بعد الطلاق.. تعافي المرأة نفسياً والمضيّ إلى حياةٍ سعيدة

916

ثريا جواد /

قد يكون الطلاق صدمة كبيرة ومفاجئة للكثير من النساء عند حدوثه، ومما يؤثر سلبياً على نفسيتها وتوازنها في بادئ الأمر وتصبح حياتها باردة وأقل أثارة من السابق وربما تتعرض للعديد من الانتقادات والتساؤلات. وعليه فإن على المرأة أن لا تستسلم أبداً وتفسح المجال لليأس أن يتغلغل إلى داخلها، ومن الضروري جداً فتح صفحة جديد وطي أوراق الماضي واستعادة الثقة من جديد كي تتمكن من المضي قدماً نحو المستقبل والتأقلم مع الوضع الجديد.
نساء مختلفات كانت لهن قصص عن الطلاق وآثاره السلبية والإيجابية على حياتهن:
لوحات زيتية
تقول (ندى عبد العزيز)، مهندسة ديكور: انفصلت عن زوجي منذ أربع سنوات بعد أن عشت معه أكثر من 12 عاماً قضيتها على مضض معه، ورزقت منه بولدين، كنت أتحمل بخله الشديد طيلة سنوات زواجنا على الرغم من أنه مهندس ووضعه المادي جيد، لكنه بخيل إلى درجة مقرفة، ولا أريد أن أعكس بخله هذا على أولادي الذين يحرمهم من أبسط الأشياء. اتفقنا على الطلاق وكانت فترة حرجة بالنسبة لي ولأولادي، لكني تدريجياً بدأت أتأقلم على وضعي الجديد ولجأت إلى هوايتي القديمة التي أعشقها وتمنحني الاسترخاء، وهي الرسم بالألوان الزيتية الذي تركته منذ سنين طوال بسبب انشغالي بالعائلة، وبالفعل بدأت أتعافى شيئاً فشيئاً، فالرسم أصبح هو عالمي الجديد ومنحني ثقتي بنفسي والمتعة في آن واحد.
شجار دائم
(هبة عادل – 30عاماً)، بائعة زهور،عانت هي الأخرى من زواجها التعيس، كما وصفته، ومشاجراتها المستمرة وكثرة الخلافات مع زوجها إذ تذكر: استمررت أتحمل فشل زواجي لمدة عشر سنوات من أجل ابنتيَّ الصغيرتين بعمر الزهور، وبعد أن وقع الطلاق الذي كان من المفترض أن يحدث من فترة طويلة، فالحياة لا تنتهي بمجرد الانفصال، كما تقول، وعندها فكرت في أن أشغل نفسي بشيء جديد أعشقه ألا وهو حبي واهتمامي بالزهور التي تبعث الأمل في النفس البشرية، وبالفعل افتتحت محلاً صغيراً لبيع الزهور وأصبح لدي الآن العديد من الزبائن والأصدقاء والحمد لله تجاوزت محنتي.
الشريك الآخر
أفصحت (ميادة عدنان – 32 عاماً)، تعمل كوافيرة في أحد مراكز التجميل، عن سبب انفصالها عن زوجها الذي كان يغار ويشك في كل شيء وأن لحظات السعادة لا تستمر، قالت: تحملته بما فيه الكفاية لمدة خمس سنوات وانفصلت عنه بمحض إرادتي وحينها قررت أن لا أرتبط مرة ثانية برجل آخر، ولن أفتح قلبي لأي رجل لخوفي الشديد من الفشل مرة أخرى، ولكن شاءت الصدف والأقدار أن التقي برجل آخر يختلف تماماً عن الزوج الأول، وفتحت له قلبي من جديد وتم الزواج والحمد لله كانت ثقتي وإيماني به في مكانها المناسب لأنه يدعمني ويساندني في جميع الظروف، وجعلني أتخطى فشل زواجي الأول والشعور بالاستقرار العاطفي والنفسي.
الرياضة سر الحياة
تذكر (بان باسم – ربة بيت): أن قرار انفصالي عن زوجي أمر محتوم لابد منه، لأنه كان يخونني طيلة أعوام الزوجية التي دامت لمدة ثلاث سنوات، عشت خلالها في حالة من الحزن والألم بسببه وبسبب تبريراته غير المنطقية، وأصبحت فريسة سهلة للأمراض والآلام، وحين انفصلنا عشت فترة عصيبة وظروفاً لا أحسد عليها وأصبحت لا أقوى على فعل أبسط الأمور، لكن بفضل إحدى الصديقات التي نصحتني بأن أذهب الى (الجم)، أي النوادي الرياضية، لأنها الوسيلة الصحية لإخراج كل الطاقة السلبية التي في داخلي. وحقيقة هذا العمل أعطاني القوة وممارستي للرياضة منحنتي الطاقة والحيوية التي كنت أفتقدها.