فيروس كورونا.. لم يسجل العراق حتى الآن أية إصابة والوقاية مطلوبة

1٬050

 آية منصور – الصورة: afp /

دخل العالم بدوله ومنظماته الصحية إنذاراً مع أخبار فيروس (كورونا) المعدي الذي يصيب الجهاز التنفسي ويؤدي إلى الوفاة واستنفرت كلّ قواها لإيقاف انتشاره خارج الصين حيث ظهر رغم إعلان الصين عزلها المدن التي انتشر فيها الفيروس.
عراقياً، تم تشكيل خلية أزمة تضمّ وزارة الصحة والجهات المختصة وتعمل في بغداد وجميع المحافظات اتخذت مجموعة من الإجراءات الوقائية لمنع دخوله إلى الاراضي العراقية.
واعلنت وزارة الصحة عدم إصابة أي شخص بهذا الفيروس في البلاد مع استمرار الإجراءات الوقائية داخل مطارات العراق ومنافذه الحدودية وبشكل مكثّف ومن بينها فرق فحص لكل القادمين إلى العراق.
لا لبث الرعب
ويؤكد الدكتور والباحث البايولوجي من جامعة خواجون للعلوم والتكنلوجيا / ووهان، العراقي زياد طارق، أنَّ البعض من القنوات الإعلامية، التي بدأت ببث الرعب في نفوس المواطنين العراقيين وترهيبهم من فيروس لم يطأ أرض العراق حتى الآن، مؤكدا أنَّه ورغم خطورة الفيروس الا أنَّ إيجاد الدواء الناجع سيكون متوفرا بمرور الوقت.
وذكر الباحث زياد طارق أن أول الإجراءات الوقائية تبدأ بمنع السفر أو الطيران إلى الصين، بغض النظر عن نوع الطائرات أو المسافرين، إذ إنَّ عملية الاحتكاك مع الأجواء الصينية ستكون خطرة، وقال في فيديو نشره في صفحته على الفيسبوك: “على الحكومة متابعة سجلات القادمين والوافدين من شهر ديسمبر، عراقيا كان أم صينيا، ومتابعته ومتابعة صحته، اذا ما ظهرت أي أعراض مرضية عليه”.
العزل ضروري
ويؤكد طارق، أنَّ المرض يحتاج لفترة حضانة لمدة لا تقل عن أربعة عشر يوما، حتى وإن بدا الشخص سليما، إذ من الممكن تكاثر الفيروس داخل جسم الإنسان دون ظهور أعراض المرض، ومهم جدَّاً تكرار الفحص لتحديد وجود الفيروس من عدمه، لذلك لا بدّ من عزله وحجره لأسبوعين في الأقل حتى إثبات سلامة الوافد.
وطالب طارق بإخلاء جميع العراقيين الموجودين داخل الأراضي الصينية وبصورة مستعجلة، وذلك باستئجار طائرة، غير عراقية، إذ إن احتكاك الطائرة العراقية بالجو الصيني سيسبّب التلوث للقادمين، واضاف “علينا اتباع الإجراءات الوقائية الدولية بعملية الإخلاء لمنع الإصابة وانتشار المرض الفيروسي، إذ إن العالم أجمع بحاجة لوقت، حتى يصل إلى مصل أو لقاح لفيروس كورونا”.
لا إصابات في العراق
وبحسب المتحدث الرسمي باسم الوزارة د. سيف البدر، فإنَّ العراقَ خالٍ تماما حتى الآن من أي إصابة بمرض كورونا، مشيرا إلى أن المركز الوطني للوقاية والسيطرة على الأمراض الانتقالية لم يسجل أي حالة إصابة.
من جانبها، اتخذت إدارة مطار بغداد الدولي سلسلة من الإجراءات الوقائية للمسافرين القادمين من الصين عن طريق إجراء الفحص الطبي الوقائي للتأكد من عدم إصابة المسافرين بالفيروس.
وأوضحت إدارة مطار بغداد الدولي في بيان أنها اتفقت مع وزارة الصحة على عدد من الإجراءات الوقائية، وتمّ الإيعاز إلى الجهات المعنية داخل المطار لإجراء الفحص الطبي الوقائي لجميع الأشخاص القادمين إلى العراق من الصين، مؤكدة قوّة جهودها في تقديم التسهيلات والإمكانات أمام الفرق الطبية التي باشرت عملها عبر منفذ مطار بغداد الدولي أمام الرحلات القادمة من الصين باتجاه العراق.
الحملات التثقيفية للوقاية
وأكدت وزارة الصحة ضرورة التثقيف بشأن المرض وطرق الوقاية منه ومراجعة أقرب مؤسسة صحية في حال حدوث أي أعراض للمرض.
كما أكدت الوزارة في بيان لها إعدادها خططاً للتعامل مع أي طارئ صحي، وذلك من خلال تجهيز ردهات خاصة وكوادر مدربة للتعامل مع أي متغيّر ووفرت جميع الأدوية والمستلزمات الطبية المطلوبة.
ما هو كورونا؟
فيروس كورونا الجديد الذي انتقل من الصين إلى 24 دولة لا يمثّل بعد حالة “وباء عالمي” كما تؤكد منظمة الصحة العالمية، التي أعلنت حالة الطوارئ لمنع تفشي “كورونا” الذي
أودى بحياة أكثر من 490 شخصاً وأصاب أكثر من عشرين ألفا في الصين (حتى كتابة هذا التقرير) جميعهم تقريبا في مقاطعة هوبي مركز ظهور الفيروس.
وانتشر فيروس كورونا الجديد، أو فيروس ووهان أو ذات الرئة الصينية، في مدينة ووهان الصينية التي يسكنها ما يزيد على 10 ملايين نسمة، لينتشر في مقاطعات ومدن صينية أخرى.
ويسبّب فيروس كورونا الجديد، عدوى حادّة في الجهاز التنفسي، وعادة ما تبدأ الأعراض بحمّى ثم سعال جاف، ومن المرجح عند الكشف المبكر أن يتعافى معظم المصابين تماماً، وكأنَّهم مصابون بالأنفلونزا الاعتيادية.
ويعد فيروس كورونا حيواني المنشأ، خاصّة الثدييات والطيور والثعابين، وكان ينتقل من حيوان إلى آخر قبل أن يطوّر نفسه ويصبح معديا من الحيوان إلى الإنسان الذي ينقله بدوره إلى الآخرين سواء باللمس أو العطس.
انتباه
ومع إعداد هذا التقرير، أعلنت خلية الأزمة الخاصّة بكورونا في محافظة كركوك الانتهاء من عزل أحد التّجار الذين يتعاملون مع الصين رغم التأكد من سلامته، فقد تم عزله لاسبوعين في تركيا قبل عودته إلى العراق، واعلنت وزارة الصحة ان الفحوصات الاولية كشفت عن سلامة الرعايا العراقيين الذين تم اجلائهم من الصين وتمّ عزلهم في موقع صحي امن تتوفر فيه جميع الخدمات للتأكد تماما من عدم اصابتهم بعد انقضاء فترة حضانة الفايروس وهي 14 يوماً. ونؤكد الانتباه من الشائعات سواء على مواقع التواصل الاجتماعي أو التي تبثها بعض وسائل الاعلام والانتباه إلى تعليمات وزارة الصحة.