صورة المرأة قد تكون رصاصة أو نبضة قلب!

482

رجاء حسين/

كل حضور للمرأة في الفن له معنى يخترق عوالم غارقة في الجمال والألوان والعلامات والأفكار والمجازات السردية التي تحكي الخيال والطبيعة والواقع والحلم والجسد والفكرة، فمن الصورة إلى الإنجاز تتدفق الأفكار ناضجة ملونة أو محايدة، غامضة وساطعة متمردة وهادئة، فبين التعبير عن المبالغة في الإلغاء تحت عدة مسميات اجتماعية والمبالغة في الكشف تحت غطاء الحداثة تصارع المرأة الصورة والمرأة الفعل حضورها ودورها.
وكي تترك بصمتها كحدث باهر في الطبيعة جمع الفن بينها وبين محاور عدة من الطبيعة الام .
المصور الانجليزي نورمان باركنسون 1913–1990
قال ذات مرة: “يمكن أن تكون الكاميرا أشد من رصاصة قاتل ، أو يمكن أن تكون نبضة قلب”.
وقديما كانت الحدائق والطبيعة سمة بارزة في تشكيل صورة الأزياء في القرن العشرين. المصور باركنسون و بعد تدربه مع مصوري البلاط الملكي Speaight and Sons Ltd. ، قضى بقية حياته في العمل في مجلات الموضة الرائدة ، بما في ذلك Harper’s Bazaar and Vogue ، حيث قام بتصوير موضوعات تتراوح بين الفرق الغنائية مع الحلوى الملونة و New Dior’s New Look مرورا بالنمط الجريء من عارضات الأزياء 1970s امثال جيري هول. دعا باركنسون اودري هيبورن وعلى حساب دار أزياء جيفنشي بجلسة تصوير عام ١٩٥٥ و كما يعرف عنه تعاونه وبشكل دائم مع غريس كوددينغتون والفستان في الصورة
لاودري هيبورن وهي ترتدي فستانا من دار جيفنشي 1955.
اما المصور ريتشارد أفيدون فقد صور عارضة الأزياء دوفيما بين الفيلة عام 1955 في سيرك الشتاء في باريس ، وكان كلاهما نجم بارز في مجال عمله ،هي عارضة أزياء في دار ديور، وهو مصور لمجلة فوغ للأزياء والمجتمع .
دوفيما واحدة من النماذج الأكثر شهرة في العالم ومايميزها شكل وجهها وعظمتي الفكين العريضتين مع نظرة جذابة حادة نوعا ما . في خمسينيات القرن العشرين، بدأت النماذج تنجذب نحو مظهر الفتاة اكثر من الفستان، وكونها تتمتع بجمال عريق معتق نادر ان تجد فتاة بهذه الملامح، حيث أتت اللقطة متوافقة مع المنظر العام للفيل والفستان مما ساعد على تحويل الأزياء الراقية التي تتجه نحو الصرامة والرقي إلى مجال الترفيه . دوفيما مع الأفيال حولت مفهوم التصوير الفوتغرافي حيث جمعت اللقطة بين مشهد قوة وفخامة الفيلة مع جمال دوفيما، وذوق ثوبها، والذي كان أول فستان لديور صممه إيف سان لوران
بيعت هذه الصورة ( دوفيما في فستان سهرة من تصميم ديور بين الفيلة بـ 841 الف يورو نحو مليون و140 ألف دولار) ، في مزاد علني أقيم في دار”كريستيز”في باريس
كانت الصورة فريدة من حيث حجمها الكبير التي تظهر فيها العارضة بين فيلين، وقد كان مقدرا لها سعر بين 400 الف و600 الف يورو.
لكن تلك الصورة الرمزية التي كان الفنان يحبها كثيراً واحتفظ بها في محترفه الخاص في مدينة نيويورك حتى نهاية حياته بيعت بسعر أعلى بكثير من قيمتها المقدرة.