زوجي يعنفني

344

المشكلة…
ش.د، امرأة ثلاثينية متزوجة ولديها ثلاثة أولاد.. أرسلت إلى المجلة مشكلتها:
نشأت في بيت متزمت جداً تجاه التقاليد والنساء بالذات، حيث كل شيء محجوب عن المرأة، فلا خروج ولا صوت منها يسمع، مع اعتقاد أنها لا تخرج إلا إلى قبرها، سواء من بيت أهلها أو زوجها، إضافة إلى أنه مصير أخواتي، إنه لا طلاق نهائياً حد الموت مهما حصل.. دعوت الله أن أتزوج ليكون حالي غير حال.. أملاً في تكوين عائلة أعوض فيها حرماني وسوء معاملتي لأعتني بزوجي وأولادي. إلا أنني، ما إن تزوجت، حتى بدأت اكتشف وحشاً مريضاً ينبض داخل زوجي..
فهو إن غضب مني لأي سبب تافه يضربني بشدة، ولا يكتفي بذلك، بل يكون عقابه لي في كل مرة أن يقص شعري!.. ألم ومرارة ينتاباني لما تعرضت له، بلا أهل أستند إليهم، ولا زوج يمكن العيش معه بسلام، ولاسيما أن أولادي بدأوا يكبرون ويدركون ما يفعله بي أمامهم.. كيف أصل إلى حل مع زوجي.. أخبروني؟

الحل…
أجابت أستاذة علم النفس، د. شيماء العباسي، صاحبة الشكوى المرسلة بقولها:
سيدتي الفاضلة، أنت إنسانة قوية وشجاعة، لأنك طرحت معاناتك أمام الجهات التي ستقدم لك النصيحة والحلول العملية..
عليك أن تحاولي فتح حوار مع زوجك، لتوضحي له أن ما يقوم به من تعنيف لا يجلب سوى الحقد والكراهية، لأن المرأة عندما تختار شريكاً لحياتها، تختار السند والقوة والحنان، ولا تختار العنف والضرب والسب، وهناك أسلوب للتفاهم بعيدا عن أسلوب العنف، وأن الإنسان بطبعه خطاء، وتصحيح الخطأ لا يكون بالعنف وإنما بالتوجيه والتنبيه.
أوضحي لزوجك أن هناك أبناء بينكما، أنتم قدوة لهم في كل تصرفاتكم وكلامكم، لذا عليكم أن تكونوا قدوة حسنة لهم، وأن تكونوا الصدر الرحب الذي يسع مشاكلهم، وأن تكونوا المرشدين والموجهين الصالحين لهم، لا أن تكونوا قدوة سيئة لهم من خلال سلوك العنف الموجه إلى الأم، وبالتالي ستعملون على بناء شخصيات أبنائكم البناء غير السوي المحمل بالأمراض والعقد النفسية.
وإذا لم ينفع الحوار مع زوجك، عليك اللجوء إلى كبير عائلته، وتوضحين له الأمر، ليقوم هو بالكلام مع زوجك وأخذ تعهدات منه بعدم إيذائك مستقبلاً.
كذلك حاولي أن تكوني أنت أكثر حكمة وتعقلاً، بأن تتجنبي مواجهة زوجك إذا ما شعرت بأنه في حالة عصبية ومتوتر، ودائماً تعلمي أن تبتعدي من أمامه حين يكون في حالة عصبية أو يمر بمشكلة، إذ أن أي تصرف منك قد يثيره فيعنفك.
وحافظي على بيتك وأبنائك ولا تتهوري، وحاولي أن تتقربي من زوجك، وأظهري له المودة والمحبة وقدمي له الثناء والشكر على ما يتحمله من مسؤوليات تجاهك وتجاه أبنائه، ولا تنسي أن الحياة الآن صعبة وليست سهلة وتحتاج من الأم والأب التكاتف والتعاون والتحمل والصبر على الشدائد لتسير الحياة بسلام أسري..
أخيرا عزيزتي أتمنى عليك التعقل والصبر، لأنك أم قبل كل شيء، مسؤولة عن أبناء لابد من أن تصلي بهم إلى بر الأمان، أتمنى لك الحياة المستقرة الهادئة.