زوج أختي يتقدم لخطبتي!
افتح قلبك صفحة تُعنى بالمشكلات الأسرية التي تصل المجلة عن طريق البريد الإلكتروني أو أرقام هواتف المجلة نضعها أمام مجموعة من المتخصصين بقضايا الأسرة والمجتمع لإيجاد حلول لها.
المشكلة…
الآنسة (ح . ن) عرضت مشكلتها على صفحة (افتح قلبك) لتجد جواباً وحلاً ينهي معاناتها، إذ تقول:
أنا فتاة جامعية وموظفة عمري ٢٥ سنة، لي دخل جيد ومستقرة مادياً، أختي الكبيرة توفيت قبل سنة، ولها ثلاث بنات وولد، وللعلم هي أختي الوحيدة وأنا أحب أولادها جداً، وبعد وفاتها زاد تعلق أولادها بي كثيراً، لكن قبل مدة فوجئت بقدوم زوج أختي (رحمها الله) الذي عمره ٤٩ سنة يطلبني للزواج من والدتي، لأن والدي متوفى. الحقيقة أنا في صدمة وفي حيرة من أمري، فلم أتوقع ولم يخطر ببالي أبداً أن يطلبني زوج أختي للزواج، لأنه كان يحب أختي وعلاقتهما الزوجية كانت مستقرة وهادئة وكانا متفاهمين جداً. أما موقف أمي من هذا الطلب، فإنها قد تركت الأمر لي، ولم تمانع إذا ما كنت راضية، ولم تجبرني على الموافقة، أما زميلاتي في العمل والصديقات اللواتي استشيرهن، فمنهن من تشجعني على الموافقة على أساس أنها فرصة للزواج، ومنهن من عارضن بشدة. أنا في حيرة من أمري، لذا لجأت إليكم لأنكم أصحاب خبرة واختصاص، وأرجو منكم النصيحة، وأنا واثقة أنكم ستبددون حيرتي وأعدكم بأني سأعمل بنصائحكم. أخيراً لكم مني كل التقدير، وجعل الله عملكم هذا في ميزان حسناتكم.
الحل…
د.شيماء العباسي، اختصاص علوم نفسية وتربوية، أجابت على المشكلة قائلة:
ابنتي صاحبة الرسالة، أحب أن أشكرك على ثقتك الكبيرة بنا، آملين من الله عز وجل أن يلهمنا الصواب بنصحك وأن تخرجي من هذه المشكلة بسلام وطمأنينة. وأحب أن أعبر لك عن إعجابي بشخصيتك وعقلك الراجح الذي ينم عن حسن تربيتك الصحيحة وتفكيرك الناضج، بدليل أنك لم تتسرعي أو تتهوري بالموافقة على الزواج، بل إن تصرفك هذا بمراسلة صفحة (افتح قلبك) لأخذ المشورة من المختصين، دليل على تفكيرك الناضج. لذا سأنصحك بأن لاتوافقي على الاتباط بزوج أختك (رحمها الله) للأسباب الآتية: أولا فارق العمر الكبير جداً بينكما، وهذا بحد ذاته مشكلة، الآن وبعد عدة سنوات عندما يكون زوج أختك في السبعين من العمر وأنت تكونين في أوج شبابك ونشاطك وحيوتك. وثانياً لو أنك وافقت فسوف تكونين في بيت أختك، بمعنى أن كل زاوية في المنزل ستذكرك بها (رحمها الله)، وستشعرين بتأنيب الضمير كونك أخذت مكانها، ما قد يسبب لك أزمة نفسية. وثالثاً هناك سبب مهم لرفض الزواج هو أنك في عمر بنات أختك أو أن الفارق قليل، وهذا يسبب مشكلة بخلق الكراهية والحقد والمنافسة بينكم، لأنهم سيشعرون بأنك أخذت والدهم منهم، وأن الحب الذي بينكم سيتحول إلى حقد وكراهية، فصورة الخالة التي كانوا متعلقين بها وتذكرهم بأمهم ستتغير في نظرهم.
هناك أيضاً سبب أخر مهم، هو أن من حقك أن تختاري شريكاً لحياتك بعمرك ولم يسبق له الزواج، لتعيشوا الحياة وتكونون أسرة وتكبرون معاً، وهذا أبسط حقوقك.
لهذه الأسباب أنصحك عزيزتي بالرفض وعدم القبول، على أن تبقى علاقتك بأولاد أختك (رحمها الله) كما هي مبنية على الحب والاحترام، إذ سوف يأتي يوم والكل يتزوجون وينشغلون بحياتهم، وتتبقى خالتهم التي أحبوها كما هي، يسألون عنك وتسألين عنهم للاطمئنان عليهم، وهذه هي سنّة الحياة، إذ لاشيء ثابت، ولا أحد خالد ودائم فيها.
أخيراً ابنتي العزيزة، أتمنى لك كل التوفيق والسداد وأبعد الله عنك الصدمات والحيرة وأنار طريقك وحياتك.. والله المستعان.