في فيلم لوكا وحشٌ بحري بقلبٍ بشري!

124

مجلة الشبكة /

لماذا لا يخطر على بالِ أحدنا أن الوحوش لطيفة ويمكنها التفكير بالنزول إلى حياتنا البشرية من أجل التعايش معنا وعقد صلح محبَّة. هل يمكن أن تكون طيبة بخلاف صورة الافتراس المرسومة عنها في مخيال الذاكرة والمظهر؟ قطعاً لا نعرف. لذلك عزيزي المُحب لـ أكشن السينما، إذا كنت تتساءل كيف يمكن لهذه المخلوقات ذات الزعانف الحادة والمقاييس العملاقة والذيل الناريّ أن تكون مسالمة وتعيش بين البشر دون أن يجري اكتشافها واصطيادها.
فإن المؤلفين (جيسي أندروز) و(مايك جونز)، صنعا لنا فيلماً رائعا من إنتاج (ديزني) بالتعاون مع (بيكسار)، يسرد القصة بشكل فكاهي لطيف، ويحمل العديد من الصور المشتركة والأجوبة التي تبحث عنها، وبمتعةٍ فنية أخاذة، ويتوفر الفيلم في منصات يوتيوب والسينما المحلية، لذا يمكنك مشاهدته مع أولادك والاستمتاع بالعالم المثالي للصغار.
يلا نتابع الفيلم:
تبدأ أحداث الفيلم بظهور صديقنا (لوكا)، الذي سيتبين أنه وحش من وحوش البحر، له شكل غريب وذيل طويل، يعيش في أعماق البحار حيث يرعى ويحمي مجموعة من الأسماك. السؤال هنا: ما الذي سيحدث حينما يخرج وحش نحو الشوارع؟ الجواب بالتأكيد أن الناس وسكان المدينة سوف يصابون بالهلع، بل إنهم سوف يحاولون اصطياد هذا الوحش والاستفادة منه. ولكن ما حدث يخالف التوقع فجأة، إذ سيتمكن لوكا من تغيير شكله، كما أنه سوف يصدم صديقه (ألبرتو)، وهو وحش بحري كذلك، يحلم بالسفر حول العالم مع لوكا. وبمرور الوقت، يصعد لوكا إلى حياة البر، فيتحول مباشرة لشكله الذي يشبه البشر تماماً، اذ يتحول على هيئة صبي يبلغ الثالثة عشرة من عمره، ويختفي ذيله الطويل ووجهه الأخضر وخياشيمه الزرق. وتدور مجريات أحداث الفيلم فيما بعد حول رغبة لوكا وصديقه ألبرتو في اقتناء (فيسبا) لكي يطيروا بها في كل مكان حول الأرض.
يتجه البرتو ولوكا الى الريفيرا الإيطالية من أجل اقتناء (فيسبا) تحقق لهما أحلامهما، فيقابلان العديد من البشر الذين يتحدثون بسوء دائم عن وحوش البحر ويودون قتلهم، لكنهم لا يستمعون لكل هذا، ويفضلون دخول مسابقة تقدم جائزة فيسبا للفائز، إذ يقرر الصديقان الاشتراك في المسابقة رغبةً في الفوز بـ فيسبا الأحلام، وهنا تأتي الصدفة التي سوف تجمع لوكا و ألبرتو مع فتاة صغيرة تُدعى (جوليا)، التي ترغب هي أيضاً في أن تفوز بالمسابقة، فيصبحون معاً مجموعة يطلقون عليها اسم (فريق المستضعفين)، ليتحول هؤلاء المستضعفون إلى أصدقاء قريبين بعضهم إلى بعض، وهنا يقتنع لوكا تماماً بأن عليه أن يلتحق بمدرسة جوليا، لكن كيف ذلك؟ يتساءل البرتو ويتخانق معه، وأثناء الشجار تبدأ المياه بملامسة ألبرتو الذي يتحول إلى وحش بحر، فيهرب من الصيادين فيما يقتنع لوكا بأن عليه أن يبقى مع جوليا من أجل الظفر بـ فيسبا الأحلام، على الرغم من أن جوليا تطلب منه ترك المدينة، فهل سيوافق؟ أم سيبقى باحثاً عن حلمه؟ لن نحرق عليكم أحداث الفيلم، لنجعلكم تكملون هذه التحفة.
مشاهد تلفت النظر:
إن الحلم شيء مهم، ولربما هو الأهم في روح الفرد، إنساناً كان أم وحشاً، سنلاحظ في الفيلم أن المرء الذي يعيش حياة مغايرة عما نعيشه، يملك الحلم أيضاً، حين يوازن لوكا بين وجه الإنسان ووحش البحر في هويته، ويتعلم ألا يدع مخاوفه تمنعه من استكشاف العالم البشري وتحقيق احلامه.
بماذا أنصح عائلتي:
يؤكد الفيلم على الخوف المجتمعي الشائع من صعوبة التأقلم مع الآخر المختلف واكتشاف الذات، كما يؤكد على فكرة تقبل الآخرين، تلك التي نحتاجها في حياتنا من أجل عالم افضل، كذلك يركز الفيلم في محتواه على قضايا إنسانية نادرة وغير مرئية، تثبت لنا أن البشر ما زالوا غير قادرين على تقبل المختلف عنهم، وبالطبع فإن وحش البحر ما هو إلا رمزية يحاول صناع الفيلم من خلالها وضع هذه الفكرة المتداولة في أذهان المجتمع. لذلك ينبغي على الآباء تقبل اختلاف أولادهم وأفكارهم ومواهبهم، حتى لو قمعها المجتمع ونبذها، مثلما نبذ الوحش لوكا.