فوبيـــــــا “فلتـــــرة” الوجــــوه.. الجمال الطبيعي في خبر كان!
ميساء الفيلي/
في عصر “الفَلاتِر” المصطنعةالتي هبطت علينا فجأة من كوكب السوشيل ميديا، فسحقت هويات ملامحنا البيولوجية، اختفى الكثير مِن الوجوه الحقيقيّة..
فقد أصبح مِن الصّعب على الأشخاص، واقعياً لا افتراضياً، التَعَرُّف بعضهم على بعض من أول مرة، وإنما صار (حتماً) يسبق المعرفة عند اللقاء هو السؤال المُربك والمشكك هل أنتِ؟ للتأكيد على أنها هي صاحبة الصورة أم لا .. تخيلوا!
الفلاتر مريحة نفسياً
الطالبة في كلية الفراهيدي شيماء حسين، المولعة بالفلاتر، اعترفت بهروبها من الحقيقة غير المتطابقة مع الجمال المثالي، خلف جماليات الفلتر الذي يريحها نفسياً -كما عبرت- قائلة:
“أعشقها ولا أستطيع التصوير بدونها، صور الفوتوشوب تظهر الناس بكثير من الوجوه الجميلة والمتغيرة، لذلك فإن معظمنا يبحث عن الجمال في الفلاتر لكي نتجاهل الحقيقة غير المتطابقة تماماً، ولو بشكل مؤقت، فهناك فلاتر (القطة الوديعة) و(الوزة) و(الطفل) و(الشمس) و(الورد)، وأنا أضع هذا الفلتر أو ذاك وأنظر الى مواطن الجمال فيها، فأنبهر جدا لأنها تخفي كثير من عيوب الوجه وتعبه، فكرت كثيرا لماذا لا نضع فلاتر لبعض ممن حولنا لنجعل صورهم (فوتوشوب)، صحيح هي لا تخفي الحقائق، لكنها تريحنا نفسياً ولو وهماً.”
اكذب ليصدقك الناس
الكاتبة هديل الجوراني، لا تميل الى الفلاتر في الصور أبداً، وخالفت المتحدثة قبلها بالرأي قائلة:
“في رأيي أن أرواح بعضهم بحاجة الى الفلاتر، لا الوجوه، شخصياً أتصور الفلاتر الموجودة في أكثر التطبيقات هي برامج مقصودة لتدمير ما تبقى من عقل بشري، انا واثقة من انهم يريدون صنع الكذبة وتصديقها، والنتيجة كارثية لأن هذه الوجوه (المفلترة) سرعان ما تنكشف لتصبح ردة الفعل غير لطيفة وانفجارية، هذا زمن صعب، صعب جداً.”
فلترة وحقيقة ثابتة
اما الموظفة في وزارة المالية عهود حسان، فقد اعتبرت أن “الفلاتر تغير الوجوه، وتخفي احيانا الكثير من السلبيات، بل وبعض الأحزان، وتكون سببا في بعض السعادة لمن في قلوبهم حزن وهذا من حقهم، لكن تبقى الحقيقة ثابتة في كل الوجوه وواضحة دون اي لبس، ولاسيما إذا كان اصحاب هذه الوجوه هم ذاتهم اصحاب قلوب يملؤها الحقد، ولا يستطيعون العيش دون أذية الأخرين، ولهم أقول: لن تفيدكم الفلاتر، كونوا على ثقة.”
تسببت بغرور الرجال
الباحثة شهد المشهداني، اعتبرت من جانبها أن “الفلاتر لعنة تسببت بتقزيم النساء المفلترات أمام نرجسية الرجال وسقوف مطالبهم، وقالت باستغراب: “لقد تسببت تلك الفلاتر التجميلية الخارقة برفع رصيد الرجال وغرورهم، الى درجة ان أحدهم صار حينما يفكر بشريكة له يضع سقفاً جمالياً خارقاً ومثالياً، ولم تعد الجميلة خارج اطار الفلاتر انموذجاً نادراً ومنفرداً، وانما مجرد وجه جميل لكنه غير صارخ، لذلك انا أعتقد ان جميلات الفلاتر مصابات بعقدةِ عدم التصالح مع النفس، وحتى التي ترى نفسها حسناء ستضطر الى اخفاء أية عيوب، ولو كانت بسيطة.”