فيلم “أليس في بلاد العجائب”.. الاستكشاف في حياة البنات
آية البهادلي /
عالمٌ خيالي ساحر من العجائب، انزلقت إلى داخله فجأة الطفلة المشاغبة “أليس”، فيه قط يطير ويختفي فجأة، وأرنب بساعة جيب يتكلم مع نفسه ويجري مهرولاً، طبعاً الفضول الطفولي والملل هما من دفعاها إلى المغامرة وملاحقة الأفكار الغريبة في عالم الكبار، فسقطت بسبب ذلك في حفرة عملاقة تحت الأرض في داخلها عالم كامل من الكائنات الغريبة والمُحيّرة.
يعد هذا الفيلم العبقري واحداً من أشهر أفلام ديزني برؤيته الإخراجية وفكرته التي تلامس أحلام الأطفال وتقبلهم لأنفسهم. إنه فيلم يجعل طفلك يحمل كماً هائلاً من التساؤلات والحيرة الطفولية الناعمة، وأيضاً خيالاً وسوريالية وبهجة، ننصحك بمشاهدته مع أولادك، حيث تجده مترجماً في جميع منصات اليوتيوب.
يلا نتابع الفيلم:
أليس، طفلة صغيرة تشعر بالملل، فيما هي تجلس على ضفة النهر مع أختها الكبرى، التي تقرأ هي أيضاً كتاباً مملاً لا يحتوي على صور أو محادثات، فجأة تلمح أرنباً أبيض يرتدي صدرية ويحمل ساعة جيب، وهو يندب تأخره، تطارده أليس بفضول فتراه يذهب باتجاه حفرة تحت سياج، تذهب بفضول إلى جحر الأرنب وحفرته التي تمتد إلى الأمام، وبينما هي تزحف للحاق به، تسقط فجأة إلى الأسفل، فأسفل، فأسفل، لكنها لم تفكر أبداً في كيفية خروجها مرة أخرى قبل أن تجد نفسها تسقط في بئر عميقة جداً..
حاولت أن تنظر إلى الأسفل لتكتشف ما الذي ستصل إليه، لكن الظلام كان شديداً إلى درجة أنه لا يمكن رؤية أي شيء؛ ثم نظرت إلى جوانب البئر، ولاحظت أنها مليئة بالخزائن وأرفف الكتب، هنا وهناك، رأت الخرائط والصور معلقة على أوتاد، هنا شعرت أليس باليأس إلى درجة أنها كانت مستعدة لطلب المساعدة من أي شخص بسبب ضياعها وسقوطها في هذا المكان الغريب، لذلك عندما اقترب الأرنب منها، بدأت تتحدث معه بصوت منخفض خجول “إذا سمحت سيدي” لكنهُ ينطلق بعيداً في الظلام بأقصى قوة، وبقيت أليس وحيدة وهي تبحث عن طريقة لخروجها من هذا العالم الأرضي، ويمر الوقت، فتجد أليس علامات تشير إلى اتجاهات مختلفة، لكنها لا تعرف أيها يجب أن تسلكه فتظهر لها قطة غريبة تسمى “تيشتر”، ثم تبدأ سلسلة من مقابلات مع مختلف الأشخاص الغرباء. بعدها تنتقل من حديقة إلى غابة، ومن غابة إلى منزل، ومن قط إلى أرنب، ومن أرنب إلى فأر، أشكال غريبة ووجوه جديدة وحيوانات تتحدث، ولا نعرف هل سيحاولون مساعدتها من أجل الوصول إلى منزلها؟
مشاهد تلفت النظر :
تبكي أليس حينما تشعر بالوحدة، على الرغم من أنها دخلت عالماً من العجائب والغرائب التي كانت تتمنى رؤيتها وكسر الملل مثل أي طفل في العالم، لكنها مع ذلك تقول في سرها إنها ستكون فتاة أكثر لطفاً مع الآخرين وأكثر حذراً، فقط لو أنها عادت إلى المنزل، إذ لا غنى للطفل عن بيته ووالديه، لذا تفعل المستحيل، كما يفعله الإنسان حينما يكون في مأزق من أجل الخروج منه، تتناول الطعام الذي يجعلها تارة ضخمة، وصغيرة جداً تارة أخرى، تحاول كل شيء، لمجرد أن تعود إلى عائلتها وتخرج من تلك الحفرة الغريبة.
بماذا أنصح عائلتي:
تمثل مغامرات أليس في بلاد العجائب كفاح الطفل في بيوتنا من أجل البقاء في عالم الكبار المحير، أو لفهم عالمنا البالغ، الفضول والإلحاح جزءان رئيسان من حياة الطفل لاكتشاف الأشياء، والتجربة غير المحمودة العواقب هي نتاج طبيعي لنشاطه الذهني الذي يجب أن يكون على مرأى ومسمع والديه.
استطاعت أليس تكوين العديد من الصداقات، وساعدت الكثيرين في رحلتها من أجل الوصول إلى بيتها، كذلك يعرض الفيلم قيمة وأهمية دعم أبنائنا ومساعدتهم بالاستماع والتنبيه والنصيحة.