في فيلم “الأميرة بوكا هانتس” الحُبّ حياة والكراهية موت بطيء
مجلة الشبكة /
تجلس الأميرة المُحبَّة (بوكا هانتس) أمام انسياب الشلال، حيث يمكنها الغوص في البحيرة الساحرة للسباحة، ثم ركوب قارب، لتبدأ الحياة. تتعلم الصلابة من حرص والدها، الذي يُجبرها على الزواج من (كوكوم)، وهو أحد أفضل محاربيه ، فعلى الرغم من كونه وسيماً ومحارباً رائعاً، إلا أن بوكا هانتس لا تحبه، وتشعر أنه يختلف عن وجدانها المُرهف، وهذا ما يؤكده مشهد يظهر فيه عدة أطفال يحاولون اللعب معه، بينما يتجاهلهم بقوة وقسوة.
كذلك نعرف أن روح الشجرة الناطقة المسماة (الجدة ويلو) هي المكان الآمن الذي كانت تذهب إليه الأميرة بعيداً عن الآخرين لتشكو ما أصابها من فزع، فتخبرها ويلو أن تستمع إلى قلبها، وهي ستفهم ذلك، فهل أصغت الأميرة الرقيقة إلى قلبها؟ وكيف ضحّت لإنقاذ المملكة؟
إذن، فيلم الكارتون السينمائي لهذا العدد هو من عالم ديزني الساحر، الذي صدر في التسعينيات، يتحدث عن حياة أميرة أميركية الأصل تدعى بوكا هانتس، التي أنقذت العديد من الناس وأحلّت السلام برقّتها وقوتها في آن واحد، برفضها الظلم، ورسمت لبلادها تأريخاً جديداً، وهي تعلمنا أن للنساء قوة خارقة قادرة على حفظ سلامة بلاد بأكملها. الفيلم يمكن متابعته في منصة يوتيوب، ويمكن مشاهدته أيضاً بالدبلجة العربية.
يلا نتابع الفيلم:
يأخذنا سيناريو الفيلم في حكاية تاريخية قديمة عن حياة الأميرة (بوكا هانتس) المُحبة للسلام، التي تراقب مجيء الغزاة البريطانيين من أجل احتلال بلادها. يبدأ الفيلم بمجموعة من بحارة وجنود بريطانيين من بينهم (جون سميث)، الذي يقابل الأميرة ويقع كل منهما في حب الآخر إلى آخر الفلم. وتستمر الأحداث لمحاولة معرفة أسباب قدومه بهذا المدّ الفظيع إلى بلادها، ومحاولة تلافي خراب الحروب.
في الوقت نفسه، تتشعب الأحداث وتقرر القبائل محاربة المستوطنين الجدد، أولئك القادمين من أجل الذهب. تتطور العلاقة بينهما إلى ألفة وتقرر بوكا هانتس أخذ جون سميث إلى الشجرة حيث روح جدتها (ويلو)، التي سوف تقنعه بعدم وجود ذهب في هذه الأرض، وأن عليه البحث عن الحب بدلاً عن الأمور المادية التي لا تدوم، فيخبر صديقه المقرب بذلك، ولكن الأوان يكون قد فات وقتها، إذ قدمت أيضاً قبائل من أماكن ومدن مختلفة، تحاول مساعدة قبيلة السكان الأصليين للقضاء على البيض، فتحدث الكوارث.. فما الذي حاولت بوكا هانتس هنا فعله لإنقاذ حبّها وبلادها؟ وكيف قادت النقاش الودي والمفاوضات مع المستوطنين بدلاً عن الدم وخسارة الأرواح؟ لا نريد حرق أحداث الفيلم المثير والمشوق والمليء بالمشاعر الخالدة والمواقف الإنسانية التي نحتاجها في حياتنا، لذا سوف ننتظر أن تشاهدوه بدبلجة عربية متوفرة في المواقع الإلكترونية المختلفة والمتنوعة.
مشاهد تلفت النظر:
على الرغم من حبّ (كوكوم) الكبير لبوكا هانتس، لكنه حينما علم بتعلقها بجون، ورغبة الأخير في إحلال السلام بين البلدين، وإيقاف النزيف، أراد قتله، علماً بأن جون وافق على عرض الأميرة بالمفاوضات، لكن كوكوم، القائد المهم، كان يضمر العكس، فهجم على جون قبل أن يتلقى رصاصة من بندقية بعيدة. وبالتأكيد لم يكن جون، الذي تعرض للاعتقال، هو المتسبب بمقتل كوكوم، بل إن هناك طرفاً خفياً يحاول تأجيج الصراع. وفيما كان والد بوكا هانتس يستعد لقتل جون، تبدأ فرق المستوطنين بالتقرب من القبائل من أجل التحشد للقتال بين الطرفين، وكادت الحرب أن تندلع، لكن هنا يأتي دور بوكا هانتس، الأميرة القوية، التي ترفض قتل أي إنسان، وتؤكد أن لا شيء في الحياة أهم من روح الإنسان، لا الذهب ولا المال، وحده الحب قادر على إنقاذ الحياة والناس.
بماذا أنصح عائلتي:
يجب أن نعلّم أولادنا الحبَّ بكافة مستوياته، فهو أفضل ما يمكننا منحه لهم في الحياة، لأن للحب طاقة وقدرة على تحويل الأدوار، وهو أكبر محفز بين الناس، ولاسيما الحب الإنساني غير المشروط، حب الأرض والآخرين، حب الحياة والخير، جميعها قادرة على فض نزاعات الكراهية، نحن نستطيع تحويل الكره إلى حب من خلال إيماننا بالإنسانية، وبوكا هانتس أحبت أرضها، ورغم حبها لشخص غريب، لكنها رفضت وجود الدم في بلادها، كما رفضت حل الأمور عن طريق القتل والحروب، إذ لم تأت الحروب يوماً سوى بالخراب وتدمير الأوطان.