرة لتناول الطعام، ثم هناك الحمّام وقبل النوم يتنعمون بسماع قصتين من أمهاتم.
التعامل مع التغيير
لدى الأطفال حدس متنامٍ على إمكانية التنبؤ بأحداث اليوم الروتينية. فكيف إذن نساعدهم على التعامل مع التغيير – كل من التغييرات الكبيرة (قدوم طفل جديد للعائلة، مرض عائلي، الانتقال لمدرسة جديدة) والتغييرات الصغيرة (أطعمة إفطار جديدة، روتين صباحي جديد، او حتى انتعال أحذية جديدة)؟ تعلّم كيف يمكنك مساعدة طفلك على التكيف مع التغييرات، كبيرها وصغيرها في الحياة، كما حاول أن تحدّ من توتره وشده العصبي نتيجة لحصول تغيير ما في مسار حياتكم وافهمه مدى اهمية التغيير في حياتنا.
نصائح لمساعدة الأطفال
• لا بأس من إعطائهم تحذيراً مسبقاً. قم بمناقشة شيء من قبيل: “نعتقد أن المنزل القريب من المكان الذي تعمل فيه ماما سيكون أكبر وأجمل من منزلنا هذا. ما رأيك لو نذهب لرؤيته معاً. هل ستساعدنا في اختيار المنزل؟
• حافظ على نفس الشيء قدر الإمكان. أثناء حصول تغيير كبير في العائلة، كأن ترزق العائلة بمولود جديد، حاول الحفاظ على نفس القدر من المرونة. على سبيل المثال، لا تحاول فوراً نقل طفلك من غرفتكم الى غرفة أخرى، لأن الغرفة لا تتسع لطفلين، ولا تتيحوا جلّ اهتمامكم بالمولود الجديد، بل على الوالدين التحوط قدر المستطاع لمراعاة نفسية طفلهم الكبير.
• حاول الإجابة على جميع أسئلة الطفل واعتمادا على عمره، فقد يكون لديه الكثير من الأسئلة. ابذل قصارى جهدك للرد عليها جميعاً، حتى لو كررها عدة مرات، لا ترده.
• توقع أن يحدث بعض التراجع. في أوقات التغيير، قد يتراجع الأطفال عن سلوكياتهم السابقة. على سبيل المثال، قد يتراجع الطفل الذي تم تدريبه على استخدام المرحاض بصورة صحيحة ويرتكب بعض الأخطاء. هذا أمر طبيعي، ما عليك سوى التحلي ببعض الصبر معه.
• تقبل حزنه كذلك. قد يمر طفلك بعملية تشبه لحد كبير الحزن وكأنه بالانتقال لمنزل جديد يبحر بمياه جديدة. كما عليك أن تكون صبوراً معه في حال الانتقال لمدرسة جديدة وما يحمله هذا الانتقال من تغيير لطلاب ومعلمين. لا تكن سريعاً جداً في صرف الانتباه عنه، وفي النهاية، شجعه وذكره بكل إيجابيات التغير الجديد.
حرية الاختيار
خلال أوقات التغيير، فإن غمر الأطفال بالقليل من الاهتمام الإضافي سيساعدهم على التعامل مع التوتر بشكل أفضل. خطط لشمول طفلك بساعة أو نصف ساعة كل أسبوع باهتمامك كي يتآلف مع فكرة التغيير. من المهم استخدام وقت اللعب للمساعدة في تنمية فكره. دع طفلك يختار النشاط أو اتبع ما يريده. على سبيل المثال، إذا أراد طفلك الرضيع إسقاط لعبة يلعب بها مراراً وتكراراً من مقعده المرتفع ، فاسترجعها واسمح له بإسقاطها مرة أخرى.
او قد يرغب طفلك الذي هو دون سن المدرسة بصناعة وخبز البسكويت معك. ابحث عن الوقت للقيام بذلك ودعه يقوم بدور نشط بهذه العملية حتى لو جعل المكان كله في حالة فوضى. سيكون لذلك أثر في كيفية مساعدته على التعامل مع التغيير؟ اغمر طفلك بالمزيد من الاهتمام وتحليك بالصبر سيساعده على فهم أنه رغم أن بعض جوانب الحياة في تغيير مستمر، إلا أن حبك ورعايتك له يظلان ثابتين.

عن موقع/ برايت هورايزن، فريق تعليم الآفاق المشرقة