“عايزّة اتجوز”.. نساء لايؤمنّ بالقسمة ويخططن لاقتناص العريس!

921

غفران منصور/

مثقفة كانت أو محدودة التعليم، فحلم الحصول على فارس الأحلام وإن تباينت مواصفاته يظل قاسماً مشتركاُ للفتيات، تجمعهن خطط وحيل ومحاولات لاقتناص العريس مهما اختلفن في مستوى تفكيرهن ونظرتهن الى الحياة، فهن في النهاية نساء شرقيات.

“من الصعب على الإنسان انّ يكون في الشرقِ امرأة”، مقولة عظيمة تختصر كل المظالم الشرقيّة التي تخفيها الصدور وتصرخ ضدها بقفص الاتهام مثل ديك شرقي غاضب.

ديك شرقي

الاستاذة الجامعية (هناء عبد الستار- ٣٧ سنة) اعتبرت أنّ الرجل الشرقي مخلوق متناقض ويعلو من صدره صراخ ديك شرقي مغلق، مكملة بعصبية:

لا أؤمن بقضيّة القسمة والنصيب في الزواج، ولا أضع اعتباراً لأية نظرة اجتماعية تسمُني بالعانس لكون المجتمع أصلاً هو عبارة عن ورم سرطاني عملاق.

تمضي قائلة: مُذ بلغت وأنا أحلم بشراكة عاطفية تناسب ما أدخره من الحب والمثالية لرجلٍ واحد قبل أن تكون واجهة اجتماعية أو لمداراة هواجس العمر والخلل الجسدي، رفضت الكثير من العرسان ولست نادمة، علماً أنني مازلت أرفض ما لايقرأه حاسوب القلب كمُعرف، دخلت في أكثر من علاقة عاطفية وكنت في إحداها الطرف الذي يختار الشريك قبل أن يختارني، ومع هذا فشلت بحكم عوامل تخص انغلاق وشرقيّة المقابل. أحياناً أؤمن تماماً بأن المرأة المثقفة أو الأكاديمية محكومة بالفشل الشخصي كون مجتمعنا خالياً من رجل لايعلو في صدرهِ صراخ الديك الشرقي المغلق.

روح شريرة

أمّا (شيماء جعفر- ٣٣ سنة)، فقد اعتبرت انّ الأرواح الشريرة التي تسخّرها سراً النسوة من الأقارب باعتبارهم عقارب هي المسؤولة عن ركنها لهذا الوقت بلا زواج، قائلة بتذمر: غالبية الفتيات غير المتزوجات اليوم هن (معكودات)، إما بالعين التي توقف قسمتهن أو بالأعمال الشريرة أو بالتابعة، وأنا شخصياً ذهبت لأكثر من عرّافة وعرّاف وأكدوا لي بأن مايوقف قسمتي هي “التابعة”، تلك الروح الشريرة التي تقف حاجزاً بيني وبين كل من يروم التقدم لخطبتي، فلطالما تقدم لي الكثير من العرسان وجميعهم بصفات تحلم بها كل فتاة علماً أنني اتمتع كذلك بجمال ومهارة وأخلاق لاتقل شأناً عن العرسان، ولكن للأسف في كل مرة يتم الأمر ويصل الى النقطة الفعلية والحاسمة فينتهي ويتفركش وبدون سبب. حتى ضقت ذرعاً بكل شيء فلم يتبق لي سوى أن أسلك الطرق الروحانية، وفعلاً اكتشفت بأن هنالك عوارض خارج إرادتي. وعليه فأنا أتّبع حاليا تعليمات إحدى المنجّمات الماهرات لعل الهدف يصيب هذا المرة واتخلص من “العكدة”.

هلاهلٌ وتعازٍ

أنا مع مواكبة طرق البحث عن عريس قبل الوصول لمرحلة عمريّة حرجة تفرض على المرأة رحلة البحث عن عريس، او بالأحرى واجهة اجتماعية تصد عنها ملامة ومسمامير العنوسة، هي الطريقة التي تتبعها حالياً (هدير رزاق- ٢٣ سنة) متحدثة بابتسامة:

بصراحة، فرص اصطياد العريس تنشط في المناسبات المفرحة وكذلك المحزنة، وهي عادة معمول بها في المجتمع العراقي وسارية المفعول ولها نتائج محتملة، فنحن بنات البيوت نرتدي أجمل ماعندنا من الملابس الفاخرة وتشكيلات الذهب حينما نذهب لدعوة زواج، فلعلّ أمهات الكثير من الشباب غير المتزوجين يبحثن عن عروس تكون متواجدة هناك، وبهذا نلفت نظرها فتتقدم لخطبتنا. وكذلك الحال مع المناسبات المحزنة ولكن بنتيجة أقل حيث أن اجتماع النسوة من كل مكان يتيح لنا فرصاً كثيرة للزواج.

مطالب حالمة

الموظفة (فادية النجار- ٤٠ سنة) أبدت رأياً مغايراً بعض الشيء حيث قالت:

كي نكون منصفين فإنّ الانسياق خلف مفاهيم مغلوطة عن الأسرة والزواج ومتطلباته أنتج لدى الشريك، رجلاً كان أم امرأة، تناقضاً بين الواقع والطموح ويتجلى ذلك في أن كل انسان في الحياة يطمح أن يحقق ما يصبو إليه غير آبه بواقعه الذي يعيش فيه، فهنالك فتيات يضعن شروطاً في زوج المستقبل كأن يكون على جانب من الوسامة أو ذا حظ وفير من المال، وتتخذ الفتاة صورة مثالية غير واقعية تعيشها أملاً في تحقيقها ويمضين في رفض الخطّاب الذين لا تتوافر فيهم هذه الأماني حتى يفوت قطار الزواج والأحلام ولا يبقى إلا أن يمتطين قطار العنوسة كنتيجة حتمية لهذا التصرف غير المدروس.

عادات ظالمة

رواسب ثقافية واجتماعية متخلفة من الأسرة الممتدة التقليدية تحكم عملية الاختيار، إذ غالباً مايرفض الأهل الزواج بسبب الوضع الطبقي أو الاجتماعي لأحد الطرفين لأنه غير مناسب للطرف الآخر بغض النظر عن الملاءمة الفكرية للطرف المعني والنتيجة خاسرها الأول والأخير هم أصحاب الشأن.

هذا ماذهب إليه الباحث الاجتماعي (علي اللامي) قائلاً: حتى لو تصور الشخص أنه قد اختار الشخص الآخر الملائم بكامل حريته واقتناعه من المؤكد أنه قد خضع لعملية توجيه مستترة وغير واعية، وهذه المفاهيم والقيم ليست وليدة يومها بل أنها تكونت نتيجة لمصادر وتأثيرات عديدة بعمليات تدريجية مستمرة ضمن النظام الاجتماعي والعائلي الذي يعيش فيه، فقد كان من عادات العرب في الجاهلية التفاخر بالأحساب والتباهي بالأنساب، وقد امتدت تلك العادات وتوارثها كثير من الأسر حتى وقتنا الحاضر، وإذا تقدم الخاطب يسألونه عن أصله وفصله وجيبه وممتلكاته دون أي اعتبار أخلاقي او تقوى أو صلاح علماً بأن تقسيم الناس هو عادة ذميمة رفضها الإسلام والإنسانية لكونها تحدث فجوة بين طبقات المجتمع الواحد ولما لها من عظيم الأثر السلبي في تزويج البنات وتعطيل حقهن الطبيعي في الاختيار، لذلك امتلأت البيوت بالعوانس لكون الخاطب غالباً لا يكتمل .