جائزة دفتري و القراءة عندما يجتمع شمل الأسرة حول كتاب!

667

إيفان حكمت /

هذا ما قالته الطفلة في قلبي وأنا أحكي قصة ما قبل النوم (ريم قيس كبة) “دعوة لنا، نحن الكبار، كي نكون مع الأطفال فنقرأ لهم ومعهم، ويقرأون لنا ومعنا، فيكون عام 2016 عام محبة وقراءة وإبداع”، هذا هو الشعار الذي انطلقت منه الفنانة العراقية والباحثة في شؤون الطفل (انطلاق محمد علي)، قبل نحو عام، في مبادرتها “دفتري والقراءة 2016″، حيث اسهمت معها في المبادرة النبيلة مجموعة من دور النشر المختصة بشؤون الطفل في العراق والعالم العربي إضافة لعدد من المهتمين والباحثين والكتّاب المختصين في هذا المجال، متبرعين بجهودهم ليعم مبدأ العطاء والإسهام في إدخال الغبطة إلى قلوب الاطفال. هذا ما يطمحون إليه كمقابل لجهودهم وتبرعاتهم.

مبادرة

في حديثها لـ»الشبكة»، تقول انطلاق محمد علي إنها «أطلقت المبادرة لإنقاذ العلاقة بين الأهل والأبناء التي باتت فاترة جداً بسبب مشاغل الحياة، ودخول الأجهزة الذكية الى كل تفاصيل حياتنا، حتى جعلت كل فرد من الأسرة يعوم في عالم منفصل عن عالم الآخر. وحاولت من خلال القراءة أن أجمع مجدداً أفراد العائلة في عالم واحد.”

وبرغم تشجيعها للتقدم التكنولوجي ووصفه بأنه “الحاضر والمستقبل”، لكنها توضح أن “قراءة الكتب والتشجيع عليها بذات الوقت يقودان الى استعمال التكنولوجيا بالشكل الأمثل.»

بغداد تقرأ

الجائزة الأولى، التي هي عبارة عن مكتبة صغيرة للأطفال تحتوي على مجموعة من الكتب المهمة المقدمة من رعاة للمبادرة، فاز بها طفلان من العراق هما (باشق حيدر فاضل) الذي يقف على أعتاب عامه السادس، و(إيليانا عطيل علي) ذات العامين، بالإضافة إلى ثلاثة أطفال آخرين من البحرين ومصر والسعودية.

وحول فوز طفلين عراقيين بالجائزة الأولى تقول انطلاق: إن “بغداد وبرغم كل شيء ما زالت تقرأ، كما بقية العالم العربي، فجلوس الأهل مع أطفالهم للقراءة لنصف ساعة في الأقل كفيل بأن يغير الكثير بكل الأبعاد: النفسية، والفكرية، ومستوى العلاقات، والوعي، والثقة بالنفس، وما الى ذلك من الإيجابيات.”

القراءة للجنين!

وتتحدث انطلاق عن حلم راودها لسنوات خلال عملها في حقل الطفولة وهو القراءة للجنين، وأخيراً، تؤكد أن حلمها قد تحقق. وتشير إلى أنه فاز معنا في المسابقة رضيع من المغرب لم يتجاوز شهره الثالث بجائزة(الأم الحامل والجنين). وتقول انطلاق إنها إضافت جائزة خاصة للمسابقة، وهي جائزة التحدي الخاصة بالعوائل والأطفال الذين يعيشون ظروف الحرب والإرهاب والنزوح. موضحة أن”طفلة مهاجرة من سوريا تبلغ 6 أعوام، هاجر أهلها الى تركيا بسبب الحرب الدائرة في بلدها

ثمرة المسابقة

(أم باشق)، الفائز بالمسابقة من العراق، تقول «للشبكة»: «تمكنا من الاستمرار بمشاركاتنا طوال شهور السنة لأن باشق أبدى الاهتمام بالاستماع للقصص التي كنا نوفرها ونقرأها له، وجاءت المبادرة كحافز إضافي للاستمرار بالقراءة. وقد لاقى الدعم من طرفنا، نحن الأهل، لإيماننا بأن القراءة مهمة جداً لبداية رحلته المعرفية،
وتضيف أم باشق «نحن مستمرون في القراءة وتشجيع باشق أكثر بعد حصوله على مجموعة رائعة من القصص الهادفة الجميلة برسوم بديعة وألوان زاهية وصلتنا بالبريد من دور النشر الداعمة للمبادرة، وبدأ بمحاولة القراءة بنفسه بعد ان كان يستمع لما نقرأه له.»

فوز الأبناء..فوز الآباء

وتؤكد أم باشق أن ابنها «بدأ باختيار القصص التي يود قراءتها بمساعدتنا لأنه بدأ يتودد أكثر لبعض شخصيات القصص التي يختارها ويطلب إعادة قراءتها بعد فترة، وذلك لحبّه للشخصية أو طريقة رسم الشخصية.»

وتتابع أن «فكرة المبادرة جذبتنا كثيراً ولم نكن نتوقع الفوز لكن برغم ذلك شاركنا، لأن فكرة المشاركة بحد ذاتها كانت هي هدفنا الأساس. إن فوز باشق هو فوز لنا كوالدين، وكحافز للاستمرار بما بدأنا به.»

وعن الجائزة، عبّرت ام باشق قائلة «كانت طرود الجوائز التي وصلتنا مُرضية لباشق ولنا وكانت ثمرة جميلة نتسلمها بعد جهد سنة حيث كانت كحلم يتحقق في تشجيع جيل المستقبل على حب القراءة والمطالعة. أما ملاحظاتنا الإيجابية فيجب علينا أن نسعى، نحن المشاركين والمساهمين الحاليين، لإيصال فكرة المبادرة لأكبر عدد من الأصدقاء والأهل لحثّهم على المساهمة بالمسابقة للأعوام المقبلة.»

شخصية الطفل

رسام كاريكاتير رائد ومن أوائل رسامي مجلة مجلتي وجريدة المزمار المعنيتين بالطفل يقول لـ»الشبكة» إن «الرسم للأطفال لا يقل أهمية عن النص، بل أنه أهم في حال الفئات العمرية الصغيرة جداً، وله تأثيره الكبير في نفوسهم ومخيلتهم وحتى أدائهم، فلكل فئة من الفئات العمرية للطفل نمط رسم خاص بها، فمثلاً في حال الفئة العمرية الصغيرة جداً والتي تتراوح بين ثلاث أو أربع أو خمس سنوات يجب أن تتسم الرسوم بروحية الطفل، فتكون الألوان بسيطة وبمساحات كبيرة وتغلب عليها رسوم الحيوانات وعدم المبالغة بالتفاصيل.»

أطفال وألوان

ويضيف بكري أن “المعايير التي يجب أن يتبعها الأهل قبل شرائهم الكتب لأطفالهم تتضمن مراعاة الفئات العمرية، فلايجوز شراء مجلات وكتب تحتوي العنف والمغامرات السريعة في مشاهدها، فالطفل سوف لن يفهمها ولايتفاعل معها لأنه لايزال في مرحلة تعلم واستيعاب كل شيء جديد عليه، والسنوات الأولى هي ما تقرر مصيره وبناء شخصيته، فالعنف سيظل مطبوعاً في ذهنه ومستقراً في عقله كمعلومة ثابتة ويحاول تقليدها بأقرب فرصة.”