تغيرات تكوينية مقبلة..

120

علي البكري- باحث فلكي /

تحدثنا كثيراً منذ سنة 2019 عن الظاهرة الفلكية التي تشكلت، التي قد لا يعرفها القارئ الكريم. وهنا نصل إلى حافات انتهاء هذه الظاهرة التي تحدث كل عشرين سنة، إذ يجتمع أكبر كوكبين في مجموعتنا الشمسية في برج واحد، أو في برجين متجاورين نتيجة تفاوت سرعة دوران الكوكبين حول الشمس.
وهذا هو سر بقاء هذه الظاهرة لفترة أربع سنوات، فهي بمثابة إيذان بتغيرات مقبلة تمس حياة الشعوب، فمرة تأتي معها الحروب، ومرة الانقلابات أو موجات الأوبئة والأمراض، وهذا ما حصل في آخر ظاهرة، حين اجتاحنا وباء كورونا الذي حصد ملايين البشر على وجه هذه المعمورة، مع تغيرات تمس الكثير من حياة البشر عبر أحداث التغير قسراً سلباً أو إيجاباً.
هنا تكمن قوة وسر هذه الظاهرة. فمنذ الأزل لم تخطئ هذه الظاهرة -مرة واحدة- في إحداث التغيرات الإجبارية، وها نحن نصل إلى مرحلة حاسمة من التغيرات التي حصلت قبل أسابيع عبر تغير الزوايا التكوينية، وهذا مؤشر على اكتمال مشهد التغيرات وانعكاسها علينا في جوانب كثيرة منها (المناخ والجوانب الاقتصادية والسياسية والدينية والاجتماعية). إنها صبغة جديدة لم نعتدها.
بل إنها بداية لقوانين جديدة سوف نقوم بتنظيم حياتنا وفق قوانينها. وهنا المطلوب منا هو تقليص الفارق بين جيل القيم الفلسفية وبين جيل التقنيات والبرمجيات، لأن الفرق كبير نفسياً ومادياً واجتماعياً، إذ سيشعر عشاق الرومانس والهدوء صعوبات التأقلم مع هذا الواقع الجديد التركيبة مع موجات البشر المرتبطة بهذه التغيرات، في حين سينجح أصحاب النظرة المشرقة والفكر الهندسي التقني، وسيصعب التفريق بين جيل الشباب والشابات نتيجة التغيرات التي ستطرأ كل حين في موضوع الجمال وعمليات إعادة الشباب.
إنه عالم اقتصادي لا حدود بين البشر فيه، وحتى فوارق اللغة سوف لن تكون مشكلة، وهنا سيتساوى الإنسان ذو التعليم البسيط مع صاحب أرفع الشهادات العلمية، وسوف يبقى سلاحك الأمثل هو معرفة الله والتمسك بإنسانيتك والاحتفاظ بأخلاقك لأنها طوق النجاة في هذا التغير المدهش للحياة.