في منتصف العمر.. هل ثمة متسعٌ للسعادة؟
ترجمة: آلاء المصلح /
كثير من الناس لا يدركون مدى صعوبة مرحلة منتصف العمر، فهي مرحلة انتقالية تبدأ من سن الـ40 إلى 65، بحيث يختلف منظور الشخص للأشياء والوقائع ويختلف تعامله معها، وكأنه يقوم بتكوين شخصيته من جديد.
يختلف مفهومها من فرد إلى آخر ومن ثقافة إلى أخرى. مع ذلك، إذا كنت بصحة جيدة وتتجه نحو الشيخوخة، فسيراودك هذا التفكير في وقت متأخر من حياتك.
عندما يحين ذلك الوقت، ستشعر وكأنك اصطدمت بصخرة الواقع، او انك عالق وغير معتاد على التغييرات التي تطرأ على جسمك وعقلك وحياتك، اما اذا لم تكن قد أنجزت الأهداف التي حددتها لنفسك من قبل، فقد تشعر حينها بخيبة أمل وفشل لايطاقان.
البشر ليسوا وحدهم الذين يشعرون بالإحباط في منتصف عمرهم؛ فالقرود ايضاً تصاب بالإحباط كذلك. فقد أظهرت دراسة أن البشرانيات (القردة العليا) تعاني أيضاً من مشاعر سلبية في منتصف العمر.
السؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا تتناقص سعادتنا في منتصف العمر؟ وجواب ذلك هو تعرضنا لمخاطر أكبر بعد ذلك. فغالباً ما تكون هذه هي السن الذي نستقر فيه وظيفياً، وعائلياً، نشتري منزلاً (إذا كنا محظوظين). لكنها أيضاً السن التي يمكن أن نتعرض فيها لجملة انتكاسات مهنية أو قد يكون البعض بلا عمل، الأمر الذي يلقي بظلال سلبية على الفرد في تلك المرحلة العمرية.
في هذا العمر ايضاً قد ننفصل عن شريكنا وقد نفقد أبوينا وقد نعاني من مشاكل صحية أكثر. مع ذلك، فإن تعاسة منتصف العمر لا يمكن أن تُعزى بالكامل لمواقفنا، فالظروف المحيطة بنا لها دور كذلك.
منتصف العمر وتحقيق الأهداف
تظهر الأبحاث أنه بعد سن 18، تبدأ سعادتنا في الانخفاض ولا تتعافى حتى منتصف الستينيات.
يقال إن من الأفضل التفكير في الحياة كسلسلة من الاحتمالات بدل التفكير بها كسلسلة مهام يفترض علينا انجازها رغماً عنا.
الحقيقة هي أن هناك بعض الناس يصلون منتصف العمر وهم لم يحققوا بعد كل ما يريدونه من الحياة. ثم يسألون أنفسهم، ما الذي سيحل بنا بعد منتصف العمر؟
لحسن الحظ، ثمة أشياء يمكنك القيام بها لتحسين حياتنا وجعلها أكثر اكتمالاً بعد إضرابات منتصف العمر:-
افعل الأشياء التي تحبها
حتى هذه اللحظة، ربما تكون قد أعقت نفسك كثيراً ومررت بالعديد من المهام منها محاولتك توفير بعض المال للعائلة، حرصك الدائم على تربية اولادك وادخالهم أحسن الكليات واشتغالك بوظيفتين لسداد القروض والديون المترتبة عليك.
الآن بعد أن وصلت إلى منتصف العمر، حان الوقت لتكرس وقتك لنفسك وتهتم بأمورك الشخصية اكثر. افعل الأشياء التي طالما أردتها، ثم قم بعمل قائمة وتصفحها، سوف يمنحك ذلك شعوراً بالتنفيذ والإنجاز.
لا عجب لماذا يميل بعض الرجال إلى شراء سيارات فخمة، لقد وصلوا أخيراً لمرحلة من حياتهم، تمكنوا من خلالها من تحمل التكاليف والسماح لأنفسهم بشراء شيء طالما حلموا به. أنا لا أقول إنك بحاجة لشراء سيارة، ولكن بالتأكيد اختر الأشياء التي طالما حلمت القيام بها.
امض بعض الوقت مع عائلتك وأحبائك
افراد عائلتك هم الأشخاص الذين تعيش من أجلهم. هذا هو جوهر الحياة. إذا كانت حياتك مشغولة جداً، قد تتمكن من العثور على مزيد من الوقت في منتصف العمر. اقض بعض الوقت مع افراد اسرتك. اصطحبهم إلى الخارج في نزهة واجازة مستحقة، عزز علاقاتك بهم. الناس كائنات اجتماعية، وجودك مع الأشخاص الذين تحبهم يجعلك اكثر سعادة.
ساعد الآخرين
لم يفت الأوان بعد عندما يتعلق الأمر بمساعدة الآخرين. بغض النظر عن مدى إحسانك للكثير من الناس في بداية حياتك، فإن منتصف العمر ليس سبباً للتوقف. كلما ساعدت الناس، كلما شعرت بالتجدد والسعادة.
ابتسم قدر المستطاع
للابتسامة تأثيرات مدهشة عليك وعلى الآخرين. فالابتسامة مفيدة لصحتك وتعزز مزاجك وتساعدك على الشعور بالسعادة. لذا، ابتسم في كل فرصة تتوفر امامك.
ممارسة التمارين الرياضية
إذا وجدت حيزاً للتمرين في جدولك اليومي، فهذا مفيد لك. إذا لم تمارس الرياضة سابقاً لانشغالك بأمور الحياة، فلم يفت الأوان بعد للبدء. التمرين الرياضي هو أحد أهم الأشياء التي يجب عليك القيام بها للحفاظ على صحة سليمة. من المعروف أن الرياضة والحركة يطلقان هرمون الإندورفين ويقللان من التوتر، وكل ذلك سيساعدك على أن ترفل بحياة أكثر اكتمالاً.
تمتع بنظام غذائي صحي
نعلم جميعاً مدى أهمية الطعام لأجسامنا وعقولنا. مع ذلك، فإن معظمنا لا يمتلك الوقت الكافي للتخطيط لنظامه الغذائي وغالباً ما نملأ أجسامنا بوجبات الـjunk food السريعة أولا ننظم فترات اكلنا، أو نادراً ما نستهلك الفيتامينات والمعادن وما إلى ذلك.
منتصف العمر هو الوقت المناسب لإجراء تغيير في حياتنا، كان يجب علينا إجراؤه منذ وقت طويل. إذا ناشدنا الصحة والشباب المتجدد، فغيّر نظامك الغذائي لنظام صحي.
ابحث عن طرق خاصة بك لإدارة التوتر
لدينا جميعاً ضغوطات في حياتنا. بعضنا يعدها طبيعية وبعضنا يعدها متعبة. تعلم طريقة إدارة كل ضغوطاتك. فلو اردت السعادة، تخلص من التوتر. وقد يساعدك الركض والهرولة صباحاً أو ممارسة اليوجا، قراءة كتاب أو الاستماع للموسيقى المفضلة لديك على تخفيف توترك.