كلفته 4 مليارات جنيه إسترليني.. هوس الجمال الرقمي
ترجمة: ثريا جواد /
ينفق الأشخاص البالغون من البريطانيين (نساءً ورجالاً) كل عام نحو أربعة مليارات جنيه إسترليني سنوياً فقط لالتقاط صورة (ملف شخصي مثالية)، إذ أجرى واحد من كل خمسة جلسة تصوير للحصول على هذه الصورة المثالية لملف تعريف التعارف أو صفحة LinkedIn أو منصة التواصل الاجتماعي.
وظهر أن نحو 20% سافروا إلى مواقع سياحية تُقضى فيها العطلات فقط للحصول على الصورة المرغوبة في صفحات الأنستغرام، بينما اشترى آخرون ملابس جديدة ودفعوا مبالغ باهظة إلى مراكز علاجات التجميل وحجزوا طاولات في مطاعم فاخرة للحصول على مظهر مثالي.
الجمال الرقمي
يقضي الشخص البالغ العادي نحو سبع ساعات شهرياً في التقاط الصور وتحريرها قبل نشرها عبر الإنترنت، وظهر أيضاً أن ستة من كل عشرة يشعرون بالضغط للتوافق مع مُثُل الجمال الرقمي، لذا أبرمت شركة Plenty of Fish شراكة مع عالم النفس السلوكي (جو هيمينكس) لتقديم إرشادات عن تعزيز الثقة بالنفس وتشجيع البريطانيين على تبني ذواتهم الطبيعية عندما يتعلق الأمر بوجودهم عبر الإنترنت وصفحات التعارف، وتعد هذه الشراكة هي أحدث خطوة من منصة التعارف للمساعدة في معالجة معايير الجمال الرقمية غير الواقعية بعد أن حظرت الصور التي تمت تصفيتها بشدة من تطبيقها في عام 2019.
تلفزيون الواقع
يقول هيمينكس: مع التركيز الشديد على المظهر المثالي من برامج تلفزيون الواقع مثل “Too Hot to Handle” إلى الكمال في الأنستغرام، فلا عجب أن يرغب العزاب في تقديم أفضل نسخة لأنفسهم على تطبيقات المواعدة، لكن الذهاب إلى أبعد الحدود لخلق صورة غير واقعية لأنفسهم، للأسف، يزيل ما يجعل كل فرد فريداً ويبرز كشريك محتمل.
الشريك المناسب
مع شعور 59% من العزاب بالضغط للتوافق مع مُثُل الجمال الرقمي، فقد حان الوقت لخفض الضغط وتشجيع العزاب على تبني ذواتهم الطبيعية لتعظيم فرصة مقابلة الشريك المناسب، ووجد البحث أن العيش في ظل جائحة كوفيد 19 قد أدى إلى تفاقم الضغط للنظر بطريقة معينة، إذ يشعر أكثر من نصف البالغين 55% بأن الإغلاق كان له تأثير سلبي على احترامهم لذاتهم.
قضى أكثر من سبعة من كل عشرة مزيداً من الوقت وهم عالقون في المنزل بسبب الوباء وعدّل نحو 67% صورهم واستخدموا المرشحات الافتراضية أكثر مما اعتادوا عليه قبل الوباء. وفي الواقع ذكر 61% أن العمل من المنزل ورؤية أنفسهم في مكالمات الفيديو الخاصة بالعمل جعلهم أكثر وعياً بمظهرهم مما كانوا عليه قبل الإغلاق، واعترف 46% آخرون باستخدام مرشحات وخلفيات افتراضية مدمجة في هذه المكالمات لتحسين الإضاءة وتحسين الإعداد، وأضاف 42% ممن شملهم الاستطلاع مرشحاً أو ضبطوه سلفاً على جميع صورهم، وكان 41% يعززون الإضاءة لتكون أكثر إرضاءً، و 34% يمحون البقع أو الشوائب من على بشرتهم، وما يقارب 24% يعدلون شكل أجسامهم بانتظام ليكون أصغر أو منحنياً (وفقاً لأرقام One Poll)، وأظهر البحث أن من المدهش أن 40% من الرجال اعترفوا بتعديل شكل أجسامهم ووجوههم في الصور عبر الإنترنت، مقارنة بـ 29% من النساء.
عيوب التصوير
يعد الوصول السهل إلى تطبيقات تحرير الصور من بين أهم الأسباب التي تجعل البريطانيين يحررون صورهم عبر الإنترنت، إذ أن نحو 32% يحاولون مواكبة الآخرين الذين يعدلون صورهم بنسبة 30%، ويكرهون كل صورة طبيعية التقطت لهم، ويعتقد 28% من العزاب من مستخدمي تطبيقات التعارف أن بحثهم عن الحب سيتأثر سلباً إذا لم يخفوا عيوبهم المصورة، وما يقارب الـ 46% يصبحون أكثر توتراً في اللقاءات الأولى خوفاً من أن الخاطب المحتمل لن يجدهم جذابين شخصياً كما توحي صورهم أو على العكس من ذلك وأن موعدهم لن يتوافق مع توقعاتهم بنسبة 42%.
لكن على الرغم من الوقت والمال والجهد المبذول في إنشاء ملف تعريف رقمي يفخرون به، فإن 64% يقولون إنهم يفضلون رؤية صورة شخصية طبيعية غير معدلة على وسائل التواصل الاجتماعي أو ملف تعريف تطبيق التعارف المحتمل بدلاً من صورة مفلترة بشدة.
الجيل z
يزداد العدد عندما يتعلق الأمر بـ (الجيل (Z (الجيل الذي يلي جيل الألفية) إذ يفضل 77% منهم عدم مشاهدة الصور التي صُفّيت بشدة في الملف الشخصي للأغراض الرومانسية.
تقول (كيت ماكلين)، خبيرة العلاقات الاجتماعية: على الرغم من معرفتنا بحقائق تطبيقات ومرشحات تحرير الصور، فمن المثير للقلق حقاً رؤية البحث ومقدار الوقت والمال والجهد المستثمر لتحقيق أمر غير واقعي مثالي للجمال.
وأضافت: هذا أمر مثير للدهشة بشكل خاص مع العلم أن 64% من العزاب يفضلون رؤية صور طبيعية غير معدلة للتواريخ المحتملة. في عام 2019 قللنا الضغط على أولئك الذين يستخدمون تطبيقنا بحظر الصور المصفّاة بشدة من الملفات الشخصية لهذا السبب بالذات، والآن، نريد أن نخطو خطوة إلى الأمام، بتشجيع البريطانيين على تبني كل ما يجعلهم فريدين وإظهار مصداقيتهم في ملف تعريف التعارف.