زوجات يتحولن الى ملكات جمال قبل السحور

375

آمنة عبد النبي /

هل العلاقات الزوجية تبرد حقاً في شهر رمضان؟ ويخفت حماس الرجال في الذهاب إلى عش الزوجية متذرعين بالوقت وأمور أخرى؟ .. أحقاً أن السيدات اللائي يهملن هذا الفراش طوال السنةِ يتحولنَ فجأة إلى ملكاتِ جمالٍ وإثارة قَبْلَ السحور على فرض أن العلاقات الحميمة المُقيدة بالوقتِ والتمنعِ والاحراج هي الاكثرُ إغراءً وجاذبيةً لكلا الطرفين؟!
“الشبكة” أدارت حلبة الجدل و”الاتهامات” ما بين النساء والرجال.. وخرجت بهذه الحصيلة من الآراء….
هروب وأنانية
بعض الرجال يتذرعون بالصيام مُكابرة، توجّه نغم اتهامها وتوضح: “إن جوهر الرغبة في العلاقة الزوجية هو إظهار الرجل لشوقه وحميميته قبل ساعات الإمساك حتى ولو ادعاءً، لذلك فإن التفكير في وقت العلاقة مُستفز لكثير من النساء والأفضل أن يأخذ السرير وضعه الطبيعي حتى لو استمر الجفاف بين الأزواج شهوراً. تعتقد نغم أن الرجال بحسب تعبيرها “عبارة عن مخلوقات مزاجية وسريعة الملل”، ويجدون في رمضان فرصة للتملص من واجباتهم تجاه زوجاتهم. على أن الرجل يخرج مع أصدقائه ويسمر ليلاً ولا يبذل أي مجهود في البيت، كل ما في الأمر أنه عذر لهجر فراش الزوجية.
تأويلات ومحاذير
“خيالهن لا يكف عن التأويل، فهل يُعقل أن يعيش الرجل مع زوجته طوال شهور السنة ويملّ منها جنسياً في رمضان”؟!..
ردُ فعلٍ حادٌ ومباشر من المهندس “جميل حسين”.. الذي امتعض من فكرة اتهامهم بالقصور السريري، قائلاً:
الصيام يُحرجنا نحن الرجال والآباء لأن وقت العلاقة الحميمية يسبق السحور بساعاتٍ قلائل، هذا الإرباك يشكل لنا حرجاً لا سيما مع العائلات المتكدسة مع عيالها، ولذلك قد يضطر المرء إلى هدر فرصة الممارسة حتى لو سنحت، لأنَّ الوضع الحياتي غير المستقل يجعل أنظار جميع من في البيت تتجّه نحو من يستحم قبل الإمساك وما يتبعه من تأويلات جنسية وتفسيرات نعدّ إدخالها في أذهان أبنائنا وبناتنا المراهقات محظوراً ويفتح أدمغتهم على محاذير نحن في غنى عنها.
غرائز مُقيدة
وتذهب غيداء مطر بعيداً في تفسير غير واقعي لتململ بعض الأزواج وتلكؤ تواصلهم الحميم مع زوجاتهم، وتعتقد مطر أن القضية نفسية لشطب حسابات الملل، لأن الأجساد كما الاشياء تُترك لتذهب نحو ما تنجذب له، لكن الصدمة حينما يكون السرير بيننا متشابهاً ولا فرق فيه سواء أكان ذلك قبل رمضان أم بعده، إذن لا علاقة لرمضان بكل هذا، العلّة الجنسية في مزاجية الطرفين تؤكد مطر.
ويرفض صلاح علي تحليلات النساء بشأن نظرية إسقاط الفرض الجنسي في العلاقة الزوجية، ويرى أن بعض النساء يتحولن إلى ملكة جمال العالم مع أنها عاشت مع زوجها ربما عشرين سنة أو ثلاثين أو أكثر، والأجمل ردّة فعلها حين تتمنّى أن أكون بهذا الشوق طيلة شهور السنة، ربّما لأنَّ العلاقة الزوجية المُقيدة تكون أكثر جمالاً وإغراء.
هرمونات وصحة
تتأثر الوظيفة الجنسية في رمضان بشكل مختلف، لأن الرغبة بممارسة العلاقات الحميمية لها تفسير سايكولوجي وفسيولوجي، يشرحه الطبيب العراقي د.خالد ميرزا المُقيم في روسيا، إذ يقول: صحياً، ممارسة الجنس في رمضان، يكون قبل أذان الفجر، لأن هرمون “الاوكسيتوسين” وهو المسؤول عن التحفيز الجنسي والمشاعر سيكون في أعلى مستوياتهِ عند المرأة بهذا الوقت، وكذلك هرمون “التستوستيرون” المسؤول عن تحفيز الرغبة الجنسية لدى الرجل سيكون في أعلى مستوياته، ومما لا شك فيه أن هنالك علاقة وثيقة ما بين ممارسة الجنس والسعادة في كل شهور السنة، بضمنها رمضان لخصوصيته، لكن يجب أن نأخذ في الحسبان أن الصيام يسبب الجوع والعطش الشديدين لمن اعتاد شرب المياه القليلة، وعليه فسيؤثر سلباً في نفسيته وغريزته، لذا يتوجب مراعاة الإكثار من شرب الماء لخلق حالة توازن جنسية ملائمة.
مزاجية وغذاء
من مستشفى مدينة “اوبسالا” السويدية، شاطرتنا المتخصصة العراقية في مجال “المايكروبايولوجي” وكل ما يخص الفطريات والأمن الغذائي (زينب عبد الرزاق) قائلة:
مراعاة النظام الغذائي الغني بالبروتينات والكاربوهيدرات في شهر الصيام مهم جداً لإنعاش الوظيفية الجنسية على أن يحذر أصحاب مرض السكري حذراً شديداً، لكن بنحو عام ليس هنالك أي مانع صحي من ممارسة الجنس بعد الافطار، إذ يستعيد الجسم قواه، مع مراعاة اتباع نظام غذائي يلبي حاجة الجسم بالبروتينات والكاربوهيدرات والدهون والأملاح والمعادن مثل اللحوم والرز والخبز، مع التأكيد على الإكثار من شرب الماء لأنَّ الجفاف مضر جداً من الناحية البدنية والمزاجية أيضاً.
تقارب وإثارة
“العزوف عن الممارسة الجنسية في مواردها الطبيعية، يشير إلى خلل اجتماعي أو نفسي أو هرموني”
هكذا جاء رأي الباحث الانثروبولوجي (د. يحيى حسين) في تلك الجدلية مواصلاً حديثه:
على وفق التقويم الديني للطقوس والشعائر الدينية، ينقسم الوقت في شهر رمضان إلى قسمين نهاري وليلي، إذ مُنع في النهار الأكل والشرب والاقتراب من النساء، بينما أبيح في الليل كل ذلك، ويبين القرآن الكريم ذلك في قوله تعالى: (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إلَى نِسَائكُمْ).. و”الرفث” هنا بمعنى التقارب والحميمية بين الرجل والمرأة نظراً إلى طبيعة العلاقة والعاطفة والغريزة التي أوجدها الله بينهما، أما الاثارة المُفرطة أثناء رمضان فتُشير إلى الاهتمام بالمتع الجسدية ولا سيما في ليل رمضان، الذي سيمنعه فجر النهار (الزمن الثقافي) من التماهي والاندماج، فهو إذن جري مع الزمن قبل انحساره وأفوله، وما عملية تجميل الجسد إلا محاولة لاستعادة الزمن أو الابقاء عليه.