كيف تحول الوشم إلى رمز للثورة والحرية؟

734

ترجمة: ثريا جواد/

بدأت المصورة الفرنسية (سكارليت كوتن) Scarlett Coten بعد الربيع العربي رحلة غريبة أستمرت أربع سنوات حول الشرق الأوسط، بحثاً عن جيل جديد من الرجال المحرومين واكتشاف شخصياتهم ودورهم في المجتمع العربي.

تقول كوتن: الحياة هي مؤنث ومذكر واذا كانت الحسية أو الرقة هي خاصية أنثوية فأن خاصية الذكور هي (الوشم) أو التاتو التي أصبحت تعريفاً واضحاً وصريحاً للرجولة في بلدان الشرق الأوسط.

الوشم العربي

قامت المصورة كوتن بالتقاط العديد من الصور القريبة جداَ والمباشرة للرجال بشكل خاص من دون النساء وبمهارة عالية في مناطق متعددة من مناطق الشرق الأوسط منها لبنان والأردن ومصر والمغرب، والذي لفت انتباهها هي الحالة التقليدية التي يعيشها الرجال في العالم العربي، ومن خلال سلسلة من الصور أطلق عليها اسم (مكتوب) في العام 2012 أصبح (الوشم العربي) الساحر كما وصفته هو السمة البارزة لكل الرجال في الشرق الأوسط الذين وصفتهم بأنهم يختلفون بشكل واسع في مناطق العالم المختلفة.

تقول كوتن، التي تظهر صورها في معهد العالم العربي في باريس… كان من المهم جداً اظهار أي (وشم) والذي يحرمه الدين في الدول العربية، وفنانو الوشم موجودون في كل مكان وهم يعيشون خلف الأبواب المغلقة، وعملهم يمثل رمزاً لـ (الثورة والحرية).

طاقة وأمل

تضيف كوتن..عندما بدأت كوتن العمل في المغرب في عام 2012 شعرت أن صوري تنقل روح الطاقة والأمل في الهواء الطلق بعد الربيع العربي، ولكن تدريجياً وعلى مدى السنوات الأربع من مشروعها التصويري فأنها بدأت تعكس شيئاً أكثر قتامة (أنها ليست استقالة) لأنهم جميعاً قالوا أن الثورة لم تنته بعد ولكن هناك شيئاً محزناً وغير مستقر، ويظهر مع مرور الوقت.

رجال الشرق الأوسط يختلفون تماماً عن رجال باريس، حيث قامت بتصوير لقطات غير تقليدية لمجموعة من الرجال وفي سبيل المثال (حازم) شاب من الأردن وهو راقص باليه ومصمم رقص، قامت بتصويره في قصر مهجور في القاهرة مرتدياً قميص بولو أحمر مطابقاً للكعب العالي خلال العرض و(خالد) قامت بتصويره بالكعب أيضاً في مرآب كبير لسيارات نوع رينو وهناك (فهد) من مصر لديه (وشم) على شكل ثعبان أليف صغير على كتفه الأيسر وسلسلة من الشعر الداكن مضفر على يمينه، في حين أن نبيل من الجزائر وضع وشماً وعبارة (الجنس خير والثورة شر) على ذراعه اليسرى وصورت أيضاً أحمد وهو فلسطيني يعيش في رام الله ولديه وشم لمفتاح وعصافير ذات الصدر الأصفر على ساعديه وهذا الوشم يمثل بالضبط الوضع الذي يعيشه الفلسطينيون.

لا تزال على قيد الحياة

سكارليت كوتن فرنسية مصورة حرة تخرجت في مدرسة (ارليز للتصوير الفوتوغرافي) في الثمانينات Arles photography school ومعظم مشاريعها التصويرية كانت في الوطن العربي، وانتجت أول سلسلة مصورة لها وتحمل عنوان (لا تزال على قيد الحياة) في مصر خلال العام 2000. وأمضت شهوراً عديدة مع قبائل البدو الرحل في صحراء سيناء والذين وصفتهم بتقريرها الوثائقي (أصبح العالم العربي جزءاً من حياتي… لقد وقعت في حب هؤلاء الناس وثقافتهم).

أمضت كوتن وقتاً في مدينة الصويرة المغربية الساحلية حتى قبل حدوث الثورة رصدت خلالها الفجوة بين الجيل الجديد الذين يريدون (الحداثة والحرية) وبين أسرهم التقليدية. قررت كوتن حينها أن تروي هذه القصة من خلال الرجال الذين رأتهم في كل مكان في الأماكن العامة التي سافرت إليها في الشرق الأوسط.

عن الغارديان