في فيلم “رايا والتنين الأخير” المحبّة تُذيب الكراهية
مجلة الشبكة /
عينان بنيتان بطعم اللوز، وشعر غجري أسود طويل يمنحانا تصوراً عن بيئة (رايا)، الأميرة السمراء القادمة من عالم ديزني الممزوج بأساطير العديد من ثقافات جنوب شرق آسيا، حيث جرى تدريبها منذ أن كانت صغيرة لتكون مدافعة عن الإنسان، وإلهام جيل جديد بالأمل، فبرقّتها وقوتها في آن واحد أحلّت السلام والمحبة، ورسمت لبلادها تأريخاً جديداً يعلمنا أن لدى النساء قدرات خارقة قادرة على حفظ البلاد من الشرور ورفض دمار الحروب.
إذن، فيلم الكارتون السينمائي لهذا العدد من عالم ديزني الساحر عائلي، يقدم لنا قصة مسلية ومثيرة لتدريب أولادنا، يتحدث عن التسامح والمحبة ورفض الشرور. الفيلم جذاب بألوانه الساحرة، ومخرج الفيلم (داون هال) يمنح المشاهد العديد من لقطات الطبيعة الخلابة على مدار الأحداث. الفيلم يمكن متابعته من على منصة اليوتيوب، كما يمكن مشاهدته أيضا بالدبلجة العربية.
يلا نتابع الفيلم:
تعيش (رايا) في مملكة (كوماندرا)، وهي مملكة هادئة مسالمة، مليئة بالبشر والتنانين، حيث يعيشون منذ آلاف السنين معاً دون أية حروب، بل بسلام. لكن –وللأسف- تهدد (وحوش درون) المملكة الأرض، وتحول جميع البشر والتنانين إلى أحجار، فماذا ستفعل التنانين وقتها خدمة للإنسان؟ التنانين ضحت بأنفسها لإنقاذ البشرية، حين جمعت قوتها في جوهرة التنين (سيسو) لتدمر الوحوش، فأعادت الحياة إلى البشر، في حين أن بعض التنانين ظلت أحجاراً، وبعد عودة البشرية بدأوا يتقاتلون على جوهرة التنين.
في خضم جو مشحون بالاقتتال بين القبائل، يحاول والد الأميرة رايا أن يلم شمل مملكة (الكوماندرا) مرة أخرى ليعيدها موحدة دون تقسيم، إذ يدعو الناس من جميع المناطق، لكنهم عادوا وتقاتلوا على الجوهرة التي وقعت وتكسرت إلى خمسة أقسام.
وبعد سنوات من تضحية التنانين، التي يطلق عليها التضحية الأخيرة لإنقاذ الناس في مملكة كوماندرا، من أذى الطائرة الشريرة بدون طيار، تعود المخلوقات الشائنة إلى المملكة، فتنطلق رايا، الأميرة السمراء المتوهجة بحب الآخرين، الباحثة عن التكاتف، لتبحث عن آخر تنين بقي على قيد الحياة، عسى أن ينقذ المواطنين ويعيدهم إلى أجسادهم بدلاً من الأحجار. لذا تجتاز رايا العديد من الأراضي لجمع القطع المتناثرة من الحجارة، ما يمنح المشاهدين، ولاسيما الاطفال، عذراً للانغماس في بناء العالم الواسع، ومعرفة أهميته في حياتنا، وأهمية الأرض التي قد نقتلها بعنجهيتنا وأنانيتنا المفرطة. ولكي لا نفسد عليكم متعة التشويق، نترك لكم إكمال الفيلم إلى النهاية.
مشاهد تلفت النظر:
تتوضح أهمية الثقة والنضال من أجل تحقيقها، الثقة هي الفكرة المهيمنة في القصة، التي تبدو واضحة حينما يشرح زعيم قبيلة (القلب) ذلك لرايا لأنه كان أحد أسرار شعب كوماندرا. فتحاول رايا إعادة هذه الثقة إلى الأرض السحرية، لكنها كانت تكافح في كل محاولة، ويبدو الطريق شاقاً عليها، حيث تواجه العشرات من العقبات، كما أنها سوف تقابل الكثير من الأشخاص، مع وضع لا يحمل الكثير من الثقة، وأناس كل ما يريدونه هي كومة من القطع والجواهر، فهل تستطيع رايا أن تمنح ثقتها لمن سوف يقف في طريقها؟
بماذا أنصح عائلتي؟
إنه عالم تبدو فيه الثقة بالآخرين مستحيلة، لكنها ضرورية للبقاء، وهو ما يجب أن نؤسسه في أبنائنا، وهذا ما تفعله رايا حينما تطلب من شعبها المساعدة في تجميع قطع الكرة الأرضية معاً مرة أخرى، إذ تلعب الثقة والتسامح دوراً حاسماً في السرد هنا مرة أخرى عندما ترفض المجموعة، فتأتي الأسئلة التي يطرحها الفيلم حول الحياة الإنسانية وقدرتنا على السماح لأنفسنا وتصديق المقابل، وإن كان –ظاهرياً- أنه عدونا، لكن الثقة يمكن أن تجعل العالم أفضل وتكسر هذه الحواجز.