في فيلم “الجميلة والوحش” جمال الروح..جوهــــــر لا مظهـــــر

115

آية البهادلي/

ساحرة متنكّرة بزي متسول عجوز، تقدم وردة مسحورة إلى أمير شاب مقابل أن يقبل بمكوثها في قلعته هرباً من البرد القارس، لكنه يرفض، فتحوله الساحرة إلى وحش، وتضع تعويذة في القلعة، وتعطيه مرآة سحرية تمكنه من مشاهدة الأحداث البعيدة، مع الوردة لكسر التعويذة، لذلك يجب على الأمير أن يتعلم حب امرأة أخرى وكسب ودها في المقابل قبل سقوط آخر (بتلة) من الوردة في عيد ميلاده الحادي والعشرين، وإذا فشل، سيبقى وحشاً إلى الأبد.
فيلم (الجميلة والوحش) من إنتاج (ديزني)، الذي لا يزال محفوراً في ذاكرتنا، وهو متوفر في جميع المنصات ويوتيوب، يمكنكم مشاهدته مع أطفالكم، لتمنحوهم الكثير من الحكَم من خلال مشاهدة هذه التحفة السينمائية.
يلا نتابع الفيلم:
بعد أن يتحول الأمير إلى وحش، يعيش وحيداً على مدى عشر سنوات، وفي الوقت ذاته تشعر فتاة شابة تدعى (بيل) بالملل من حياتها في قريتها وتبحث عن الإثارة، فقد سخر منها الجميع باستثناء والدها (موريس)، وصياد يُدعى (جاستون)، الذي على الرغم من شعبيته بين سكان المدينة وتصميمه على الزواج من بيل، لكنها ترفضه مراراً وتكراراً. يضيع الوالد وحصانه (فيليب) في الغابة، فيجد القلعة الخاصة بالوحش، ويحاول الدخول إليها، فيكتشف الوحش موريس ويسجنه، بعدها تصل بيل إلى قلعة الوحش، وتعرض أن تحل محل والدها، وبعد اعتراض والدها يوافق الوحش على عرض بيل، فما الذي سيحدث؟
تتجول بيل وتستكشف القصر حتى تصل إلى الجناح الغربي المحظور منه، فتعترضها مجموعة من الذئاب، فيساعدها الوحش، ثم يشترك مع بيل في رقص مسائي رومانسي، وتخبر الوحش بأنها تفتقد والدها، فيسمح لها باستخدام مرآته السحرية لرؤيته. ترى والدها يحتضر في الغابة وهو يحاول الوصول إلى القلعة، يسمح لها الوحش بالخروج لإنقاذه ويعطيها المرآة، تعثر بيل على موريس وتعيده إلى المنزل، ثم تتطور الحكاية أكثر فأكثر، وتدخلنا في ملحمة كارتونية مليئة بالخيال والمغامرات والتضحية، ننتظر أن تشاهدوه دون أن نحرق عليكم باقي الأحداث.
مشاهد تلفت النظر:
“فكر في الشيء الوحيد الذي لطالما أردته، الآن ابحث عنه في عين عقلك واشعر به في قلبك.”
واحدة من العبارات التي توضحها بيل للوحش، الذي كان يكره نفسه ويكره الحال التي أصبح عليها بعد تحوله من أمير إلى وحش. تسلط القصة الخيالية الضوء على أهمية البحث عن الخصائص السطحية الماضية عندما يتعلق الأمر بتكوين صداقات والوقوع في الحب، كما يُظهر المكافآت العظيمة التي تأتي مع امتلاك الشجاعة للنظر إلى ما وراء مظهر الشخص للبحث عن ما يمكن العثور عليه في الداخل، حب غير متوقع، وعن اللطف الذي يجري إخفاؤه عن غير قصد وراء القبح الوحشي.
بماذا أنصح عائلتي:
في نهاية الأمر فإننا نحن من يخلق الوحش اعتماداً على المظهر الخارجي، كما أن أعتى الوحوش يخفي في أعماقه كل ضروب الفضائل والحب لو منحناه الحنان والتفهم اللذين يحتاج إليهما. لذلك فإن موضوع (الجميلة والوحش) بسيط يلامس في جوهره أفئدة الناس جميعاً، ويمكن اختصاره في كلمات قليلة: الحب والتضحية في سبيله، والتفاوت بين جمال الروح وقبح المظاهر، وسوف تدرك ذات لحظة أن ثمة خلف سماته الوحشية رجلاً آخر ستكتشفه بالتدريج.