سبل الوصل إلى الحب العميق

1٬373

دلال جويد /

تقدم لوري ديشين، وهي باحثة انشأت عام 2009 مدونة اسمتها “بوذا الصغير” تتضمن مؤلفات متعددة استطاعت أن تستقطب مليون زائر يومياً، تجربتها الشخصية لتنطلق منها إلى الحديث عن كيفية تعاملنا مع العلاقات العاطفية وطرق بنائها، ومخاوفنا المستمرة من عدم ديمومتها أو حتى من بداية علاقة جديدة خوفاً من الفشل السابق”

بوذا الصغير

فهي تقول (قبل أكثر من عقد من الزمن اعتقدت أني ذاهبة إلى الزواج من حبيبي الجامعي وسأكون العروس الشابة السعيدة، وخلال مدة قصيرة شعرت أنني الشخص الأكثر تحطماً في العالم، والتعاسة التي أعيش فيها أكثر من أن تحتمل، وحين انفصلنا، شعرت حرفياً، وكأني فقدت طرفاً من أطراف جسدي، وقد أصبحت أعاني من الألم النفسي والجسدي معاً).

فقاعة الشك

تؤكد ديشين أن الأمر انعكس على علاقاتها بالآخرين حيث دخلت في فقاعة الشك المظلمة، وأصبحت غير مستقرة أو آمنة في اختياراتها، لأنها صارت تسقط تجربتها العاطفية المؤلمة على كل ما يحيطها، وبقيت في تلك المعاناة مدة ثماني سنوات، لكنها تعلمت الدرس على حد قولها نتيجة تكرار الأخطاء مراراً وتكراراً متوقعة نتائج مختلفة، حتى وصلت إلى أنها بدلاً من أن تفكر في توقع السيئ عليها أن تحب نفسها وتتصالح معها، وتفكر أنها تستحق السعادة وتستحق الحب.

مفتاح السعادة

وكان السؤال الأول الذي بدأت العمل عليه: ما هو مفتاح السعادة الحقيقية؟

وضعت سؤالها في مدونتها وتلقت مئات الردود التي ساعدتها في استكشاف أشياء كثيرة تسهم في صنع السعادة، لخصتها في نقاط عدة منها حب الذات، أي أن الإنسان يمكن أن يكون سعيداً في حال كان في علاقة عاطفية أم لا، لأن السعادة ليست مهمة الآخرين ليحققوها لنا، وإنما هي مهمتنا الخاصة نحو أنفسنا.

الأمر الآخر الذي أكدت عليه هو معرفتنا الصادقة لأنفسنا، لأن هذا يجعلنا نقدم أفضل ما عندنا وندرك عيوبنا ونحاول تصحيحها، وبالنتيجة يمكن أن نقدم بعض الأشياء المفيدة لصحتنا البدنية والنفسية مثل المشي والتأمل أو اليوغا.

الغفران

ويأتي الغفران في مرتبة مهمة في العلاقة مع الذات فكثير منا لا يغفرون لأنفسهم أخطاءهم، بينما علينا أن نفكر أن الماضي قد رحل ولا يمكن أن نعيده أو نعيش داخل سجنه، لذا علينا أن نتعلم الغفران والمضي في حياتنا.

وفي اختيارنا للعلاقات علينا التركيز على التوافق سواء على مستوى الصداقة أو على مستوى الشريك، فليست العاطفة وحدها أساس نجاح العلاقة، لذا علينا أن نبحث عن الأشياء المشتركة أو المتوافقة، لنستطيع العمل على الاختلافات وتقبلها، ومن المهم بالنتيجة العثور على الإنسان الذي يلهمنا ويشجعنا لا الذي يحبطنا ويقلل من شأننا.

ومع كل النصائح التي تهديها لنا نيشين نجد أننا يمكن أن نصل إلى حالات الحب العميقة حين نحب أنفسنا ونتصالح معها ونغفر لها، ونتقبل الآخر كونه مثلنا له عيوبه ومحاسنه، مثلنا يحب ويغضب ويتألم، أو كما يقول المثل الانجليزي (ضع قدمك في حذائه) أي ضع نفسك مكانه وانظر من زاويته لتعرف هل أنت محق دائماً؟