قراصنة زهير مراد تسرق الربيع

297

هذا الربيع مختلف جداً مع مصمم الأزياء العالمي زهير مراد.. فهناك عرض فاخر متوهج كاسر للعادات، بعيد عن التقليدية، يشبه روح الفنان المصمم الحالم، الصعب المراس. فهو يعتقد أن الأزياء الراقية هي أرض الأحلام ، تسكنها مخلوقات من الجمال اذ يقول “نحن بحاجة إلى أن نحلم، اليوم أكثر من أي وقت مضى، نحن بحاجة للسفر بخيالنا، لننسى القليل عن أنفسنا والمصاعب التي يمر بها واقعنا. بالنسبة لجميع الرومانسيين، فإن سرد القصص الثمينة التي تم تأجيلها إلى ما بعد الزمن هي وسيلة لإيجاد حياة متجددة على أرض الأحلام.”
ذلك ما ألهم مجموعته من الأزياء لموسم 2022 من قصص ورؤى (قراصنة بايرون إيسك) في القرن الثامن عشر، وهم يتجولون في أعالي البحار، يطاردون كائنات الكنوز المفقودة. ومع ذلك، فإن القراصنة الذين يمشون على ممر صالون مذهّب في باريس اليوم لم يبدوا مرهقين بسبب السنوات التي قضوها في مطاردة النفائس والسفن الشراعية، عوضاً عن هذا، فقد أعادوا إلى الأذهان وجوداً أثيرياً رائعاً ، يرتدون ملابس فخمة للسهرة مناسبة للمداخل الكبرى، أو مزينة بسحابة مكثفة من التول الموشوم بنسخ طبق الأصل من الخرائط والأبراج البحرية القديمة، المرصعة بإحكام في تشابك مع اللؤلؤ والسلاسل الذهبية القديمة، وهي موضة هذا الموسم مع إضفاء السلاسل على بعض تصاميم القمصان و”التيشيرتات”، اضافة الى ملابس السهرة والأكسسوارات من الحقائب والأحذية.
يقول زهير مراد: “زبائني حريصون على العودة إلى الأحداث والاحتفالات، حتى لو كانت هناك مناسبات أقل بقليل من الماضي، فإن فقدان الأمل في المستقبل ليس خياراً بالنسبة لي.” مراد لم ييأس من الحريق ونشوب النار التي دمرت مشغله في بيروت عام 2020 وهو مستعد للانتقال إلى مساحة جديدة سيجري ترميمها في الأشهر القليلة المقبلة.
لرفع الروح المعنوية للعديد من النساء، قدم مراد عدداً كبيراً من التقليعات الحسية المتوهجة، مثل العباءات المصنوعة من الأورجانزا ذات الثنيات الدقيقة، ذات أكمام منفوشة، مع طغيان الألوان المشعة كالأورنج والأحمر والزهري والأزرق البحري بكل تدرجاته، وطيف البنفسج (الموف) وكذلك اللون الذهبي؛ وجرى تحويل أقمشة لامي إلى تنانير قصيرة بطيات من أشعة الشمس؛ تدفقات من التلال المتلألئة والشيفون تتدلى حول السراويل القصيرة مع فساتين السهرة الشبيهة بحوريات البحر، ذات قطرات من المطر المتساقطة بالترتر؛ وتطريز تعقيدات من الشيفون المزخرف المطرز بالمجوهرات والخرز. قال عنها: “قراصنة بلدي هن نساء مغامرات يبحثن عن كنوز الحياة، ربما يحلمن بالحب، أو ربما بمستقبل مليء بالبهجة والشجاعة.”