حفلات الزفاف الباهظة مبالغ فلكية يتحملها العرسان

802

ترجمة: ثريا جواد عن صحيفة ميترو /

تعدّ الأعراس المتباهية والباهظة التكاليف هي القاعدة الأساس لحفل الزفاف في الثقاقة الآسيوية، وهي فرصة لدعوة جميع الأصدقاء والعائلة من كلا الطرفين للقاء والاحتفال بهذا الحدث. وقد تشترك دبابات الجيش، والفيلة، والخيول، وكميات وفيرة من الزهور؟
لديهم جميع الأدوار في حفلات الزفاف ويصبح العرس أكثر من مجرد نزوات (العريس والعروس). إنها علاقة جماعية مذهلة تجمع بين مجموعات كبيرة من الناس مثل العائلة الممتدة للعروس وأن إضافة الصديقات والزملاء الى قائمة الضيوف قد تزيد عن شخص.
مبلغ فلكي
عادة ما يستمر حفل الزفاف الآسيوي عدة أيام وليس ليوم واحد فقط. وبالطبع يحتاج كل هؤلاء الضيوف المدعوين إلى مكان للذهاب إليه وإلى طعام لتناوله، ولا عجب إذن أن مثل هذه الأعراس والتي يمكن اعتبارها متوسطة بالنسبة لعائلة من جنوب آسيا تعيد الناس إلى ما يصل إلى 50000 جنيه إسترليني. ولكن في إفريقيا، وفي نيجيريا مثلاً، تعد صناعة الزفاف من الأعمال المزدهرة التي تساعد الاقتصاد على الازدهار حيث يمكن أن يتراوح متوسط تكاليف الزواج بين 3 ملايين نايرا (6 آلاف جنيه إسترليني) إلى 50 مليون نايرا (106 آلاف جنيه إسترليني)، في حين أن معظمنا يمكن أن نتفق على أن هذا هو مبلغ فلكي من المال للإنفاق على حدث واحد ، والسؤال هو هل تدوم ثقافة حفلات الزفاف الباهظة؟ ومن أين يحصل الأزواج على كل هذه الأموال؟ ولماذا يتم دعم هذه التقاليد الباهظة الثمن؟
المملكة المتحدة هي الأغلى
تم إصدار تقرير جمعته كل من The KnotوWeddingWire وBodas.net في وقت سابق من العام 2019، أظهر أن المملكة المتحدة هي خامس أغلى دولة في العالم تستضيف حفل زفاف، لكن هذا الرقم لا يشمل شهر العسل أو خواتم الخطبة والزفاف بالقياس ما متوسط تكاليف الزفاف في بعض البلدان الأخرى مثل ايطاليا، فرنسا، المكسيك، البرازيل والأرجنتين. وفي مقال نشرته صحيفة “ميترو” ذكر الكثير من الرجال الصعوبات المالية المقدمة من سداد حفلات الزفاف الكبيرة، وعلّق أغلبهم أن الأمر كان مجرد إرضاء الآخرين ويشعر الأزواج بأنه يتعين عليهم تقديم حدث لا يصدق، وإلا فإنهم يخاطرون بالتعرض للعار بسبب الإقصاء نظراً لأن هذه الاحتفالات الصاخبة أصبحت شائعة ويحاول الكثيرون تفوق بعضهم على البعض الآخر، أو على الأقل مطابقة لمستواهم حتى لو كان ذلك يتجاوز إمكاناتهم المادية.
فواتير ضخمة
بعض حفلات الزفاف مفتوحة للجميع وباهظة الثمن وتحظى بشعبية كبيرة في الثقافة النيجيرية وعدد المدعوين من الضيوف قد يصل من مئات إلى الآلاف (لكن الحاضرين يثقلون العروس أيضاً بفواتير كبيرة)، وتعد مراسم الزفاف مهمة للغاية حتى أنه يوجد موقع إخباري يحتوي على قسم مخصص للزفاف.
البذخ هو مجرد جزء من الثقافة، وأبسط مثال على ذلك عندما تزوجت مولادي أسونرامو هذا العام، فقد كان لديها احتفالان رئيسان وفقاً لعادات اليوروبا، كانت المناسبة مذهلة لدرجة أنه كان على حراس الأمن في المبنى أن يغلقوا الباب لمنع الناس من الدخول الى حفل الزفاف، وتضيف مولي: أنا وزوجي نحب الجمع بين الناس وبالتالي فإن فكرة إقامة حفل زفاف كبير لم تكن بعيدة عن عقولنا، كان لدينا الكثير من الأشخاص الذين كانوا على استعداد للمشاركة وتقديم المساعدة والحمد لله ، كما قام والداي أيضاً بدفع نصف تكاليف حفل الزفاف.
فستان سهرة أحمر
قد يجد المسلمون، الذين يأملون في الزواج، أنفسهم في مفترق طرق مماثلة: الإسلام يعلمنا أن الأفضل (أفضل ما في الزيجات) ما هو أكثر بأسعار معقولة، ولكن الثقافة تملي على أن الزواج يجب أن يكون له شأن كبير إذا أرادت العروس الهندية “صبي راني” أن تبقى وفية لجذورها الإسلامية وأن يكون لها شأن صغير تحدده عقيدتها تمكنت هي وشريكها من إبقاء التكاليف أقل من 500 جنيه إسترليني. وتقول راني: “دفعت 55 جنيهاً استرلينياً عن فستان زفافي، كان لدي فستان سهرة أحمر مصمماً حسب الأسلوب الذي أردته، ارتديت الكعب الذي اشتريته بالفعل، ولا سيما ليوم الزفاف, و60 جنيهاً إسترلينياً لفنان الماكياج و 25 جنيهاً إسترلينياً للحناء والباقي أنفقته على الطعام الذي شاركت فيه كلتا العائلتين، والناس الوحيدون الحاضرون هم العائلة والأصدقاء المقربون، وكانت تكلفة يوم الزفاف ضئيلة للغاية، وهو قرار اتخذته أنا وزوجي من أجل ضمان توافق الزواج مع القيم الإسلامية”، بحسب قولها.